&
&
الدولة التركية الجديدة &تاسست فى عام 1923 على يد بانى نهضة تركيا الجديدة &مصطفى كمال (( اتاتورك)) بعد اتفاقية لوزان الدولية بين المنتصرين فى الحرب العالمية الاولى (( بريطانيا وفرنسا و روسيا)) من جانب و (( تركيا)) من جانب اخر ، بعد انتصارات اتاتورك &فى حروب داخلية تركية و على جيوش الباقية فى تركيا وبعد تغيرات فى &موازين القوى العسكرية على اراضى تركيا وتعديل و تغيرات جوهرية على اتفاقية ((سيفر)) عام 1920 التى قررت بتاسيس الدولة للارمن و الكرد على ميراث الاراضى الخلافة العثمانية بعد دحر و تمزيق و تقسيم الاراضى العثمانية. ومنذ ذلك الحين ولدت الدولة التركية الجديدة على مبادىء شوفينية و عنصرية ضد القوميات الاخرى الذين يعيشون فى تركيا على اراضيهم التاريخية مثل ارمن و الكرد و اقليات اخرى..ولحد الان كل الانظمة الحاكمة من المدنيين و العسكريين التى حكموا تركيا وشعوبها بنار و الحديد &وطمس هوياتهم القومية و اللغوية والثقافية وانكار وجودهم عن طريق القتل و التشريد و الابادة الجماعية مثل عمليات السىء الصيت بين اعوام 1915-1923 ضد الارمن و الكرد معا. تركيا اليوم وفى زمن اردوغان و حزب العدالة والتنمية منذ عام 2002 يريدان ان تبعثوا من جديد زمن الخلافة العثمانية باسم (( العثمانيين الجدد)) و اردوغان يطمح ان يكون &خليفة المسلمين و يعود زمن السلاطين العثمانية و يبنى امبراطورية الشر الجديدة &يشمل جميع الدول الاسلامية و العربية و شرق اوربية مثلما كانت فى زمن الغابر للامبراطورية العثمانية فى القرون الوسطى. عن طريق تدخل فى شؤون اقليات تركية فى العراق و سوريا و القبرص و بلغاريا و كوسؤفو و كرواتيا و عن طريق مجموعات الضغط فى دول اوروبية وخاصة المانيا.
اردوغان و حزبه الحاكم منذ عام 2002 يقاومون كل المحاولات لنصرة المسالة الكردية اينما كان سواء فى العراق او سوريا او ايران او حتى الدول الافريقية، لانه يخشى ان يطالبوا الاكراد فى تركيا مثل اخوانهم فى سوريا و العراق بحقوقهم المشروعة، علما ان كردستان الشمالى (( كردستان تركيا)) اكبر جزء &مساحة فى كردستان الكبير(( 225 الف متر مربع)) اى &يساوى 32% من مجموع المساحة الكلية لتركيا &واكبر عدد نفوس الاكراد (( 20 مليون كردى )) &يعيشون &اى يساوى 25% من مجموع الكلى للسكان تركيا موجودن فى 21 محافظة من مجموع 81 محافظة تركية ، و يقاومون الدولة التركية منذ عام 1978 حين تأسست الحزب العمال الكردستانى &PKK &على يد القائد السجين الخالد عبدالله اوجلان(( ئابؤ)) و بدأ الثورة الكردية &المسلحة منذ 15/8/1984 على يد مقاتلين الاكراد (( كريلا)) ضد التسلط وحرب الابادة الجماعية التركية ضد الاكراد على يد الطغاط من العسكريين و المدنيين و اعوام التسعينات فى القرن الماضى &شهد اسود و اسوء حملة الابادة ضد الاكراد من قبل الدولة الفاشية التركية. ولكن الاكراد قاوموا وبباسلة كل الحركات و العمليات الابادة و دحروا هجمات الجيش والجندرمة التركية على كردستان الشمالى، ولان الاكراد فى تركيا بدأوا فى نضال جديد عن طريق الانتخابات البرلمانية و الديمقراطية &عن طريق حزب &الشعوب الديمقراطية التركية (( HDP)) و حصلوا على 59 &مقعدا برلمانيا لاول مرة فى تاريخ الدولة التركية فى انتخابات واحد &نوفمبر الماضى جنبا الى جنب النضال و الكفاح المسلح وبهذا حولت النضال الكردى من الجبال الى المدن الكبيرة و الاقضية والنواحى و حتى عاصمة الدولة التركية انقرة و استانبول.
تركيا وسياسات اردوغان التعصفية و الشوفينة &و العنصرية التركية ادت الى انبعاث اللاختلافات و الصراعات الداخلية بين الاقوام و الديانات و المذاهب المختلفة داخل تركيا من جانب و من جانب اخر بين العلمانيين و الاسلاميين و حتى داخل حزب اردوغان نفسه و ادت الى انشقاقات الحزبية و خروج كبار المؤسسين للحزب مثل الرئيس عبدالله غول و غيرهه من &قيادات و كوادر الحزبية استنكارا للسياسات الخاطئة و المتهورة لاردوغان و اعوانه. كلها بسبب الغرور و كبرياء اردوغان و تطاوله على الحريات و الديموقراطية و حقوق الاقليات و طمس هوياتهم و انكار وجودهم مع العلم بان المرحلة الاولى فى حكمه و كتاكتيك سياسى &من قبل اردوغان &و لارضاء الاوربيين &كى يسهلوا عملية دخول تركيا للاتحاد الاوروبى &لان شروط قبول تركيا فى الاتحاد الاوروبى هو (( الديمقراطية و حرية الصحافة و حقوق الاقليات و من اولهم حقوق الاكراد وغيره..)) &ولهذا كله اعلن &عملية السلام فى كل تركياو خاصة مع الاكراد و مسألتهم و وعد &بأقرار حقوقهم القومية و الثقافية و الديمقراطية و حرياتهم و &حل المسألة الكردية من جذورها ولكن بعد اعوام من الحكم و تثبيت اركان نضامه &تنصلت من وعودها و عادت الى الوراء و الى المربع الاول بأخطر مايكون، والان و قرابة 3 اشهر بدأ عمليات عسكرية فى كردستان تركيا وفى مدن و الاقضية والقرى الكردية و بأعنف ما يكون مثل تسعينات القرن الماضى.
ومن جانب اخر ادى سياسات اردوغان بمساعدة عصابات داعش الاجرامية و الاهابية &فى سوريا و العراق الى اطالة ازمة سوريا والاقتتال الداخلى بين مكونات الشعب السورى وهذا كله ضد انتصارات الكرد فى سوريا على يد المقاومة و الوحدات المقاومة الكردية فى حزب &الاتحاد الديمقراطى الكردى السورى PYD و دحر كل المحاولات الداعش للسيطرة على كردستان الغربية ولكن دون جدوى و بعكس طلبات و طموحات اردوغان الكرد سيطروا سيطرة تامة و فعلية على جميع الاراضى الكردستانية و الان يحاولون قطع الطريق على مساعدات التركية للدواعش و تحرير جميع الاراضى الباقية و توحيد كردستان الغربية كبقعة واحدة و موحدة و ان يوصلوا الى شواطىء بحر الابيض المتوسط.وايضا وبعكس طموحات اردوغان ان الدول الكبرى مثل روسيا و حتى اميركا و بريطانيا و فرنسا يساعدون الاكراد فى سوريا و يرون فيهم القوة الحقيقية &الضاربة ضد الداعش و جبهة النصرة الارهابية و قرروا بشكل رسمى بان حزب &الاتحاد الكردى ليس حزبا ارهابيا و يساعدهم ضد الدواعش. وهذا الموقف الروسى الامريكى بمثابة كسر شوكة و ظهر تركيا و اردوغان فى المنطقة و احلامها التوسعية.
من المعلوم ان سياسات الخاطئة من قبل اردوغان وتركيا يأدون الى نتائج عكسية على مستقبل و ووحدة تركيا من قبل الدول العظمى مثلما حصل فى السابق نتيجة دحر و سياسات الخاطئة للدولة العثمانية &من قبل الدول العظمى انذاك، و المعلوم ان خارطة طريق لمنطقة الشرق الاوسط الجديد يبدأ من تركيا وايران و مصر و سعودية و باكستان و تقسيم اراضيهم الى دويلات اصغر و تركيا مرشح الاول على هذه الخارطة المستقبلية و سياسات اردوغان و حزبهه اديا الى التسرع فى العملية هذه، لان تركيا قوية و موحدة و كبيرة فى المنطقة و صاحب اقتصاد قوى &مثل سد منيع على نشر الديمقراطية و الحريات للاقليات القومية و الدينية فى المنطقة و هذا بعكس السياسات و الخطط لدول العظمى فى المنطقة.
واخيرا &ترى &هل يصبح & اردوغان سلطان جديد فى زمن جديد و فى منطقة جديدة ساخنة مثل الشرق الاوسط &لامبراطورية جديدة عثمانية ؟ او تكون رئيس دولة صغيرة &بعد تقسيم التركيا الى دويلات للارمن و الكرد و العلويين و الجركس و غيرهم؟ &بتأكيد الزمن كفيل على جواب هذه الاسئلة الملحة و الخطيرة فى ان واحد. و انشاء الله كلنا نعيش و نرى مستقبل تركيا منقسمة لا محالة نتيجة سياسات اردوغان التوسعية و المستبدة و حب الظهور و غرور و كبرياء باطلتين..كما سبقهه صدام حسين و حصل ماحصل على العراق و شعوبها.و بتأكيد انقسام &تركيا الى دويلات يعود بالخير و المنفعة على الدول و شعوب المنطقة كافة، كما حصل فى السابق نتيجة تقسيم و توزيع ميراث الخلافة العثمانية و ولدت الدول المستقلة فى المنطقة.

كاتب كردى من كردستان العراق
&