دارين ابراهيم: quot;السير نحو الهاوية.. أميركا والاسلام بعد العراقquot;، كتاب جديد صدر في الولايات المتحدة الشهر الماضي، وصاحب الكتاب هو مايكل شوير الرئيس السابق للوحدة المكلفة بمتابعة أسامة بن لادن في الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي اي). العنوان الاصلي للكتاب هو:، Marching Toward Hell: America and Islam After Iraq ويقع في 384 صفحة. صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الأميركية قدمت عرضا للكتاب، ووضعت عنوانا للعرض quot;محاربة العدو الخطأ بالسلاح الخطأ quot;.
كتاب يحذّر الأميركيين من quot;الجحيمquot;
وفي الكتاب يقدم المؤلف تقويما لوضع الولايات المتحدة الاميركية، و الذي يصفه بالوضع الشنيع وذلك بسبب الجهل و التصلب الشديد للنخبة الحاكمة في الحزبين الديمقراطي و الجمهوري.
يقول شوير quot;هؤلاء الاشخاص هم الذين أثروا وساهموا بشكل رئيس في رسم و إدارة السياسة الخارجية لأميركا خلال 35 سنة مضت. quot;
يتابع شوير quot;إن الاميركيين يجتازون نفقا طويلا شهدوا خلاله ضررا قاتلا ممثلا بشكل أساسي من الجهاديين، الذي تحول إلى خطر حقيقي يهدد بضرب نواة المجتمع الاميركي و مؤسساته المدنية إلى حد تغيير أو قلب نظام واسلوب حياة الاميركيين لعدة عقود، و ربما للأبد.
وإذا كان يوجد هناك من مكان خلال 2008 أسوأ من الجحيم، فأنا أقول إن الاميركيين يعيشون فيه هذه الأيام، كما يقول المؤلف.
quot;نيويورك تايمزquot; تنتقد موقف الكتاب من اسرائيل
وفي عرض خاص للكتاب الذي صدر منذ أيام في أميركا، تقول صحيفة quot;نيويورك تايمزquot;: كما في كتابه السابق (الفوقية الامبريالية الأميركية) فإن شوير يقدم خليطا من التحليلات حول القاعدة و استراتيجيتها في السيطرة و الهيمنة. كما يقدم بعض الاحتمالات الغريبة مثل تقليص الحدود مع المكسيك وكندا بناء على مبدأ العزلة الجديدة الذي قدمته السياسة الاميركية العقيمة، وتقويمه اللاذع حول الحرب على العراق و ماسببته هذه الحرب من سقوط مدو أثر في منطقة الشرق الأوسط.
تقول الصحيفة: المشكلة في هذا الكتاب أن شوير لم يكتف برفع حدة نبرته التهجمية على السياسة الأميركية فقط حيث تناول اسرائيل بقوله quot;أنا لا أهتم مثقال ذرة باستمرار أو بقاء اسرائيل. quot;
واتهم جورج بوش بأنه quot;ابن أبيه quot;، حيث لم يوفر جهدا لكسب دعم الكونغرس الاميركي للحرب على العراق.
ويشير شوير إلى فشل السياسة الاميركية بتأمين الحماية لأميركا بعد أحداث أيلول، محذرا السياسة الاميركية من مخاطر محاولاتها لتصدير الديمقراطية الغربية إلى أماكن و بلدان ليست بحاجة لها ولا يمكن أن تتقبلها.مشيرا إلى ماحققته القاعدة من أرباح و منافع لاتحصى جراء الغزو الاميركي على العراق.
كتاب يتوقع 11 سبتمبر جديدة
وتحدث شوير عن مبدأ الحرب الباردة قائلا إنها لاتجد نفعا مع العدو الجديد للأميركيين (المتشددين الاسلاميين). يتابع شوير quot; كانت مصداقية أميركا و منعتها قد بدأت تضعف و جاءت هجمات 11 أيلول كالدفعة الاخيرة التي أودت بمنعة اميركا إلى الهاوية.
ويتابع quot; إن الاجتياح و الاحتلال الاميركي لأفغانستان و العراق قد جعلا منعة أميركا في الحضيض لأنها أصبحت مستهدفة من قبل القاعدة و اتباعها.
كما أنه توقع هجمات من قبل القاعدة على اميركا أشد وأخطر من هجمات 11 أيلول.
المؤلف ينصح صناع السياسة في بلاده
يؤكد الكاتب شوير أن صناع السياسة الاميركية العقيمة قد قدموا فهما خاطئا حول القاعدة، حيث اعتقدوا أن بن لادن يحارب أميركا و الاميركيين بسب قيمهم و نظام حياتهم، بينما في الحقيقة هو يحارب السياسة الاميركية تجاه المسلمين. و يحارب دعم أميركا للسوفييت و الصين في قمع الحركات الاسلامية، بالاضافة إلى الدعم المطلق و الأعمى الاميركي لاسرائيل، واحتكار أو سيطرة اميركا لمصادر الطاقة في العالم و بيعها باسعار أعلى. هذا فضلا عن دعمها لبعض الحكومات الاسلامية المستبدة.
كما أشار شوير إل فشل السياسة الاميركية بتقدير خطورة المتشددين الاسلاميين، فمن قبل هجمات أيلول، كانت اميركا و حلفاؤها على علم بالمعسكرات التدريبية للارهابيين.
وكتب شوير: ستكون هناك عدة لحظات من فترة بوش الرئاسية راسخة في الاذهان و في التاريخ لتشهد بسوء السمعة لاميركا وذلك جراء الاجتياح الاميركي للعراق و أفغانستان بذريعة ملاحقة القاعدة و طالبان. ويقول أيضا: الاحتلال برئاسة الولايات المتحدة للعراق من شأنه التسبب بوضع يكون بمثابة quot;مغناطيس للمجاهدينquot; أقوى وأعنف من الوضع التي تسببت به موسكو عندما شنت حربها على أفغانستان.