(إلى سركون بولص)

مثلُه كنت أفكر
بكتابة الشعر
أضع ورقةً على طاولة العالم
وأعزف عن مدار شطآنه الواسعة
ألم اللحظة التي تسجلها
غمامة عابرة.
مثله...
أو مثل بودلير وآلامه
أكتب قصيدة عن الحكايات القديمة
التي فشلتْ في تصويرها الفلسفات
مثله
أو مثل نبي جبران
أو مثل عشب ويتمان
أو قبلهما وربما بعدهما كأس أبي نواس.
ماذا أقول في قصيدة الموت الطويلة هذه؟
مثله استفقت على عاصفة اللامعنى
لكنني لن أقول إن الحروف الأولى
كانت من ذلك الألم القديم
لن أتكلم عن التحايا
عن أناشيد المدرسة
عن فتيات الصف
عن الطفولة الكبيرة
عن أحلام المعنى
وأحلام اللامعنى
سأتكلم عنه
هذا الذي يضع وردةً على صدره
حمراء بلون النهاية التي كلما نصل اليها
يباغتنا الألم
quot;إن كنتَ راكباً في سفينة نوحquot;
خذني معك...!
أنا آخر الغرقى الذين رمتهم
أحلامهم
في هذا اليم / الكلمة
كنتُ تكلمتُ
عن الشاعر الميت للتو
عن صورتهِ الوحيدة
عن آماله القديمة
عن روحه التي غابت
كنتُ تكلمتُ
لكنني لم أرسمْ له نهايةً عظيمة
لن أقولَ إنه كان كذا وكذا
لن أقولَ إن سيفه من ذهب
وأيامه بلون الحرير
لا أحسن الوصفَ
لستُ فاتحاً عظيماً
لكنني عندما أقول للكلمة: انحني
تنحني لأعبرَ الى جهة الشعر.

شاعر عراقي يقيم في لندن