quot;الولايات المتحدة تعزز اذا التزامها القديم في مجال الامن مع اصدقائها في الخليج وهي تجمع اصدقاء في العالم لمواجهة هذا الخطر (الإيراني) قبل ان يفوت الاوانquot; بوش

غرق الاعلام ولا سيما العربي منه في تحليل وفهم الأهداف المعلنة وغير المعلنة لزيارة الرئيس الأميركي للشرق الأوسط، لا لاهمية الزائر بحد ذاته بل لأن خيارات الإدارة التي يمثلها تنصب على رأس شعوب المنطقة في نهاية المطاف، التي طالما اعترضت على موقف هذه الادارة من قضاياها التي تعدها عادلة، غيرانه من الطبيعي أن تسعى كل دولة لتحقيق ما تراه مناسبا لمصالحاها هي لا مصالح غيرها من الامم و الشعوب.

واذا ما اراد المرء ان يقرأ بين السطور في الخطابات المعلنة خلال هذا الأسبوع يجد أن هناك أزمة تكمن في السعي الحثيث والسريع نحو ايجاد آلية تضمن الحفاظ على امن اسرائيل على الأقل لفترة العشر سنوات القادمة، فمعظم التقارير والدراسات الاستراتيجية وهي دراسات مفصلية أفادت بأن هناك خلل وضعف في دور المؤسسة العسكرية الاسرائيلية التي بدت عاجزة أمام حزب الله في حرب تموز من عام 2007، الأمر الذي دفع الى إعادة النظر من جديد في قضية الأمن الاسرائيلي من خلال تفعيل موضوع quot;السلامquot; عبر مؤتمر أنابوليس وايجاد مخرج سياسي سريع يضمن quot;الامن quot; بالدرجة الاولى ويفرض حلّ عاجل قبل انتهاء ولاية بوش.

فإسرائيل تشعر بعدم الاطمئنان تجاه ايران، وانها باتت مكشوفة في مواجهة ايران quot;النوويةquot; التي لا تقوى عليها بمفردها، في وقت جاء تقرير الاستخبارات الاميركية ليؤكد وقف ايران لبرنامجها النووي منذ عام 2003، الامر الذي أشعر الاسرائيليين بخيبة أملٍ بالغة، وقد جاءت الاجتماعات الاميركية الاسرائيلية لتعيد quot;الخطر الايراني quot; الى الواجهة في السياسية الدولية.

هذا الأمر أكدّه سالاي ميريدور سفير اسرائيل في واشنطن بالقول quot; عند تقويمنا التهديد القادم من إيران، نحن متفقان ونفكر بالطريقة. إن الولايات المتحدة واسرائيل تدركان جدية التهديد وانعكاساته في حال تفاقمهquot;

والمتابع للصحافة الاسرائيلية يجد انها رصدت ذلك حيث اشارت صحيفة معاريف أن quot;رئيس الوزراء عرض على بوش تفاصيل البرنامج النووي السري الإيراني quot; موثقة بصور الاقمار الصناعية والوثائق، وهو امر اكدته quot; يديعوت احرنوت quot; نقلا عن مصادر اسرائيلية quot; الاستعداد للبحث في quot; عمل عسكري quot; ضد ايران.)

فالادارة الاميركية تشعر بالانزعاج والقلق من تمدد النفوذ الايراني في المنطقة خصوصًا عندما حضر الرئيس الإيراني أحمدي نجاد قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي انعقدت في الدوحة في دورتها الثامنة والعشرين، وسيره يدا بيد الملك عبد الله بن عبد العزيز، إضافة الى الدلالات الايديولوجية والسياسية العميقة التي حملتها دعوة العاهل السعودي للرئيس الايراني للزيارة المملكة العربية السعودية وأداء فريضة الحج.

لذلك فقد اراد بوش في زيارته الخليجية تذكير العرب بعدائية ايران حيث قال يوم الاحد الماضي: quot; ان (ايران) تحاول ترهيب جيرانها بصواريخها وخطابها العدائيquot;.

كما حاول ان يرسل رسالة للشعب الايراني سبق وان ارسل مثيلاتها للعراقيين قبل الحرب مفادها ان من حقهم ان يعيشوا بحرية وديموقراطية وان يكونوا اصدقاء للاميريكين وللناس أجمعين حيث قال:quot; سياتي يوم يحظى فيه الايرانيون بحكومة تؤمن بالحرية والعدالة وتنضم فيها ايران الى اسرة الدول الحرة. وعندما ياتي هذا اليوم لن يكون لكم صديق افضل من الولايات المتحدة الاميركيةquot;.

ترى هل الشعب الايراني يرى في الادارة الاميركية نموذجًا وعونا له، وهل الديموقراطية التي يطمح لها الفرد الايراني هي تلك التي يقدمها بوش؟؟ وهل يكون quot;السلامquot; في الشرق الاوسط عبر اشعال حرب في quot;الخليج quot; ضد ايران؟ وهل ترغي الادارة الاميركية من تحويل الصراع المحتدم من صراع عربي اسرائيلي الى عربي ايراني؟؟ وهل فاتورة الامن الاسرائيلي ستدفعها دول الخليج العربي؟ وهل يمكن ان يولد السلام وتتررع المحبة وتعلو الديموقراطيات تحت ظل حاملات الطائرات؟؟ وهل سترعى دول مجلس التعاون الخليجي أي مغامرة عسكرية محتملة في مواجهة إيران؟ وهل سيقبل الشعب الامريكي أن يتجرع شرب كأس تقارير الاستخبارات من جديد؟

طبعًا نجاح زيارة بوش وطروحاته مرهون في الاجابة عن تلك الأسئلة مجتمعة، وهو امرٌ مستحيل، واعتقد ان نجاحها مرتبط اليوم بوعي الشعوب اكثر من اي وقت مضى، فأكثرية الشعب الاميركي لا ترغب في خوض حرب جديدة، كما أن الشعب الايراني وان رغب بالديموقراطية والحرية فإنه في الواقع لا يرغب في النموذج الاميركي الذي قدم للعراقيين من قبل، كما أن معظم الشعوب العربية المشرقية قد ذاقت الأمرين من ويلات الحروب والمواطن الخليجي لا يرغب بأي شكل من الاشكال ان يكرر مأساة جيرانه!

اليس من حق شعوب الأرض كاملة ان تقول ولو لمرة واحدة مجتمعة لا للحرب! اتركوننا بحالنا وانصرفوا!
أم انها سياسة الخداع في عصر الاستهلاك، حيث ان الدول الكبرى لا تقيم وزنًا لا للسلام ولا لحرية ولا لانسان ولا تهتم بالدول الأخرى إلا بالقدر الذي يمكّنها من التحكم في الثروات وتسريع دورة رأس المال، والدورة التجارية للسلع من خلالها وما يمكن أن تستفيد منها من موارد الطاقة!

1-الرئيس الاميركي جورج بوش، ي 13 يناير 2008 ndash; في خطابه في فندق قصر الامارات ndash; في أبو ظبي - الامارات العربية المتحدة
2-صرح بذلك يوم الخميس 10 يناير 2008 ndash; نقلا عن الوكالات
3-بالامكان العودة إلى أ. ف. ب، وكالة فرانس برس
13-1- 2008 أبو ظبي

كاتبة لبنانية
[email protected]
http://marwa-kreidieh.maktoobblog.com

اية اعادة نشر من دون ذكر المصدر ايلاف تسبب ملاحقه قانونيه