التجارب أثبتت مؤشرات نجاح كبيرة
رصاصة سحرية للقضاء على السرطان

محمد حامد ndash; إيلاف : أظهر علاج جديد لمرض السرطان نتائج مذهلة في التجارب التي أجريت على الحيوانات. فمن خلال استخدام حزمة ضوئية من الأشعة فوق البنفسجية أمكن تنشيط الأجسام المضادة داخل الورم السرطاني. هذا ما توصل إليه فريق من الباحثين في جامعة نيوكاسل حيث ابتكروا رصاصات سحرية يمكن أن تستخدم الجهاز المناعي للجسد من أجل تدمير الأورام دون أن تؤثر على الأنسجة السليمة. وقد استخدم العلماء الأجسام المضادة والتي تمثل الدفاعات الطبيعية للجسم حيث قاموا بحقنها داخل الورم. ولكن قبل حقن تلك الأجسام يتم تغطيتها عن طريق إضافة زيت عضوي إليها يجعلها غير فعالة. وبمجرد وصولها لمكانها تقوم حزمة الأشعة فوق البنفسجية بتكسير المادة الكيماوية التي تغطي تلك الأجسام وتعيد النشاط إلى الأجسام المضادة. ويقوم الجسم المضاد بعد ذلك بالارتباط بخلايا T وهي خلايا الجهاز المناعي للجسم وتحثها من أجل أن تحيط بالنسيج المتورم.

إن استخدام الأجسام المضادة في علاج مرض السرطان يعد من أكثر المجالات تطورًا. وقد أظهرت عقاقير Avastin و Herceptin نتائج جيدة في تقليص الأورام و هناك 20 دواء مرخصًا لمرض السرطان تستخدم الأجسام المضادة مع وجود العديد من ذلك النوع من الأدوية تحت التجريب. ولكن التركيز على استخدام تلك الأدوية وإهمال الضرر الذي قد تحدثه في الأنسجة السليمة المحيطة بالورم يشكل عثرة في طريقها. ويعتقد فريق البحث الذي قاده quot;كولين سيلفquot; بأن طريقتهم في العلاج من الممكن أن تقلل أو تزيل تلك العقبات.

كما أن الأبحاث المنشورة في ChemMedChem العلمية تذكر أنه في تجربيه على حيوان صغير نجحت تلك الطريقة من العلاج في القضاء على سرطان المبيض لدى خمسة فئران من مجموع ستة منهم وقللت بشكل كبير حجم الورم في الفأر السادس.

إن الجسم لا يستخدم دفاعاته الطبيعية بكفاءة لمواجهة مرض السرطان وهذا قد يرجع إلى أنه يفشل في التعرف على الأورام السرطانية كعامل مهدد للجسم. وإن الهدف من تلك الطريقة في العلاج هو تنشيط خلايا T التي تهاجم وتقتل الخلايا السرطانية وتدمرها تمامًا.

وهناك مخاطر من تنشيط الخلايا T كما أثبتت ذلك التجربة البشرية التي أجريت العام الماضي في مستشفى quot;نورثويك باركquot; في منطقة quot;هاروquot; ففي تلك التجربة تم استخدام علاج الأجسام المضادة المسمى TGN1412 والذي يسبب تلك الاستجابة السريعة للأجسام المضادة مما أدى إلى أن ستة من المتطوعين لإجراء التجربة عليهم قد عانوا من إصابات خطيرة نتيجة تنشيط خلايا الأجسام المضادة T حيث هاجمت معظم أعضاء أجسامهم.

وأظهرت التجربة فقط مدى القدرة التي يمكن تنشيطها في الخلايا T. وإن طريقة العلاج التي تستخدم في جامعة quot;نيوكاسلquot; الآن يجب عليها أن تتجنب مثل تلك المخاطر لأن استجابة الخلايا T سوف تكون داخلية ndash; من داخل الورم السرطاني ndash; وليست عامة.

ومع ذلك، فإن تلك الطريقة تحتاج إلى اختبارات مكثفة على الحيوانات والبشر قبل أن يتم تعميمها في عيادات علاج مرض السرطان. وقد قالquot;ديفيد غلوفرquot; الخبير في تكنولوجيا الأجسام المضادة والتجارب الدوائية في العام الماضي بأنه حتى لو سارت التجارب على ما يرام فلن يمكن طرح ذلك المنتج في الأسواق قبل عشر سنوات.

لقد حققت طرق العلاج القائمة على استثارة الأجسام المضادة بالأشعة بعض النجاح ضد أمراض السرطان وبخاصة سرطانات الجلد ولكنها كانت تستخدم من قبل لتنشيط أدوية العلاج الكيميائي وليس لتنشيط خلايا T المناعية. وهناك بعض القيود حيث أن الضوء لا يمكن أن يصل دائمًا إلى الأورام الداخلية بسهولة. ولكن البروفيسور quot;سيلفquot; يقترح بأن يتم عمل جراحة لإزالة ورم البروستات مثلاً وهذا من أجل القضاء على أية خلايا سرطانية متبقية والتي لم يتمكن المعالج من إزالتها ومن ثم يمكنه تجنب عودة المرض مرة أخرى.

وتقدم تلك الطريقة من العلاج توضيحًا أكثر والتي يتم فيه تغطية الجسم المضاد المرتبط مع جسم آخر مضاد والموجه إلى الورم بأنها مشكلة ذات جانبين. فعند إزالة المادة التي تغطي الأجسام المضادة فإنه يتم إعادة تنشيط خلايا T كي تهاجم الورم في نفس الوقت التي تقوم فيه مواد مضادة في الورم نفسه بمهاجمة تلك الأجسام المضادة أيضا.

وقد قال البروفيسور quot;سيلفquot;إن فريقه لديه نتائج جديدة مثيرة جدًا تؤكد النتائج التي وصلوا إليها وأنه كان يطلب مالاً من أجل دعم محاولة تجريب الدواء على البشر. وسوف يستخدم ذلك في علاج سرطانات الجلد الثانوية في المرضى الذين يعانون في نفس الوقت من أمراض سرطانية في أعضائهم الداخلية. إن الهدف لن يكون تحقيق شفائهم ولكن معرفة إذا كان من الممكن السيطرة على سرطانات الجلد كدليل على أن تلك الطريقة من العلاج يمكن استخدامها مع البشر.

وأضاف البروفيسور قائلاً... quot; سوف أصف هذا التطور على أنه طريقة موازية لطريقة الرصاصات الضوئية السحرية التي تستخدم الأشعة فوق البنفسجية. وهذا من الممكن أن يعني أن المريض الذي يأتي للعلاج من سرطان في المثانة سوف يتم حقنه بالأجسام المضادة المستترة و سوف يجلس في غرفة الانتظار لمدة ساعة ثم يعود للعلاج باستخدام الأشعة. حيث أن توجيه الأشعة لعدة دقائق قليلة إلى منطقة الورم يمكنها أن تنشط خلايا T التي تحفز الجهاز المناعي للجسد لمهاجمة الورم. وبينما يشير عملنا إلى أن ضوء الشمس لا ينشط تلك الأجسام المضادة, فإنه قد ننصح المرضى بتجنب أشعة الشمس المباشرة ولو لمدة قصيرة.

كما أن شركةquot; BioTransformations Ltdquot; تلك الشركة التي أنشأها البروفيسور quot;سيلفquot; من أجل تطوير تلك التكنولوجيا تأمل تلك الشركة في أن تبدأ تجاربها العلاجية على أمراض الجلد السرطانية الثانوية مع بداية العام القادم.


المصدر : صحيفة التايمز اللندنية