توقعات بفوز الدستور في الموصل .. وفي البلاد كلها
مرجع شيعي ينتقد مواقف الجامعة من العراق

نينوي ستحسم نتيجة الاستفتاء على الدستور العراقي

أسامة مهدي من لندن : وجه مرجع شيعي عراقي كبير انتقادات لاذعة لجامعة الدول العربية وقال ان دورها في بلاده هامشي واعلن يوم الاربعاء المقبل يوما للتآخي بين العراقيين بمختلف طوائفهم وقومياتهم وأديانهم مستبعدا استجابة العراقيين للتدخلات الخارجية والسقوط في حرب اهلية معتبرا الاستفتاء على الدستور ولادة جديدة للعراق في وقت توقعت مصادر تتابع عملية فرز اصوات المستفتين عليه بفوزه في محافظة الموصل الشمالية السنية لتأكيد قبول معظم العراقيين له .

وقال آية الله السيد حسين اسماعيل الصدر المرجع الشيعي في العاصمة العراقية في مؤتمر صحافي عقده اليوم بمقره في منطقة الكاظمية ردا على مفهومه لدور الجامعة في العراق ان العراقيين لم يروا من الجامعة ودولها العربية اهتماما بالمشاكل والنكبات التي حلت بالعراقيين بعد سقوط النظام السابق قبل عامين ونصف العام ، مضيفا ان دورها كان سلبيا يتصف باللامبالاة واللا اهتمام لما يجري في العراق اضافة الى تدخلها في شؤون البلاد ومحاولاتها خلق مشاكل بين العراقيين . وعبر عشية وصول الامين العام للجامعة عمرو موسى الى بغداد اليوم في مهمة مصالحة عن الاسف لان الجامعة العربية لم يكن لها موقف واضح في العراق فظل دورها هامشيا واشار الى ان مهة الجامعة ليس العمل على تصالح العراقيين الذين لا يعانون من فرقة حقيقية وانما دفع الارهابيين عنهم .

ودعا المرجع الصدر الجامعة العربية الى ادانة الارهاب والعمل على وقف تصديره الى العراق من بعض الدول وقال ان تبرير الارهاب واعتباره مقاومة من بعض العرب لا يخدم الشعب العراقي لانه لا يمكن تسمية قتل الاطفال والنساء والمدنيين مقاومة . واضاف ان العراقيين بجميع طوائفهم مجمعين على ادانة الارهاب وقال انهم كانوا يعيشون في المقابر الجامعية تحت الارض في زمن النظام السابق اما الان فانهم يعيشونها فوقها من خلال قتل الارهابين للمواطنين الابرياء .
وعن موقفه من الدستور الجديد اشار المرجع الصدر الى انه يعتبر هذا الدستور بمثابة ولادة جديدة للعراق داعيا العراقيين الى المساهمة ببناء بلدهم على اسس من المساواة والعدالة وحقوق الانسان واستبعد ان يؤدي الاعلان عن الموافقة عليه الى حرب طائفية خاصة بعد اعلان مؤتمر الحوار السني انه يملك مؤشرات قوية بان اغلب العراقيين صوتوا ضد الدستور في الاستفتاء الذي جرى عليه السبت الماضي .

وردا على سؤال حول توقعاته بنشوب حرب اهلية في العرق قال الصدر انه لا يتوقع ذلك موضحا ان من يطرح هذه المسألة هو الذي يشجع عليها ويرغب فيها ، وقال ان العراقيين انضج من ان يتحاربوا ، مشيرا الى وجود تيارات متطرفة و منحرفة و تدخلات من دول اجنبية تسعى لخلق فتنة طائفية، مشددا على ان العراقيين من الحكمة والوعي بحيث انهم لن يستجيبوا لهذه النداءات . وعن رأيه بتدخل المرجعيات في السياسة اشار الى ان هذه المرجعيات تقوم بدور الابوة لكل العراقيين وتقدم لهم النصح والرعاية .

وحول اهداف يوم التآخي الذي سيكون بعد غد الاربعاء اشار المرجع الصدر الى انه قرر ان يكون هذا اليوم هو الثاني عشر من شهر رمضان تأسيا بيوم مؤاخاة النبي محمد (ص) فيه بين الانصار والمهاجرين وقال ان فعاليات عدة ولقاءت ستتم في هذا اليوم لتأكيد وترسيخ وحدة العراقيين بمختلف طوائفهم وقومياتهم واديانهم ، والعمل سوية لبناء عراقهم وافشال جميع مخططات تقسيم العراق القادمة من خارجه . وعلى صعيد اخر توقعت مصادر عراقية تراقب فرز اصوات المشاركين في الاستفتاء على الدستور في محافظة الموصل الشمالية السنية ان يفوز بالموافقة فيها ليحسم الجدل حوله بالاعلان عن موافقة العراقيين عليه خاصة بعد تاكيد رفض محافظتي صلاح الدين والانبار السنيتين له في حين يتطلب اسقاطه ثلاث محافظات كان المعارضون له يعولون على رفضه في الموصل .

وقال عضو الجمعية الوطنية محمود عثمان ان مصادر غير رسمية توقعت نجاح الاستفتاء في نينوى حيث اشارت الى ان ستين بالمئة من الاصوات التي تم فرزها كانت ايجابية" حيال الدستور. لكنه شدد على ان "هذه المعلومات ليست رسمية او مؤكدة لان عملية الفرز ما تزال مستمرة" موضحا ان "محافظتي صلاح الدين والانبار رفضتا الدستور على ما يبدو لكن هناك نينوى التي تشكل بيضة القبان".

واكد عثمان في تصريح صحافي اليوم ان العرب السنة يشكلون غالبية في محافظة الموصل وقال " لكن يجب الا ننسى ان جزءا منهم يؤيد المسودة نظرا للثقل الاساسي الذي يتمتع به الحزب الاسلامي العراقي هناك" موضحا ان الموصل "تشكل معقلا وخزانا بشريا للحزب" الذي اعلن تأييده للدستور.
وادى تضارب المعلومات حول نتائج الاستفتاء في المحافظات السنية والمعلومات التي اكدت سقوطه في محافظتي صلاح الدين والانبار الى تدخل المفوضية العليا للتحذير من "التكهنات والتسريبات" ونفت معلومات نشرتها وسائل اعلام تؤكد نجاح الاستفتاء في محافظة نينوى.

وكان مصدر في المفوضية اعلن ان "نسبة المشاركة في محافظة صلاح الدين بلغت 88% رفضت نسبة 71% منهم الدستور" لكنه شدد على ان هذه "النتيجة اولية وليست نهائية". وفي الانبار تضاربت المعلومات الاولية حول نسبة المشاركة. فقد اعلنت مصادر المفوضية ان ما بين 150 و180 الف من اصل 206 الاف ناخب صوتوا رفضت غالبيتهم العظمى الدستور فيما اوضح بيان للجيش الاميركي ان المشاركين كانوا بحدود مئة الف فقط.
ولاحظ مراقبون يتابعون اعلان نتائج رسمية في بعض المحافظات العراقية الى تناقض بين الارقام المذاعة بحسب تأييد هذا الفصيل او هذه القوة للدستور او رفضه لكن جميع المؤشرات تشير الى ان محافظتي الانبار (الرمادي) وصلاح الدين (تكريت) السنيتين قد صوتتا ضد الدستور وتتطلع الانظار نحو مدينة الموصل الشمالية السنية ثالث اكبر المدن العراقية التي شهدت اقبالا عاليا على صناديق الاستفتاء يعتقد ان الاغلبية قالت لا وهو ما يشكل خطر سقوط الدستور .

وتوقعت مصادر مفوضية الانتخابات ان يكون عشرة ملايين عراقي قد أدلوا بأصواتهم من أصل 15.5 ناخب مسجل بنسبة مشاركة في الاستفتاء تبلغ نحو 65 في المئة أو أكثر من نسبة الاقبال على الانتخابات التي جرت في كانون الثاني (يناير) الماضي وبلغت 58 في المئة. وتشير بعض النتائج الاولية غير الرسمية التي اطلعت عليها "ايلاف" ان نسبة المشاركة الى ان 448866 مصوتا في مدينة اربيل مركز اقليم كردستان قد صوتوا للدستور فيما رفضه 433365 ووجدت 215 ورقة بيضاء ولم تحتسب 465 اخرى .. اما في كركوك فقد صوت 26 بالمائة بنعم و36 بلا .
اما في ديالى (بعقوبة) التي تضم 40% من السنة فان قوى سنية قالت ان المحافظة رفضت الدستور لكن احزاب شيعية تؤكد ان الدستور فاز فيها بنسبة 67% وان 169000 من مجموع 292000 اشتركوا في الاستفتاء قد قالوا نعم .

اما في كربلاء الشيعية فقد بلغت نسبة المشاركة 65%، لكن الذين قالوا نعم بلغوا حوالي 90%. اما في النجف مقر المرجعيات الشيعية، فان النتائج الاولية تشير الى ان الذين قالوا نعم بلغت نسبتهم فقط 55% فيما قالت نسبة 45% لا . اما في في تكريت السنية مسقط رأس الرئيس المخلوع صدام حسين فقد صوت 73% من المشاركين برفض الدستور، وفي محافظة ميسان (العمارة) الشيعية تبين ان اربعة الاف ناخب قالوا نعم فيما قال 993 لا . كما اظهرت نتائج 18 مركزا انتخابيا في مناطق شيعية في بغداد ان 103454 مشاركا قالوا نعم من مجموع 105741 مصوتا فيما صوت بلا 2287 فيما سجل بطلان 51 ورقة . اما في الفلوجة التي سجلت نسبة مشاركة بلغت 99% فان 99% منهم صوتوا ضد الدستور .
كما قال مسؤولون في المنطقة الخضراء التي تضم مراكز الحكومة والوزارت إن نحو ثلث الناخبين في مركز اقتراع يستخدمه مسؤولو الحكومة في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد قالوا "لا" للدستور العراقي، واشاروا الى انه من بين 696 قال 438 "نعم" بينما قال 248 "لا". وكانت عشر بطاقات باطلة.
لكنه لم تعرف بعد النتائج في محافظة الانبار (الرمادي) بسبب الصعوبات الامنية حيث لم تتمكن المفوضية من فتح جميع مراكز الاقتراع. وكان من المفترض فتح 207 مراكز لكنه تم فتح 144 فقط. وفي العموم تم فتح حوالي 5850 من مراكز الاقتراع من أصل 6230 مركزا مقررة في عموم البلاد .
وقد اكد مصدر في مفوضية الانتخابات إن أكثر من ثلثي الناخبين في محافظتي صلاح الدين والأنبار رفضوا مسودة الدستور العراقي الجديد.
وتشير هذه الإحصاءات غير النهائية الى تناقض الارقام المعلن عنها حول الموقف من الدستور الذي أعلن العرب السنة عن رفضه في حين أعرب الشيعة والأكراد عن دعمهم غير المحدود لهذا الدستور.
ويحق لثلثي ساكني ثلاث محافظات من رفض مسودة الدستور العراقي وفق قانون إدارة الدولة المؤقت وفي حال رفضه فإن انتخابات جديدة لاختيار جمعية مؤقتة ستجري في نهاية هذا العام لتشكيل حكومة انتقالية جديدة. ومن جهته نفى الدكتور فريد ايار الخبير الاعلامي عضو مجلس المفوضين ان تكون المفوضية قد اصدرت أية ارقام لغاية الآن تتعلق بعملية الاستفتاء التي جرت يوم أمس.

وقال ايار في تصريح ادلى به للصحفيين ان أجهزة المفوضية في المكتب الوطني والمحافظات تعمل ليل نهار في الوقت الحاضر في فرز وعد الاصوات تمهيداً للاعلان عن بعض النتائج الجزئية ربما غداً او بعد غد. واعرب عن امله في ان يتم الاعلان عن النتائج النهائية غير المصدقة خلال اربعة الى خمسة أيام فيما ستعلن النتائج المصدقة بعد الانتهاء من دراسة الطعون والشكاوى التي ترد الى المفوضية. وحول ما تنشره بعض وسائل الاعلام حالياً من ارقام حول نتائج هذه المحافظة او تلك قال ان هذه الأرقام اما ان تكون تكهنات او اجتهادات مختلفة او مبنية على افتراضات او ارقام جزئية لا يمكن الركون عليها واعتبارها نتائج نهائية او تقريرية والمفوضية غير مسؤولة عنها موضحا ان المكان الذي تظهر فيه نتائج الاستفتاء هو المركز الوطني للمفوضية من بغداد وليس من المحافظات.

وقد اظهرت نسبة المصوتين في ثمان محافظات فقط من أصل 18 محافظة مرتفعة اي أعلى من 66 في المئة. وفي سبع محافظات تراوحت نسبة المشاركة بين 33 و66 في المئة أي متوسطة، فيما كنت ضعيفة في محافظتين أي اقل من 33 في المئة في وقت لم تتوفر بيانات خاصة بمحافظة الانبار وعلى العكس مما كان متوقعا في أن تكون نسبة الاقبال مرتفعة في المحافظات الشيعية الجنوبية والكردية الشمالية كما كان من المتوقع أن تكون نسبة الاقبال متدنية في المحافظات العربية السنية.