اسامة مهدي من لندن : اكد الرئيس العراقي جلال طالباني ان 1091 عراقيا قتلوا على الهوية خلال الشهر الماضي وحده داعيا الاجهزة الامنية والاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني الى مواجهة عمليات القتل على الهوية التي تشهدها البلاد .

وقال طالباني في بيان الى الشعب العراقي اليوم ارسلت الرئاسة العراقية نسخة منه الى quot;ايلافquot; اليوم انه يشعر بالصدمة و الحزن و الغضب لدى متابعة تقارير تكاد تكون يومية عن العثورعلى جثث مجهولة الهوية وأخرى لأشخاص قتلوا على الهوية وغالباً ما تسجل التقارير حالات تمثيل بالجثث وتعرض الضحايا إلى تعذيب وحشي قبل تصفيتهم واشار الى ان هذه الجرائم البشعة تسجل عادة ضد مجهولين ما يعني أن مرتكبيها يواصلون اقتراف آثامهم المنافية للشرائع السماوية و القوانين الوضعية و المجافية للأخلاق والأعراف والإنسانية.

وعزا الرئيس العراقي استمرار هذه الجرائم الى ضعف مؤسسات الدولة والتلكؤ في استكمال مكوناتها الامر الذي يخلق ثغرات تستثمرها عصابات الإرهاب والجريمة الساعية إلى إثارة الفتن و تأجيج نيران الاحتراب وقال أن انجاز العملية السياسية و تشكيل حكومة الوحدة الوطنية و شروعها في تنفيذ البرامج المتفق عليها سوف يساهم في سد تلك الثغرات وإرساء أسس لمحاربة مظاهر العنف والإجرام. وشدد على أن خطورة الوضع تقتضي تحركاً سريعاً وحازماً من أجهزة الدولة خاصة الأمنية منها للتصدي لهذه الجرائم و كشف الظروف التي أتاحت انتشارها على هذا النطاق الواسع و القبض على الزمرالمرتكبة لها و إحالتها إلى القضاء. ودعا الأحزاب السياسية الى أن تدين بشدة و صراحة و وضوح هذه الجرائم البشعة أياً كان مرتكبها، كما بات مهماً أن ينبري رجال الدين، مسلمين و مسيحيين، شيعة و سنة و من جميع الطوائف إلى إصدار فتاوى تستنكر هذه الأفعال و تدين مقترفيها .. وان تضطلع منظمات المجتمع المدني و وسائل الإعلام بدورها في خلق بيئة رافضة للجرائم و مستنكرة لأي ذرائع قد تساق لتبريرها.

وفيما يلي نص نداء طالباني حول ظاهرة الاغتيالات والقتل على الهوية :

quot;نشعر بالصدمة و الحزن و الغضب لدى متابعة تقارير تكاد تكون يومية عن العثور على جثث مجهولة الهوية، و أخرى لأشخاص قتلوا على الهوية، و غالباً ما تسجل التقارير حالات تمثيل بالجثث و تعرض الضحايا إلى تعذيب وحشي قبل تصفيتهم. وهذه الجرائم البشعة تسجل عادة ضد مجهولين ما يعني أن مرتكبيها يواصلون اقتراف آثامهم المنافية للشرائع السماوية و القوانين الوضعية و المجافية للأخلاق و الأعراف و الإنسانية.

و اظهر آخر تقرير تلقيناه من معهد الطب العدلي عن الوفيات العنفية في بغداد وحدها مصرع 1091 مواطنا ً في الفترة من الأول و حتى الثلاثين من شهر نيسان الماضي.

و إذا أضفنا إلى ذلك عدد الجثث التي لم يتم العثور عليها أو الجرائم المماثلة المرتكبة في المحافظات، فان العدد الإجمالي للضحايا يغدو مثيراً للقلق العميق و الغضب الشديد، و يدل على أننا نواجه حالة لا تقل خطورة عن سائر الأعمال الارهابية المماثلة في السيارات المفخخة و التفجيرات الغادرة بين المدنيين الأبرياء. و هذا يقتضي من جميع أجهزة الدولة و ممثلي الشعب و القوى السياسية التحرك فوراً لوقف نزيف الدم، إذ أن كل قتيل هو مواطن و إنسان حرم الله و القوانين إيذاءه، و وراء كل جثة يقال إنها لمجهول أم ثكلى أو طفل يتيم أو والد مفجوع أو زوجة مبتلاة.

و إلى ذلك فان هذه الجرائم التي ترتكب كل يوم، تخلق بيئة من الارتياب و الشك المتبادل بين أبناء الوطن الواحد و تؤدي إلى زعزعة الوحدة الوطنية و النيل من لحمة النسيج المجتمعي، و هي جميعاً أمور لا يمكن القبول بها أو التهاون في التصدي لها.

إن ضعف مؤسسات الدولة و التلكؤ في استكمال مكوناتها يخلق ثغرات تستثمرها عصابات الإرهاب و الجريمة الساعية إلى إثارة الفتن و تأجيج نيران الاحتراب. و لا شك أن انجاز العملية السياسية و تشكيل حكومة الوحدة الوطنية و شروعها في تنفيذ البرامج المتفق عليها سوف يساهم في سد تلك الثغرات و إرساء أسس لمحاربة مظاهر العنف و الإجرام.
إلا أن خطورة الوضع تقتضي تحركاً سريعاً و حازماً من أجهزة الدولة خاصة الأمنية منها للتصدي لهذه الجرائم و كشف الظروف التي أتاحت انتشارها على هذا النطاق الواسع و القبض على الزمر المرتكبة لها و إحالتها إلى القضاء.

والمطلوب من الأحزاب السياسية أن تدين بشدة و صراحة و وضوح تلك الجرائم البشعة أياً كان مرتكبها، كما بات مهماً أن ينبري رجال الدين، مسلمين و مسيحيين، شيعة و سنة و من جميع الطوائف إلى إصدار فتاوى تستنكر هذه الأفعال و تدين مقترفيها. و ينبغي أن تضطلع منظمات المجتمع المدني و وسائل الإعلام بدورها في خلق بيئة رافضة للجرائم و مستنكرة لأي ذرائع قد تساق لتبريرها.

و أهيب بأخواتي و أخواني المواطنين التعاون مع أجهزة الدولة لمواجهة هذه الموجة الإجرامية العاتية التي تستهدف الوطن و المواطن، و يرمي مرتكبوها إلى تصديع مجتمعنا و إعاقة العملية السياسية و إذكاء نار الفتنة و الاقتتال.

إن كل قطرة دم بريء تراق، إنما تسقي حقول الشر و تنمي بذور الفرقة، و لذا فان واجبنا جميعاً أن نعمل يداً بيد لصون أرواح أهلنا و تعزيز الوحدة العراقية و الضرب على الأيادي الأثيمة.

جلال طالباني
رئيس جمهورية العراقquot;