تقرير دولي يحمل مؤشرات كارثية ...
الجريمة المنظمة تكلف العالم 2 تريليون دولار
محمد حامد ndash; إيلاف :
لم تعد ندرة المياه والمجاعات والحروب والصراعات العرقية والدينية وارتفاع حرارة الأرض وغيرها من المشاكل الكارثية التي تهدد العالم برمته، لم تعد هي الخطر الأكبر في ظل تنامي مشكلة أخرى أشد فتكا ولكن لا يلتفت إليها العالم كثيراً ولا توجد استراتيجية معينة لمواجهتها ونقصد بها quot;الجريمة المنظمةquot;، فقد جاء في تقرير أعده quot;الإتحاد العالمي لجمعيات الأمم المتحدةquot; أن هناك ملايين الدولارات تذهب كل عام إلى حسابات كبار المسؤولين في الدول الغنية على شكل رشاوى تدفع لهم ولم يعد الفساد قاصراً على الدول الفقيرة والأنظمة غير الديمقراطية .
وجاء في التقرير (الذي يجب أن يسبب صدمة للضمير العالمي) أن الجريمة المنظمة تكلف العالم سنوياً حوالى 2 تريليون دولار (984 مليار جنيه استرليني) واللافت أن الكثير من أشكال الجريمة المنظمة تنتعش بشكل قوي في البلدان الغنية كما أنها أصبحت أكثر استفحالاً في خطورتها من ارتفاع حرارة الأرض وندرة مياه الشرب وذلك وفقاً للمسح الذي قام بهquot;الإتحاد العالمي لجمعيات الأمم المتحدةquot; .
إن الدخل السنوي للعصابات الإجرامية (المنظمة) على مستوى العالم يعادل ضعف ميزانيات الدفاع في العالم أجمع ..! ونصف هذه المبالغ الفكية يتم دفعها على شكل رشاوى الأمر الذي يجعل الثري أكثر ثراءً والقوي صاحب النفوذ أكثر قوة ونفوذاً .
لم تكن تلك هي المؤشرات الكارثية الوحيدة التي وردت في التقرير، فالمؤشر الذي يقع تحت مظلة (صدق أو لا تصدق) يقول إن الدخل السنوي لأغنى 225 شخصا في العالم يعادل دخل 40 % من سكان العالم أي 2.7 مليار انسان فقير، وعلى الرغم من انتشار الديمقراطية بشكل أفضل من السابق حيث يعيش نصف سكان العالم تقريباً في ظل أنظمة ديمقراطية إلا أن ذلك لم يكن كفيلاً بمنع الفساد وثقافة الرشوة التي أصبحت تتحدى الديمقراطية بشكل حقيقي وقد تدمرها إذا لم يتم تدارك الأمر .

quot;جيروم غلينquot; مدير مشروع الألفية وخبير الدراسات المستقبلية حذر من خطورة انتشار الفساد والرشوة والجريمة المنظمة بقوله ... quot;يجب أن يفهم العالم أن قرارات الحكومات تباع وتشترى، ودعونا نتخيل ماذا سيحدث إذا تخلت المنظمات الإجرامية عن شراء وبيع الكوكايين والهيروين؟ هل ستشتري وتبيع قرارات الحكومات؟ إن ما يحدث هو تهديد حقيقي للديمقراطية، وعلى العكس من نمطية جمهورية الموز فإن التقارير تشير إلى أن القليل من الرشاوى السياسية يتم دفعها كل عام إلى المسؤولين الرسمين في البلدان النامية، في حين أن غالبية الرشاوى يتم دفعها لأناس في الدول الغنية، أي أن القرارات الحكومية في الدول الغنية والديمقراطية لم تعد محصنة ضد إغراء المبالغ المالية الكبيرة ..!quot;
وكشف التقرير أيضاً وفقاً لـ quot;جيروم غلينquot; أن quot;الإقتصاد الأسودquot; الذي يبلغ حجم تداولاته 520 مليار دولار يأتي في الغالب من أعمال التزوير والقرصنة، كما أن التجارة بالبشر تحقق عوائد قدرها 44 مليار دولار ووفقاً للأمم المتحدة فإن ما يزيد على 27 مليون شخص يرزحون تحت نير العبودبة في أكثر من منطقة خاصة بتجارة العبيد، كما أن أغلب ضحايا تلك التجارة من النساء الآسيويات .
وفي ما يتعلق بملف العنف ضد النساء فقد جاء في التقرير أن العنف الذي يمارسه الرجال ضد النساء مازال يخلف عددا من الضحايا أكثر من تلك التي تخلفها الحروب، فواحدة من خمس نساء في العالم تكون ضحية للإغتصاب أو محاولة الإغتصاب خلال حياتها، وأصبحت هناك ضرورة لتعليم النساء فنون الدفاع عن أنفسهن.
ولم يفتقد التقرير الذي تم نشر ملخص شامل له في صحيفة quot;الغارديانquot; اللندنية لم يفتقد بشكل كامل إلى المؤشرات الإيجابية، وأبرز هذه الإيجابيات توقعات بانخفاض معدل الفقر في العالم إلى أكثر من النصف بحلول عام 2015 إذا كان معدل نمو الإقتصاد العالمي هو المعدل ذاته الذي تمخض عنه عام 2006 والبالغ 5.4% وهذه التوقعات تنطبق فقط على جميع مناطق العالم في ما عدا منطقة أفريقيا (تحت الصحراء) . كما أشار التقرير الى نقطة إيجابية أخرى وهي أن منظمة الصحة العالمية (WHO) أعلنت أن متوسط عمر الإنسان ارتفع من 48 عاما في خمسينات القرن الماضي ليصل حالياً إلى 73 عاما .
(ملف السلام)...
وعلى الرغم من أعمال الوحشية المستمرة في العراق, وأفغانستان ودارفور, فإن العالم عامة سوف يصبح مكانا أكثر سلاما, وفق التقرير, وفي أفريقيا, فإن عدد الصراعات قد انخفض من 16 في عام 2002 إلى خمسة فقط في عام 2005.
من خلال معالجة كل تلك البيانات من حيث معيار السلامة العامة, فإن واضعي التقرير استنتجوا مؤشرا للمستقبل. حيث يميل هذا المؤشر إلى الارتفاع بشكل مطمئن خلال العشر سنوات القادمة ولكن التهديد الرئيس لهذا التفاؤل يأتي من آثار مستويات الفقر, وسخونة جو الأرض, ونقص المياه, والجريمة المنظمة. و إن الأخيرة ربما تكون أكثرها خطورة بسبب قدرتها على تخريب عملية اتخاذ القرار ورغم ذلك لا يوجد إلا القليل من التحرك الدولي لمواجهة هذا التهديد شديد الخطورة على العالم أجمع .
ويقول التقرير, quot; لقد حان الوقت لحملة عالمية بوساطة قطاعات المجتمع المختلفة لتدعيم الإجماع العالمي للقيام بعمل لمواجهة ( الجريمة المنظمة) والتي نمت إلى حد التدخل في قدرة الحكومات على التصرفquot;.

الأرقام تتحدث ...
الدخل السنوي لـ 40% من سكان العالم يساوي دخل 225 ثريا !
211 مليون: هذا هو رقم الذين يتأثرون بالكوارث على مستوى العالم كل عام.
225: عدد الأغنياء الذين لهم الدخل الموحد نفسه لـ 2.7مليار فقير في العالم.
18%: نسبة النساء غير القادرات على القراءة, مقارنة بـ 37% نسبة الأمية في عام 1970.
1 من 5: نسبة النساء اللواتي سيكن ضحايا للاغتصاب أو محاولة الاغتصاب.