خوجة كشف لquot;إيلافquot; أن رعايا للمملكة تعرضوا للأذى
الرياض للعائلات السعودية: غادري لبنان فوراً

إيلي الحاج من بيروت: تنعكس الحوادث والتطورات التي يشهدها لبنان هذه الأيام قلقاً أكثر ما يكون لدى السلطات السعودية، نظراً إلى الدور المحوري الذي تضطلع به المملكة في لبنان والخلافات في وجهات النظر التي تعصف بالعلاقات بينها وبين القيادة السورية في شأن لبنان وقضايا المنطقة الأخرى. وترجمة لهذا القلق بدأت وزارة الخارجية السعودية أخيراً بإرسال رسائل قصيرة عبر الهاتف النقال إلى رعاياها الموجودين في لبنان تطلب منهم المغادرة فوراً، وجاء في الرسالة حرفياً: quot; نظراً إلى الظروف الراهنة التي يمرّ بها لبنان يُطلب من الرعايا السعوديين، وخاصة العوائل، المغادرة فوراً quot; .

وسألت إيلاف السفير السعودي عبد العزيز خوجة عن سبب هذا التدبير فأوضح أن عدداً من السعوديين في لبنان تعرضوا خلال الأيام الماضية للأذى نتيجة تصرفات عشوائية وغير مقصودة خلال إشكالات شهدها بعض المناطق اللبنانية نتيجة للإحتقانات السياسية، لذلك طلبت السفارة إلى العائلات السعودية التي لا ارتباطات لها تضطرها إلى البقاء في لبنان أن ترحل عنه موقتاً.

ونفى السفير خوجة أن تكون المسألة عملية ترحيل أو أن يكون هذا التدبير متعلقاً بأحداث في لبنان تتوقعها السلطات السعودية المختصة. يذكر أن عدد السعوديين الذين يقيمون في لبنان يتراجع كثيراً خلال فصل الشتاء ويصل خلال الصيف ، في موسم عادي لا تتخلله حرب مفاجئة على غرار ما حصل صيف 2006 إلى نحو 200 ألف نسمة. ويقيم حالياً في شكل دائم في لبنان نحو 500 عائلة سعودية من ضمنها أسر الديبلوماسيين السعوديين وأسر مقيمة في لبنان منذ فترات طويلة .

وثمة كثيرون من هذه الفئة متقاعدون يفضلون العيش وزوجاتهم في الربوع اللبنانية صيفاً شتاء. إلا أن النسبة الأكبر من السعوديين الباقين في لبنان هي من فئة الطلاب والشباب ، وعددهم نحو 500 يدرسون في الجامعات اللبنانية، ولا سيما الجامعة الأميركية في بيروت. ويدخل لبنان ويخرج منه شهرياُ نحو 2500 سعودي هذه الأيام بحسب مصادر في سفارة المملكة في بيروت.

ويمثل السعوديون الفئة الأكبر من عدد السياح الإجمالي في لبنان . وتشير تقديرات غير رسمية إلى أنهم يشكلون 30 في المئة من السياح العرب. لكن نسبتهم في الصيف الماضي ومرحلة الأعياد التي تلت لم تصل إلى 10 في المئة مما كانت في الأحوال العادية .

وأثرت الأوضاع الأمنية والتوترات في لبنان وإن بطريقة غير مباشرة في حجم الاستثمارات السعودية في لبنان، التي quot;كان يمكن أن تتضاعف عشرات المراتquot; على ما صرح السفير خوجة، في حين أشارت إحصاءات غير رسمية، إلى أن المستثمرين السعوديين quot;تعرضوا لخسائر تجاوزت 7.5 بلايين ريال في حرب تموز 2006، مما دفع عدداً منهم الى سحب استثماراته من لبنانquot;.

ويُقدّر حجم استثمارات السعوديين في لبنان بنحو 16 بليون ريال، صنّفها مجلس الغرف السعودي بثلاث فئات: عقارية وتجارية وخدمات. ويُعتبر الاستثمار السعودي في المجال العقاري الأكبر، وحجمه 300 مليون دولار، منها 85 في المئة استثمارات في الأراضي، و15 في المئة مستثمرة في مبان سكنية، علماً أن الطلب السعودي على العقارات في لبنان انخفض كثيراً بسبب التطورات السياسية والأمنية.

وفي 17 من الشهر الماضي أفاد رئيس الجانب السعودي في مجلس الأعمال السعودي - اللبناني عبد المحسن الحكير أن مستثمري بلاده سحبوا ستثمارات سعودية تجاوزت قيمتها 18 مليار ريال (ما يعادل 4,8 مليارات دولار) من لبنان خلال العامين الماضيين. وعزا هذا الإجراء إلى اهتزاز ثقة المستثمر السعودي بأجواء الاستثمار في ظل تدهور الحالة الأمنية وحدة الأزمة السياسية. وأضاف أن الكثير من الاستثمارات المملوكة لسعوديين وخليجيين وحتى للبنانيين يقيمون في المهجر، بدأت تنسحب من السوق اللبناني.

الكويت تنفي انها دعت رعاياها الى مغادرة لبنان

نفى سفير دولة الكويت لدى لبنان عبدالعال القناعي اليوم صدور اي بيان عن السفارة تدعو فيه الرعايا الكويتيين الى مغادرة لبنان.

وقال السفير القناعي في تصريح صحافي ان السفارة لم تصدر اي بيان بهذا الخصوص داعيا وسائل الاعلام الى توخي الدقة في نقل اي اخبار من مصادرها مباشرة.

واشار السفير القناعي في تصريحه الى بيان وزارة الخارجية الكويتية الذي صدر الاسبوع الماضي والذى نصحت فيه المواطنيين الكويتيين بتوخي الحيطة والحذر في اثناء وجودهم في لبنان بسبب الظروف الدقيقة التي يمر بها.

**تصوير عبد اللطيف الصيباري