وسط الركض وراء رغيف الخبز..هل يوجد مخترعون سوريون؟

بهية مارديني من دمشق: نسمع دائماquot;عن اختراعات عظيمة في دول لايفصلها عنا غير المسافات والتطور في حين أننا نادراquot; ما نسمع عن اختراعات في الدول النامية.ترى هل لديهم عقول وجهابذة اختراع وهل نحن لانملك مثلها ..؟ وهل اختلف خلق الله بين الشرق والغرب ..؟ وأين مبدعونا من تلك الإختراعات ؟ هل المشكلة في عقولنا أم في حكوماتنا أم في عدم احترامنا للعلم وتقديرنا لقيمته؟ام تراه السبب وراء عدم التخطيط لجيل يمكن ان يبتكر ويخترع بل في وجود جيل يبحث عن لقمة العيش وسط الظروف الحياتية التي تزداد تعقيدا .وفي الواقع نحن بأمس الحاجة إلى عقول وأفكار مبدعة واختراعات جديدة من شأنها أن تقدم شيء يسجل في مفكرات العالم ، وليس صحيحاquot; أن المشكلة في عقولنا فلدينا من الأدمغة والمفكرين والعلماء الكثير في الدول العربية والدليل انه كم من العقول المتميزة المهاجرة إلى الغرب من الدول الفقيرة وتأخذ وجهتها إلى الدول الصناعية الكبرى ليجدوا فيها من يقدرهم وويرى الكثيرون ان هذا ليس ذنبهم بل ذنب الأنظمة والحكومات في هذه الدول التي لا تفرق بين ا لمتفوق وغيره والتي تحبط المتميز ولا تقدم له ما يشجعه على المزيد من الإبتكار والإبداع ، وبدا التغني في الماضي في مناهجنا يجب ان ندرس اي وصلنا وماهي حقيقة مستقبلنا في ظل هذه الظروف ، ويرى الدكتور ظافر(طبيب أسنان) اننا مجاهل التخلف العلمي الذي نعيشه ولا سبيل لنكران ذلك مقارنة بالغرب فليس لدينا هنا أي تقدير للعلم في حين أن الدول التي تستقطب هؤلاء يعرفون دور العلم الكبير في التطور والرقي و يقدمون للمبدع كل الوسائل المادية والمعنوية التي تحثه على الإبداع ويسخرون له كل الإمكانيات ويقدمون التسهيلات فقط للاستفادة من علمه و هذا ما يفقده الشخص في بلده ، وخير مثال ما يعانيه المخترعين السورين اليوم الذين يقدمون أفكار واختراعات متميزة وتحاول بعض الدول سحبهم ومع ذلك لا يلقون في بلدهم أدنى رعاية لا من الدولة ولا من الشركات الصناعية وعلى العكس توضع العقبات أمامهم دائماquot; وهذا ما يقتل بذور الإبداع .

وأي اختراع لا قيمة له مهما كان عظيماquot; إذا لم يلق دعما وتمويلا من جهة معينة سواء شركة أو دولة أو تاجر وهذا حال معظم اختراعات المخترعين السوريين على ندرة عددهم واي اختراع لاقيمة له ان لم ياخذ طريقه الى النور ويقول رامي (مهندس مدني):صحيح أن هناك جمعية شكلت للمخترعين السوريين لكنها لا تقدم لهم الدعم الكافي حتى لو إدارياquot;والمخترع مهما كان لا يستطيع أن يصنع الإختراع لوحده ولا تتكفل أي شركة أو أي صناعي بصنع المخترع لأنهم يريدون أن يحققوا أرباح طائلة دون أن يتكلفوا شيء في حين أنه في الخارج نرى أن الشركات أو المصانع هي التي تأخذ براءة الاختراع وتصنعه لحسابها وهذا ما يعود عليها وعلى على المخترع بأرباح خيالية أيضاquot; البلد التي تخرج منه ويعطى الإمتياز وفي بلداننا الفقيرة كثيراquot; ما تتم سرقة الفكرة والمخطط وتنفيذه بعيداquot; عن صاحبه من قبل شركة أو تاجر لديه رأس مال وإذا ما اعترض المخترع فلا يلقى أذنا صاغية ثم أن اختراعات أبناء البلد لا تعطها الدولة أي اهتمام ولا تعتمد أي منها في مؤسساتها في حين يتم اعتمادها في الخارج مثلما تم اعتماد الزجاج الفينيقي في الخارج ولم يتم اعتماده هنا ،والنتيجة هو هجرة هذه العقول وأي شخص عنده تميز يفكر في الهجرة إلى الخارج ليقدم شيء للإنسانية تمنى أن يقدمه من خلال بلده لكنه لم يلق اكتراث منها وهذا حال مبدعي الدول النامية .

و هناك إحصائية رسمية أمريكية تمت منذ عام 1960 إلى 1987 تقول أن هناك أكثر من 900 ألف كفاءة من الدول النامية هاجرت ألى أمريكا وكندا وهذه كارثة حقيقية ويرى البعض ان هذا سببا كافيا دون الأسباب الأخرى لتخلف هذه الدول وتطور دول اخرى ، ومع ذلك مازالت الدول النامية لا تقدر قيمة هذه العقول، وتقذف بها خارجاquot; دون استيعابهم وبعد عشرات السنين تستورد أفكارهم من تلك الدول.

ويرى سوريون إن النسبة التي تخصصها سوريا للبحث العلمي من الميزانية نسبة ضئيلة جداquot;وهذا يؤكد على مدى الاستخفاف بالثروة الوطنية الحقيقية وهي المتميزين والمبدعين والباحثين فكم لدينا من الكفاءات والقدرات في سوريا ومع ذلك يأتون بالخبير الأجنبي ويكون راتبه أربع أو خمس أضعاف راتب الخبير السوري ورغم أنه يكون أكفأ منه وهذا ما يصيب الشخص بالإحباط ويجعله أول ما يفكر به هو الهجرة فقمة الإهانة أن يستهزىء أحد بمقدرات المبدع.

واكد رامي (مهندس مدني): أن المبدعين الذين يدرسون في الخارج وتصرف عليهم الأموال يعودون إلى بلدهم لتسخير معارفهم لخدمة وطنهم فيفاجأوون بأن من يملك القرار ويتحكم بهم يكون أدنى منهم بكثير وشخص لا يمت إلى العلم بصلة بل وصل بالمحسوبية وهؤلاء يكون لديهم مركب نقص تجاه المتعلمين ويحاولون إحباطهم وتحطيمهم بأي طريقة فيرمون الكفوء في أي أرشيف أو أي قسم مهمل ويموت علمه وخبرته وهل هناك أكثر من ذلك استهزاء بالعلم.

من جانبه اوضح إيـاد( طالب في كلية العلوم):حتى الآن بالنسبة لأي عربي كلمة ـ اختراع ـ ثقيلة على الأذن ويعتبرها شيء عظيم وليس لديه ثقة بنفسه بأنه يمكن أن يصل إلى هذا المستوى يوماquot; ما مهما كان الشخص ذكياquot; والسبب هو التنشئة و الإحباط الذي يلاقيه طالب العلم من مختلف الجهات من البيئة إلى الأسرة إلى المدرسة إلى المؤسسات ولا يوجد شيء في المناهج المدرسية اسمه اختراع أو منهج للبحث العلمي كمقرر إلا في عبارات (العالم بكسر اللام كذا اخترع كذا ) حتى أنهم في المرحلة الجامعية يساوون بين الذكي ومحدود القدرات فطلاب الطب نفسهم فيهم من هو ذكي دخل بجدارة ومنهم من هو محسوب على هيئة أو عن طريق اتحاد الشبيبة وحزب البعث و غير ذلك وهذا ما يزرع داخل الذكي اليأس وحتى لو تخطى لعقوبات وأبدع فإنه يلاقي الإهمال ولا يجد لنتاجه من يظهره ويحوله إلى واقع عملي .