العريس سعودي والعرس خليجي
محمد جاسم


* عندما أشرت في زاوية الأمس إلى أن معايير الاتحاد الآسيوي لا تخضع لمقاييس ثابتة أو محددة ودائما ما تحكمها أمور لا علاقة لها بالمعايير، فأنني لم أشر إلى ذلك من فراغ ولا من باب التقليل من مكانة اللاعبين الذين وقع عليهم الاختيار على أنهم الأفضل على مستوى القارة.

وأقصد بهم ياسر القحطاني الذي كسب اللقب الآسيوي ويونس محمود ونشأت أكرم اللذين جاءا في الترتيب الثاني والثالث على التوالي، وما حدث أثناء الحفل الذي أقيم أمس في مدينة سيدني الأسترالية أكد على حقيقة تلك المعايير التي يعتمدها اتحادنا القاري.

* الاتحاد الآسيوي اختار السعودي ياسر القحطاني أفضل لاعب في قارة آسيا لعام 2007، ليكون القحطاني خامس لاعب خليجي ينال هذا الشرف ورابع لاعب سعودي بعد خميس العويران ونواف التمياط وحمد المنتشري، وعادلت بذلك السعودية الرقم القياسي لعدد مرات إحراز اللقب المسجل باسم اليابان وإيران برصيد أربعة ألقاب لكل منهما.

وإذا ما استثنينا السعودية وقطر التي فاز نجمها خلفان إبراهيم باللقب في الموسم الماضي نجد أن هناك غيابا ملحوظا للنجوم العرب من الدول الأخرى في القارة ورغم مرور أربعة عشر عاما على الجائزة إلا أن السيطرة على ألقاب القارة لم تكن بيد عرب القارة في حين كان لليابان وإيران نصيب الأسد من كعكة الاتحاد الآسيوي السنوية.

* اللحظات التي سبقت الإعلان عن جائزة أفضل لاعب آسيوي كانت مثيرة خاصة وأن هناك من سرب خبر فوز العراقي نشأت أكرم باللقب، ومع انتشار ذلك الخبر أصبحت هناك قناعة تامة من قبل الجماهير بصحته.

ولكن مراسم توزيع جوائز الاتحاد الآسيوي قلبت الأمور رأسا على عقب عندما وضعت السعودي القحطاني على قمة نجوم القارة في حين حصل نشأت أكرم على المركز الثالث خلف مواطنه يونس محمود الذي حل ثانيا، لتفشل مغامرة البعض الذين سقطت توقعاتهم هذه المرة.. ولأنه ليس في كل مرة تسلم الجرة فأن المغامرة هذه المرة لم تكن محسوبة النتائج لذا لن نبالغ إذا قلنا إن ثمنها يجب أن يكون غاليا.

* عموما دعونا نعيش أجواء العرس الآسيوي خاصة وأن أصحاب الفرح الثلاثة عرب، فالعريس سعودي والعرس خليجي، حتى ولو أثارت جوائزهم الجدل الذي لن ينتهي مهما بلغت فيها مقاييس ومعايير الاتحاد الآسيوي التي ستبقى غير خاضعة لقانون معين لأنها باختصار لها قانونها الخاص الذي يضمن لها أحقية اتخاذ ما تراه مناسبا طالما أنها تملك سلطة وأحقية القرار، واللهم لا اعتراض.

كلمة أخيرة

* في إطار الحديث عن نجوم القارة المتوجين أمس، تبادر إلى ذهني سؤال ملح.. بل ملح جدا وهو ذلك المتعلق بغياب نجوم الكرة الإماراتية عن منصات التتويج الآسيوية.. وهل من المنطق أن نكون بعيدين عن تلك المنصات طوال السنوات الأربع عشرة وهي العمر الحقيقي لجائزة الاتحاد الآسيوي..

* إذا كانت كرتنا قد عجزت بالفعل في تقديم لاعب قادر على منافسة نجوم القارة.. فلا أملك أن أصف ذلك إلا بالكارثة.. مع كامل تقديري واحترامي للاعبينا الذين مهما بلغت نجاحاتهم المحلية إلا أن ذلك لا يوازي شيئا عندما يكون النجاح قاريا أمام أعين وأنظار أكبر قارات العالم.

نقلا عن جريدة البيان بتاريخ 29 نوفمبر 2007