الرياضيون يؤكدون: عادة لا تمت للرياضة بصلة


ظاهرة quot;البصقquot; تستشري في الملاعب السعودية


أحمد عايض الرايقي من جدة: تعتبر كرة القدم رياضة تنافسية شريفة، تحمل في طياتها كثيرًا من المبادئ السامية، ولعل السعوديين على وفاق جميل مع هذه الرياضة بدليل الحضور الجماهيري المميز، والتواجد الإعلامي البارز

محمد نور يمر بين المدافعين وصاحب العبدالله يتخطى مدافعًا آخر
في كل مقابلة، لا سيما أنهم يستمتعون جيدًا بالمواجهات الميدانية بين أندية وطنهم أو مع أندية خارجية في استحقاقات خليجية أو عربية أو قارية، وحتى الدولية. وفي المقابل لهذه المتعة الرياضية استاء السعوديون كثيرًا من تصرفات لاعبي بلدهم، وكذلك المحترفين الأجانب الذين يلعبون في أنديتهم المفضلة، وهي تصرفات غير لائقة بلاعب محترف يعتبره نشء وبراعم كثر قدوة لهم، بل هي تصرفات رفضتها جميع الأديان والمذاهب والأخلاق. البصق الذي مارسه لاعب أهلي جدة جفين البيشي في مواجهة فريقه الأخيرة أمام الشباب، وهو الأسلوب الذي مارسه في الوقت نفسه لاعب الهلال طارق التايب أمام فريق الوحدة، هذه التصرفات ليست وليدة اليوم بل امتداد لتصرفات مارسها لاعبون عدة في وقت لاحق امثال لاعب الهلال خالد عزيز، وبصق محمد نور على عزيز، ومن قبل لاعب الاتفاق يسري الباشا، وغيرهم كثر.

هذه التصرفات لا تمت للرياضة وأهدافها السامية بصلة، ويرى نقاد عدة ضرورة تغليظ العقوبة على مرتكبها، وألا يشمله عفوا

خالد عزيز
إطلاقا حتى لو قضى نصف العقوبة كونه قد يكرر ذلك التصرف أو أن يقوم به لاعب آخر خصوصًا أنه سيضمن أن عقوبته لن تطول لا سيما إذا قضى نصف مدة العقوبة، كما هي الحال في تصرفات لاعبين عدة.

ويؤكد المهتمون بالتربية أن البصق تصرف أرعن ومنبوذ، وهناك خلل في التربية والتثقيف الفكري، ومن المفترض أن يكون اللاعب أكثر حكمة وتصرفًا كون الكثير من المشاهدين، صغارًا وكبارًا، ذكورًا وإناثًا، يتابعون أداءه وحركاته وتصرفاته، وأي خطأ يحدث منه فإنه محسوب عليه.

وهو ما أكده لـquot;إيلافquot; رجل التربية الأستاذ صالح العمري quot;أنا اعمل في مجال التربية والتعليم ومن خلال خبرتي في هذا المجال، إتضح وتأكد لي أن الطفل يتخذ من معلمه أو لاعبه المفضل قدوة في أمور عدة، وبالتالي عندما يرى تصرفًا غير لائق منذلك الشخص قد يندهش، لكن لا يرفضه ويعتقد أن ما فعله صحيح، وبالتالي فإن تصرفات اللاعبين خصوصًا ممن يحظون بشعبية جماهيرية، فإن تصرفاتهم نافذة ومحسوبة عليهم بكل ما تعنيه الكلمة ومن المفترض أن يكونوا قدوة حسنة ومؤثرة في شكل إيجابيquot;.

وتقول المتخصصة في علم النفس سعاد عبدالله quot;التصرفات الخاطئة محسوبة على صاحبها أيًا كانت نسبة شهرته في المجتمع، ولكن تكون ردة الفعل اكبر على حسب الشخصية المتصرفة، والبصق من قلة الأخلاق وأقبحها، وفيه إهانة واحتقار وكبرياء، والأديان والقيم ترفض ذلك بشدة، ومن يقوم به ربما يعاني من مشكلة خصوصًا إذا تكرر ذلك منه غير مرة، وعليه فإنه يحتاج إلى إعادة تنبيه وتذكير وربما تشخيص لذلك التصرف حتى يخرج علينا في المرات المقبلة بتصرفات مشرفة يستحق عليها ثناء الجميع.

ويؤكد لاعب أهلي جدة صاحب العبدالله أن اللاعب قدوة ومطالب بحسن التصرف وعليه أن يضبط أعصابه داخل الملعب مهما كانت متغيرات المواجهة، حتى لا يرتكب حماقة يندم عليها كثيرًا فيما بعدquot;.
وهو ما أكده لاعب اتحاد جدة عبدالرحمن القحطاني quot;بعض مجريات المباراة تفقد اللاعب توازنه وعقله وتجده في غمضة عين يتصرف بطيش لكنه سرعان ما يندم ويتحسر على ذلك التصرف، وقد يكون اخطأ في حق نفسه وحق فريقهquot;.

علاء الكويكبي

عادل داوود موظف حكومي محب للرياضة، طالب بضرورة تعاقد إدارات الأندية مع مستشارين نفسيًا متخصصين، يكونون قرب اللاعبين ويلقونهم بصورة مستمرة خصوصًا عشية المواجهات الساخنة، مستشهدًا بالأندية الأوروبية، بالطبيب الفرنسي الذي طار من فرنسا خصيصًا ليجلس مع نجم بلاده زين الدين زيدان في مونديال المانيا 2006، بعد أن لاحظوا عليه بعض التغيرات السلبية والعصبية، وجلس معه الطبيب النفسي، مع أنه عاد في المواجهة الأخيرة والحاسمة ليختم مشواره بنطحة زيدان المشهورة، ولكن ما أحب التوصل له ضرورة وجود الطبيب النفسي في الأنديةquot;.

أخيرًا نتمنى أن يكون اللاعبين أكثر خبرة وحكمة وحنكة في تمالك أعصابهم وتصرفاتهم والتخلي عن التصرفات المشينة مثل البصق وغيره، وأن تعتبر العقوبة على من يرتكب هذه الحماقة عبرة له ولغيره واحترامًا لكرامة الشخص الاخر.

التربوي صالح العمري