عبدالمجيد حشادي: كانت الشكاية التي تقدمت بها الزوجة غريبة، خاصة بعد أن أرفقتها بشريط فيديو تظهر فيه في أوضاع جنسية فاضحة مع شخص، أكدت أنه ليس بزوجها، وزادت الغرابة أكثر، حين روت للمحققين أن من قام بتصويرها وهي تمارس الجنس على فراش الزوجية مع الشخص الغريب، هو زوجها الذي كان يرغمها على معاشرة الغرباء، من أجل المتاجرة بتلك الأشرطة!!
لم يصدق أفراد الضابطة القضائية أنفسهم وهم يستمعون للزوجة التي جاءت تشتكي زوجها، خاصة بعد أن تبين لهم أن طبيعة الشكاية ومضمونها غير مألوف لديهم، وأن الاتهامات الموجهة للزوج تتعدى حدود الخصومات العادية، لتصل لمستوى اتهامات تمس بالشرف، والتي ترتبط بالوساطة في الدعارة وترويج أشرطة بورنوغرافية. كان الأمر يتعلق بزوجة تتهم زوجها بإجبارها على الفساد مع الغرباء وعلى فراش الزوجية، والهدف من ذلك هو تصويرها في أوضاع مخلة بالآداب وفاضحة، وذلك بغرض تسويق تلك الأشرطة، التي ظهرت فيها زوجته وهي تمارس الجنس مع شخص معاق ذهنيا، ومع البحث بدأت تتكشف طبيعة هذا التصرف. فحين نشب خلاف بين الزوجين، كان التصرف الوحيد الذي أقدمت عليه الزوجة، هوأنها حملت شريط فيديو يتضمن صورا جنسية لها وتوجهت نحو الشرطة القضائية لأمن أنفا بالبيضاء مقدمة شكاية تتهم فيها زوجها بالمتاجرة في الأفلام البورنوغرافية، حيث تم فتح تحقيق استمع فيه للزوج الذي صرح أنه شك في خيانة زوجته له وعمد إلى تصويرها حتى يثبت خيانتها ونفى أن يكون قد تاجر فيما بعد بالاشرطة سابقة الذكر.. كانت الدموع تنهمر من عيني وفاء وهي تحكي لمسؤول بالشرطة القضائية لأنفا قصتها مع زوجها الذي ادعت أنه يرغمها على ممارسة الجنس مع شخص مختل عقليا ، في حين يعمل على التقاط الصور لهما بكاميرا من أجل بيعها في دولة الصين التي اعتاد السفر إليها من أجل جلب الاحذية الرياضية والساعات اليدوية التي يتاجر فيها. استغرب رجال الشرطة لكلام وفاء، غير أنها سرعان ما قدمت لهم الدليل المادي على صحة كلامها وكان عبارة عن شريط فيديو أكدت لهم أنه يحتوي على لقطات خليعة تتعلق بها رفقة شخص مختل عقليا استدرجه زوجها إلى شقتها المتواجدة بحي بوركون وأرغمها على ممارسة الجنس معه، ليتم بعدها اعتقال الزوج وحجز جهاز الكاميرا فيديو وثلاثة أشرطة تتعلق بأفلام خليعة، أربعة تبانات للنساء، حامل نهدين احمر وعضو تناسلي اصطناعي من البلاستيك. وكانت الخطوة الأولى التي قام بها أفراد الفرقة الجنائية الثانية بأمن أنفا هي الاطلاع على الصور والمشاهد الجنسية التي ادعت وفاء أن شريط الفيديو يتضمنها، ومباشرة بعد أن تم وضع الشريط في جهاز الفيديو ظهر المشهد الأول لشخص ملقى على ظهره يمارس الجنس على فتاة من دبرها فيما ظهرت الفتاة عارية دون أن يظهر وجهها، اما المشهد الثاني فلا يختلف كثيرا عن الأول باستثناء ظهور نهديها، وكان لزاما انتظار المشهد الثالث الذي ظهر فيه لأول مرة وجه وفاء كما ظهرت عارية تماما ومعها شخص ممدد على الأرض يمارس الجنس معها، أما المشهد الأخير فشبيه بالمشهد الأول. بعد الانتهاء من مشاهدة الصور، التي دام عرضها حوالي دقيقتين وعشرين ثانية، اعترفت وفاء أن الصور تخصها وبأن الشخص الذي كانت تمارس معه الجنس مختل عقليا وقد استدرجه زوجها وطلب منها ممارسة الجنس معه مهددا إياها بالقتل في حالة الرفض، كما أكدت أن زوجها نجيب هو الذي التقط هذه الصور وهو مالم ينفه هذا الأخير. وبينت التحقيقات أن أول لقاء بين الزوجين كان سنة 1995 حينما كانت تقضي عطلتها الصيفية بشاطئ طماريس.. تبادلا النظرات ثم الكلام ثم ضربا مواعد كثيرة لم تكن تخلو من لحظات حميمية ترتب عنها حمل وفاء، وهو ما اضطر معه نجيب إلى الزواج منها، وبعد أن انجبت بنتا بدأت تشاركه في تجارته، حيث كانا يسافران معا إلى ليبيا لجلب الأثواب والاحذية الرياضية والساعات اليدوية للمتاجرة فيها. كانت الأمور تسير بصورة عادية بين وفاء ونجيب إلى أن جاء اليوم الذي وقع فيه خلاف بينهما، وهو اليوم الذي عمد فيه نجيب إلى استدراج إحدى الفتيات، سنة 2001 إلى شقتهما لممارسة الجنس معها، رفضت وفاء الامر بشدة غير أن نجيب لم يبال بها بل الأكثر من هذا فقد عمد إلى ضربها بواسطة سلاح ابيض بعد أن قضى حاجته من الفتاة، ليتم نقلها إلى مستعجلات إحدى المصحات لتلقي العلاج، وكادت أن تتقدم بشكاية لولا توسلات زوجها وطلبه الصفح عنه. ولم يكتف الزوج بممارسة الجنس، بل كان، حسب تصريحات وفاء، يعمل على استدراج فتيات صغيرات لايتجاوز عمرهن خمس عشرة سنة ويقوم بتصوير أفلام خلاعة للمتاجرة فيها بالصين، مضيفة أن ما كان يحصل عليه من أموال كان يشتري به أحذية رياضة وساعات يدوية يقوم ببيعها بالمغرب، والأكثر من هذا فإن الزوج، حسب وفاء، كان يحضر بعض الرجال الغرباء، ومن بينهم مصطفى الذي أجبرت على ممارسة الجنس معه من قبل زوجها الذي كان يكتفي بالتقاط صور لهما في وضعيات مختلفة، وقد تمت هذه اللقاءات الجنسية ست مرات. من جهته نفى الزوج أن يكون قد تاجر من قبل بالأشرطة الجنسية معتبرا أن ذلك مجرد تهمة حاولت وفاء تلفيقها له، ومعترفا بأن الشريط الذي يتضمن صورا جنسية خاصة بزوجته قد قام بتصويرها بكاميرا في ملكيته ومضيفا أن ذلك ليس بهدف المتاجرة وإنما للانتقام من زوجته التي كان يشك في خيانتها له حسب ما أكده له أحد الاصدقاء. فقد كانت اللكمات التي يوجهها نجيب لزوجته في كل صراع بينهما غير كافية لإطفاء نار الشك التي كانت مشتعلة بداخله، فكر في حيلة للايقاع بها متلبسة، أخبرها كذبا بأنه سيسافر للصين، ترصدها أمام العمارة التي يسكنان بها، فضبط أحد الاشخاص يدق جرس الشقة ولما استفسره أخبره بأنه يسأل عن شخص آخر، وتطورت الأمور إلى حد رفعه لدعوى بعد أن غادرت وفاء بيت الزوجية. كان نجيب يقضي ساعات طويلة للتفكير في طريقة لكسر عنفوان وجبروت زوجته، ولم يكن من طريق أمامه سوى الانتقام منها، وهو ما دفعه لاستدراج شخص مختل عقليا، مستغلا سكر زوجته، ثم طلب منه ممارسة الجنس عليها بعد أن ألح عليها، حيث رضخت لأوامره وقاما بممارسة الجنس، تحت أنظاره، بغرفة النوم، وقد تكرر هذا الفعل مرتين وكان ذلك منذ خمسة أو ستة أشهر تقريبا. وفيما يخص العضو التناسلي للرجال (من مادة البلاستيك) الذي تم العثور عليه بالشقة، رفقة ثلاثة اشرطة جنسية غربية، قال نجيب إنه اقتناه لزوجته من هونغ كونغ لتستعمله في غيابه تفاديا للخيانة الزوجية. مؤكدا أن رغبته في الانتقام من زوجته كانت الدافع الاساسي لالتقاطه لتلك الصور الخليعة، وأن ما تدعيه الزوجة هو مجرد انتقام منه بعد أن تزوج بامرأة ثانية وأصبح قليل الاهتمام بها. بعد الاستماع إلى كل من وفاء ونجيب، تم استدعاء مصطفى الذي حضر رفقة اخته التي اخبرت رجال الشرطة أن أخاها يعاني من مرض عقلي منذ ولادته وأنه لايستطيع الكلام إلا بصعوبة مدلية لهم بشهادة طبية تثبت صحة كلامها. وعن علاقته بالموضوع قال مصطفى بلسان أخته، أنه تعرف على نجيب منذ أن تزوج بإحدى بنات حيهم (زوجته الثانية)، وحدث أن اصطحبه ذات يوم إلى منزله المتواجد بحي بوركون وطلب منه ممارسة الجنس على زوجته مقابل تسليمه قطعا نقدية لاقتناء السجائر. وبالاستماع إلى مصطفى تكون مسطرة التحقيق قد انتهت لتتم إحالة نجيب في حالة اعتقال على المحكمة الابتدائية بتهمة حيازة مطبوعات منافية للأخلاق العامة والعنف والتهديد والمشاركة في الخيانة الزوجية بواسطة التحريض، في حين تمت متابعة وفاء في حالة سراح.