أسامة مهدي من لندن: أكد رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي أنه لن يلتقي مع بعثيين في عمان وإنما بشخصيات ترغب في الانخراط بالعملية السياسية والمشاركة في الانتخابات، وقال إن السعودية والكويت والإمارات أبلغت حكومته بإلغاء 80% من ديونها على بلاده والبالغة حوالي 50 مليار دولار، وأشار إلى أنه سيبدأ اليوم زيارة للأردن وألمانيا وروسيا، بينما قال وزير الخارجية هوشيار الزيباري إن السلطات العراقية ترفض التحاور مع بعثيين يصرون على العودة إلى السلطة، في وقت اتهم حزب البعث العراقي حكومات عربية لم يسمها بالضغط على عراقيين مقيمين فيها للتحاور مع السلطات العراقية .

وقال علاوي في مداخلة امام المجلس الوطني "البرلمان" اليوم إنه لن يعقد اجتماعا أو مؤتمرا في عمان وإنما لقاءات مع عدد من شيوخ العشائر من محافظة الرمادي منهم ماجد سليمان وعامر سليمان، إضافة إلى بعض الشخصيات المقيمة في الخارج والراغبة في المساهمة بالعملية السياسية مشددا على انه لا لقاءات مع البعثيين او مع شخصيات تنتمي لصلب النظام العراقي السابق واصفا هذا الامر بانه "اختراع اعلامي" موضحا ان حكومته منفتحة على جميع القوى والاشخاص الذين لم يرتكبوا جرائم ضد العراقيين حرصا منها على الوحدة الوطنية .

وعبر عن الاسف لقيام عدد من رجال الدين الذين قال انهم من مناصري النظام السابق بتشجيع اعمال العنف والارهاب التي تقتل العراقيين وقال ان هذا لن يؤدي الا إلى فتنة داخلية ستلحق الضرر بجميع العراقيين محذرا ان حكومته ستتصدى بقوة لمثل هذه الاعمال بحزم لانها مخالفة للقانون ولمباديء الدين الاسلامي السمحاء . واكد ان السلطات العراقية ستلاحق الارهلبيين في جميع المدن الموجودين فيها وتطردهم من كل احيائها واحدا بعد الاخر .

واعتبر إلغاء نادي باريس لما نسبته 80 في المائة من ديون بلاده الخارجية التي تتراوح بين 111 و127 مليار دولار انجازا كبيرا وأشار إلى حكومات السعودية والكويت والامارات ابلغته بانها الغت النسبة نفسها من ديونها على العراق التي تشكل نصف قيمة هذه الديون الخارجية مشيرا إلى ان مباحثات بهذا الصدد ستجري بين العراق وهذه الدول للاعلان رسميا عن الالغاء .

وأشار إلى انه سيبحث في موسكو مع الرئيس الروسي بوتين الغاء ديون العراق البلغة 11 مليار دولار وامكانات القيام بتسليحه مشيرا إلى رغبة روسية بالمشاركة في عمليات استخراج واستثمار النفط والغاز العراقي موضحا ان حكومته ستحاول عمل تزاوج بين الشركات الروسية والشركات العالمية الاخرى العاملة في هذا المجال من اجل تحقيق نشاط مشترك واوضح انه سيبحث مع المستشار الالماني شرويدر التعاون الاقتصادي بين البلدين والغاء كامل ديون المانيا على العراق البالغة 8 مليارات دولار وهو ماوعد به المسؤول الالماني كما اوضح .

واضاف علاوي انه قام بزيارة للفلوجة اليوم واجرى نقاشات مع عشائرها ووجهائها للاندماج في العملية السياسية وتسريع عمليات اعمار المدينة وقال ان السلطات يتسمح بعودة الهاربين من القتال اليها بعد تنظيف احيائها من المتفجرات الضخمة التي تركت فيه مشيرا إلى ان هذا لن يطول اكثر من ايام معدودة وقال ان الشرطة العراقية ستدخل لفلوجة اليوم للانتشار فيها وحفظ الامن حيث سيتم ايضا الاعلان عن تعيين قائمقام للمدينة .

الزيباري يؤكد عدم الحوار مع انصار صدام
ومن جهته اكد وزير الخارجية العراقي هوشيار الزيباري ان لقاء علاوي في عمان غدا مع عدد من المعارضين لن يشمل الضالعين في العمليات الارهابية من انصار الرئيس المخلوع صدام حسين مشيرا إلى تحريض ينطلق من ايران وسوريا ضد الاوضاع في بلده .
وقال الزيباري في عرض لسياسة بلاده الخارجية امام المجلس الوطني (البرلمان) اليوم ان علاوي سيعقد في عمان غدا لقاء مع شخصيات عراقية بينها رؤساء عشائر ورجال اعمال ودبلوماسيين سابقين وبعثيين ينبذون الارهاب ولهم رغبة في المشاركة في العملية السياسية الجارية في البلاد مؤكدا انه لاحوار مع الارهابيين وانصار صدام ممن يقومون بالاعمال الاجرامية في عدد من المدن العراقية .

وأشار إلى ان هناك بعثييين يرفضون التحاور مع الحكومة الا على اساس عودتهم إلى الحكم مشددا على رفض ذلك موضحا ان الحكومة تتعامل مع العديد من البعثيين الذين لم يرتكبوا جرائم وخاصة في ادارات الدولة حيث هناك الان الكثير منهم . وشدد على ان لقاءات علاوي في عمان مع الشخصيات العراقية لن تكون على شكل مؤتمر وانما هي لقاءات تحاورية يمكن ان تصل إلى قواسم مشتركة لدخولها العملية السياسية .

وقد وجه اكثر من 20 عضوا في المجلس الوطني اسئلة للوزير الزيباري تركزت على نتائج مؤتمر شرم الشيخ الاخير حول العراق وفيما اذا كانت هناك التزامات فرضها على الحكومة العراقية لتعديل مسيرة العملية السياسية كما تطرقت إلى طبيعة الحوار الذي سيجريه علاوي مع المعارضين في عمان مؤكدين رفض اي لقاءات مع بعثيين ارتكبوا جرائم او يقومون باعمال ارهابية الان كما طالب عدد من الاعضاء بالاسراع بمحاكمة صدام حسين .

وقد اكد الزيباري ان مؤتمر شرم الشيخ لم يفرض اي التزامات سياسية على الحكومة العراقية وقال لكنه اوصى بتوسيع مساهمة القوى العراقية في العملية السياسية "وهذا ما نعمل من اجله " من دون الانتقاص من سيادة العراق واستقلاله . وشدد على اهمية مؤتمر وزراء داخلية الدول المجاورة للعراق الذي ينعقد في طهران اليوم في ضبط الحدود المشتركة ومنع المتسللين من الدخول إلى العراق ووقف التحريض الاعلامي ضد الاوضاع في العراق وخاصة ذلك الذي ينطلق من سوريا وايران وأشار إلى ان العراق لن يشارك في مثل هذه الاجتماعات بعد استقرار الاوضاع فيه لان هذا يعتبر تدخلا في قضايا داخلية لكنه قال ان الاوضاع الامنية العراقية تحتم الان حضورها .

واعترف الوزير العراقي بعدم قدرة الحكومة على تحقيق امن العراقيين ومؤسساتهم ومنشاتهم لحد الان مشيرا إلى ضرورة البحث عن حلول لهذه المشكلة من خلال توسيع المساهمة في العملية السياسية والتحاور مع الاخرين موضحا ان الامر لايتعلق بالعراق وحده وانما بتداخلات اقليمية ودولية وتاثيرات خارجية وقال " هناك دول اقليمية لاتريد تحقيق الامن والاستقرار في العراق وهناك لاعبين خارجيين مؤثرين في الاوضاع العراقية ." وأشار إلى ان هناك الكثيرين من المتسللين من الخارج قد قتلوا في معارك الفلوجة الاخيرة وقال ان الفارات العراقية في عدد من الدول تتلقى يوميا استفسارات من عوائل عن مصير ابنائها الذين تسللوا إلى العراق .

وفي مداخلة له اتهم نائب رئيس المجلس الوطني وممثل الوفاق الوطني حزب علاوي في المجلس راسم العوادي سوريا بمساعدة بعثيين عراقيين هاربين اليها على تنظيم انفسهم والعمل ضد العراق .

البعث العراقي يتهم مخابرات عربية
وفي بيان له اتهم حزب البعث العراقي المحظور مخابرات دول عربية لم يسمها بالضغط على عراقيين مقيمين في هذه الدول لاجراء حوار مع السلطات العراقية والدخول في العملية السياسية .

واضاف في بيان له اليوم حصلت عليه "ايلاف" ان هذه الدول ومخابراتها تقوم "بالضغط على مواطنين عراقيين مقيمين على أراضيها وفقا لقبولها الإنساني أو سعيها لجلب الاستثمارات بحيث ترغب وترهب لجرهم وفقا لسياق مرسوم مع السلطة العميلة للاحتلال ورئيس حكومتها " لجرهم كواجهات مفترضة تتحدث باسم البعث والمقاومة العراقية المسلحة مع السلطة وشخوصها كتنفيذ خجول لمقررات هزيلة اتخذت في مؤتمر شرم الشيخ المجيّر للاحتلال وسلطته . وقال ان البعث وقيادة المقاومة والتحرير كانا قد حددا وبشكل واضح وتأسيسا على خيار المقاومة المسلحة غير المرتد موقفهما مما يسمى بالعملية السياسية في العراق المحتل من خلال عدم التحدث " باسم البعث في العراق المحتل وخارجه إلا قيادة قطر العراق وعلى رأسها الرفيق الأمين العام أمين سر القطر رئيس الجمهورية المجاهد صدا م حسين ولا يصدر عن البعث تصريحات أو بيانات أو مواقف ملزمة للرفاق البعثيين إلا من قبل قيادة قطر العراق وجهاز الإعلام السياسي والنشر وفقا للسياقات المتبعة" كماقال .

وأشار إلى انه عندما يمنح العراقيين بعثيين أو غير بعثيين الإقامة الإنسانية في قطر عربي فهم كما هو معروف وتطلب منهم سلطات ذلك القطر يمتنعون عن التحدث والعمل السياسي وهذا ما ينطبق على واقع الحال دوما و يجب أن يراعى من سلطة القطر مانح الإقامة والعراقي المقيم وانه اذا ما تجاوزت سلطات القطر العربي المعني والمانح للإقامة يكون لزاما على من هم تحت الترغيب أو الترهيب التمسك بهذا الامتناع وفي حالة عدم قبول الطرف المقابل يكون التفكير والتهيئة لمغادرة ذلك القطر العربي خيارا مطروحا.

وقال ان خيار البعث و قيادة المقاومة والتحرير هو استمرار المقاومة حتى تحقيق الاستهداف الستراتيجي بطرد الاحتلال وتحرير العراق " وهذا الاستهداف الستراتيجي يتضمن رفض العملية السياسية كأحد برامج الاحتلال المتعثرة في العراق وتدمير هياكل وشخوص السلطة واضاف ان " للأنظمة العربية المدمجة مع مخططات الاحتلال الأمنية والسياسية في العراق المحتل خيارها في ذلك وهي وحدها تتحمل تبعات ذلك الخيار لاسيما وان ما يحدث وسيحدث على أرض العراق طالما كان هناك احتلال هو استمرار وتصعيد وتنويع التقابل القتالي غير المقيد أو المحدد مع الاحتلال وبالضرورة مع سلطته" ما قال .

برهم صالح يتهم دول الجوار
وفي لندن التي يزورها حاليا قال برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي ان الهجوم على الفلوجة ألقى بأضواء جديدة على دور جيران العراق في استمرار التمرد الذي لا يهدأ من قبل الموالين السابقين لصدام حسين.

واضاف في مؤتمر صحافي ان اعتقال مساعد لم تحدد هويته لعزة ابراهيم واعتقال مؤيد احمد ياسين قائد جيش محمد وهي جماعة وصفها بأنها الجناح العسكري للحكومة البعثية السابقة وفر أبعادا جديدة حول التمرد وعلاقاته الخارجية. وأشار إلى ان الصورة تأخذ في البروز بأن الجانب الاكبر من التمرد والارهاب يأتي من رجال نظام صدام حسين السابق الذين اعادوا تجميع صفوفهم بعد الصدمة المباشرة للاطاحة بالنظام. واضاف انهم اعادوا تجميع صفوفهم بالاموال القادمة عبر الحدود وبصفة رئيسية الاموال العراقية التي اخذها بعض القادة إلى الدول المجاورة. وقال ان القادة البعثيين اقاموا مراكز قيادة وسيطرة عبر الحدود لتمويل عمليات المقاومة .

وعبر صالح عن غضبه مما وصفه بأنه اجراءات غير كافية من قبل جيران العراق في الانقضاض على مثل هذ الانشطة والسيطرة على حدوهم لوقف تسلل المقاتلين الاجانب.

وقال صالح انه على الرغم من ان الموالين لصدام يبدو الان انهم يمثلون صلب التمرد في المنطقة السنية بالعراق الا ان المقاتلين الاجانب ايضا يكثرون في الفلوجة. وأشار إلى انه كان هناك الكثير من الارهابيين الاجانب في الفلوجة... رقم يتراوح بين 800 إلى 1500 شخص... سوريون ومصريون ويمنيون وسعوديون."

منظمة تعلن اعدام قاتل رجل دين
وعلى صعيد اخر قالت جماعة مجهولة تطلق علي نفسها اسم سرايا المجاهدين انها القت القبض علي منفذ عملية اغتيال الشيخ فيضي الفيضي عضو هيئة علماء المسلمين السنية بالموصل الاسبوع الماضي.

وقال بيان للمنظمة انها نفذت اعدام كاميران عبد الستار وهو كردي بعد اعترافه باغتيال الفيضي والشيخ راجح الرمضاني وانه متورط في محاولة اغتيال الشيخ ابراهيم النعمة قبل اشهر في جامع ذياب العراقي وانه اعترف بتنفيذ جرائمه لحساب الموساد بحسب زعمها .

من ناحيته نفي الشيخ محمد بشار الفيضي الناطق باسم هيئة علماء المسلمين في العراق وشقيق الشيخ الفيضي المعلومات الواردة في البيان وشكك في صحتها منعاً للفتنة بين العراقيين.