نصر المجالي من لندن: "سلامًا إليكم أعزائي المستمعين ورحمة من الله وبركات وطابت أوقاتكم بالخير، نشرة الأخبار يقرأوها علي أسعد..."، هذه المقدمة الصباحية لنشرة أخبار الصباح في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، لن يسمعها أي متابع من الآن وصاعدًا، إذ استقال علي أسعد بل أراد لنفسه التقاعد.من قبل علي أسعد، فقدت الإذاعة العريقة أصواتًا كثيرةً، بعضها أخرسها الموت، وكانت خسارة كبيرة مثل الراحلين ماجد سرحان صاحب الصوت الهادرعلى الأثير، و هاني العربي، ومن أبقاهم الله مثلحسن أبو العلا، ومصطفى أنور ، و البدوي سالم العبادي ، و سامي حداد وحسن معوض، وجميل عازر وفيصل القاسم، وأحمد الشيخ، و حسام شبلاق هؤلاء أرادوا المنفى من بعد المنفى ملجأ لهما في دبي والدوحة مع قنوات فضائية ، ثم ماهر عثمان الذي انتقل الى الصحافة المكتوبة حيث يعمل في الزميلة (الحياة).

لهذه الإذاعة طعمًا خاصًّا ومذاقًا لدى المتابعين والمستمعين، منذ أكثر من نصف قرن من الزمان، على امتداد الساحات العربية من مشرقها إلى مغربها، فلم يكن يوحد العرب ، إلا قول "هنا لندن"، فرجالاتها الذين لم نمنحهم أوسمة منذ حسن الكرمي أكبر إذاعي عرفته الدنيا الإذاعية العربية خارجيًا عبر الأثير، مرورًا بمديحة المدفعي وإسماعيل طه وسحر قراعين وحمدي فرج الله ، وفاروق الدمرداش، وجورج مصري، وأفتيم قريطم، صاحب الرسالة الرياضية النبيلة" وأحمد شوقي الأديب الأريب الذي قضى نحبه من دون وداع، ثم نصر نصار الصحافي الذي قدم جهده للعلا ومات في حادث سير في وطنه الأصلي مصر، ولا ننسى عبلة الخماش، وليلى طنوس، وليلي مراد والراحل الكبير أكرم صالح وشهيد رصاصات القذافي محمد مصطفى رمضان، وعبد الرزاق السيد وعاهل الأدب ورايته روائيا حامل الرسالتين الطيب صالح، ورشاد رمضان و لا ننسى المخضرم مؤتمن الرزاز ولا الصاعدين في بي بي سي راهنا مثل مديرها الجديد الدكتور حسام السكري والنجم الصاعد أحمد مصطفى.

وإذ وعد الدكتور حسام السكري وهو أول عربي يتبوأ منصبصا إعلاميًّا مهمًّا في مؤسسات إعلامية بريطانية عن جدارة بإعطاء أول حديث لصحيفة عربية هي "إيلاف" عن خططه المستقبلية، فإن الحفل الوداعي لعلي أسعد الذي شارك فيه ونظمه نفر من زملائه المخلصين على رأسهم الإذاعي المعروف حسام شبلاق والمسؤول عن تحرير الأخبار عارف أحمرو ونفر من المخلصين لزميل مخلص يغادر ، جمع حشدًا من المريدين والمتابعين لإبداعات علي أسعد على مدى ربع قرن من الزمان لصالح هيئة الإذاعة البريطانية.

يشار إلى أن الإذاعي علي اسعد، عرضت عليه مهمات إعلامية على الساحة الأردنية حال عودته سواء في التلفزيون أو الإذاعة الرسميتين، وكان في صغره قبل أكثر من ثلاثين عامًا أحد نجوم المؤسستين اللتين يعود إليهما من بعد اغتراب طويل.

وكان علي اسعد، عمل قبل ارتباطه مع هيئة الإذاعة البريطانية قبل نيف وربع قرن، مذيعًا في إذاعة الأهواز الإيرانية التي كانت تبثّ باللغة العربية، ومن قبل ذلك كان المذيع الرئيس لنشرة الأخبار العربية من التلفزيون الأردني، وهو رافق القيادات الأردنية لمرات عديدة في مناسبات خارجية وداخلية، وهو إعلامي وصف بهدوء الطبع والاتزان في كل تغطياته المهنية بشهادة كثيرين من زملائه الإعلاميين ورجال السياسة عربيًّا وغربيًّا.