أسامة مهدي من لندن: اكدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية ان حوالي الف و500 صحافي من مختلف انحاء العالم سيغطون الانتخابات العراقية ولن يسمح لاي صحافي اسرائيلي بالحضور للمشاركة في التغطية فيما يصدر خلال اليومين المقبلين نظام الاقتراع وفرز التصويت الذي سيجري في 220 5 مركزاً انتخابيا تشمل حوالي 29 ألف محطة اقتراع في وقت اعلنت وزارة الدفاع عن اعتقال العشرات من المسلحين في مناطق متفرقة من البلاد بينهم شخص سعودي كما اغلقت الجسور الخمسة في مدينة الموصل تمهيدا لعمليات مواجهة مع المسلحين .

وابلغ الناطق باسم المفوضية الدكتور فريد ايار " ايلاف" في اتصال هاتفي من بغداد اليوم ان المفوضية تعمل الان لاقامة مركز اعلامي ضخم في قصر المؤتمرات داخل المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية وقال ان حوالي الف و500 صحافي سيغطون الانتخابات في هذا المركز الذي سيتوفر على طاقم ضخم من المترجمين والفنيين واجهزة الكومبيوتر وخطوط الهاتف والانترنيت والاتصال بالاقمار الصناعية . وعما اذا كان سيسمح لصحافين اسرائيليين يمثلون اجهزة اعلام الدولة العبرية بالمشاركة في تغطية مجريات عملية الانتخاب شدد ايار على ان هذا الامر غير مطروح مطلقا ولن يكون هناك اي صحافي اسرائيلي " لاننا نتعامل فقط مع الدول التي لها علاقات دبلوماسية مع العراق ونرفض وجود اي صحافي اسرائيلي " .

واضاف ان اعلان نتائج التصويت سيتم بعد اسبوع واحد من موعد اجراء الانتخابات في الثلاثين من الشهر الحالي مشيرا الى ان قانونا سيصدر هذا الاسبوع سيطلق عليه " نظام الاقتراع وفرز الاصوات" سيتضمن تعليمات حول دخول الناخبين الى مراكز الاقتراع وملء استمارات التصويت وعمليات الفرز التي ستتم يحضور ممثلين عن المفوضية والكيانات السياسية المشاركة والمراقبين الدوليين والمحليين .

وعن عدد المراقبين الخارجيين الذين سيتابعون عمليات التصويت والجهات التي يمثلونها اوضح الناطق الرسمي ان المفوضية كتبت طالبة ارسال ممثلين عنها الى كل من الامم المتحدة والمؤتمر الاسلامي والجامعة العربية والاتحاد الاوروبي ومؤسسة جيمي كارتر فاونديشن اضافة الى منظمات دولية مهتمة بعمليات الانتخاب في العالم .

واشار الى ان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات تجري باستمرار عملية اعادة تنظيم وتقييم لكافة مراكز التسجيل والاقتراع في كافة أنحاء العراق استعداداً لبدء العملية الانتخابية يوم الـــ 30 من الشهر الحالي . وقال ان هذه العملية تشمل أيضاً مراكز محافظة الانبار والموصل حيث أعيد تنظيم المراكز الخاصة بالتسجيل والاقتراع بالاضافة لمواقع المسؤولين الرئيسين فيها وذلك لضمان تمكين المواطنين في هاتين المحافظتين من الادلاء بأصواتهم .

واوضح ان عملية اعادة التقييم تجري وفقاً للمعلومات التي تصل الى المفوضية عن مصادر عدة منها منظمات المجتمع المدني وفروع الكيانات السياسية بالاضافة لمقترحات تصل من داخل تلك المراكز ايضاً .

وعلق الدكتور ايار على الشائعات التي تنتشر هذه الايام حول ما يزعم بوجود استقالات جماعية في بعض مراكز المفوضية قال انها شائعات مضخمة هدفها عرقلة العملية الديمقراطية الانتخابية في العراق وبين انه قد تحصل ان يستقيل موظف او اثنين لأسباب خاصة ولكن هذا الأمر لا يعني ابداً ان (600) موظف استقال دفعة واحدة كما اشارت احدى الفضائيات علماً بأن أية استقالة يمكن ان تعوض من خلال تعيين اشخاص اخرين .

وحول تامين العملية الانتخابية اشار ايار الى تشكيل لجنة تضم ممثلين عن المفوضية ووزارات الداخلية والدفاع والبلديات تقوم بانجاز خطة متكاملة لضمان امن الناخبين موضحا ان القوات المتعددة الجنسيات غير ممثلة في هذه اللجنة لكن وزارتي الداخلية او الدفاع يمكنهما اذا اقتضت الحاجة الاستعانة بوحدات من هذه القوات .

واعلنت وزارة الداخلية العراقية انها شكلت غرفة عمليات لضمان أمن مراكز الاقتراع والحفاظ على حياة الناخبين والمرشحين خلال العملية الانتخابية ووضعت خطة أمنية طورتها وزارة الداخلية اعتمادا على ضباط شرطة عراقيين كانوا موجودين في الخارج ولهم خبرتهم المتميزة في هذا المجال .

وتشمل الخطة حماية حوالي سبعة آلاف مركز انتخابي بقوات لن تدخل اي من هذه المراكز اذ تمنع القوانين دخول افراد القوات الأمنية اليها ولذلك ستبقى القوات محيطة بالمراكز الانتخابية ثم تشكل قوات الجيش العراقي الحزام الأمني الثاني لهذه المراكز متوزعة بشكل يحكم السيطرة الأمنية حولها اما القوات المتعددة الجنسيات فستكون الحزام الأمني الثالث حيث ستتوزع على مفترقات الطرق والساحات العامة لمنع تسلل أي سيارة قد تكون مفخخة او مسلحين الى المراكز . وستبدا عمليات حماية المراكز الانتخابية قبل يوم اجراء الانتخابات كما سيجري فحص هذه المراكز للتأكد من خلوها من اية متفجرات او اسلحة .

الى ذلك ستعلن الحكومة البريطانية خلال الاسبوع الحالي عن ارسال 650 عسكريا الى العراق لمراقبة سير الانتخابات . وقالت مصادر بريطانية ان هذا القرار الذي يشكل مجازفة سياسية لبلير يقضي بارسال 650 رجلا ممن يتمركزون عادة في قبرص الى العراق حيث يحتمل ان يتصاعد العنف.

واضافت ان الحكومة يمكن ان تعلن نشر هؤلاء العسكريين اليوم الاثنين في مجلس العموم الذي سيستأنف جلساته بعد عطلة الاعياد . ومع ان هؤلاء الجنود سيتمركزون في جنوب العراق الهادئ نسبيا حيث ينتشر هناك 8500 عسكري بريطاني واشارت الى امكانية نقلهم اذا اقتضى الامر الى مناطق اكثر خطورة مثل بغداد. واعتبر ضابط بريطاني كبير ان الامر سيكون صعبا، وللاسف يمكننا توقع سقوط ضحايا .

ومن جهة اخرى القت قوات من الجيش العراقي القبض على العشرات من المسلحين وصادرات كميات كبيرة من الاسلحة .

وقال بيان لوزراة الدفاع ارسل الى " ايلاف" اليوم ان قواتها اعتقلت (4) ارهابيين في محافظة الموصل وكان احدهم يحمل الجنسية السعودية و يدعى (عبد الله حسين علي) وقد وجد بحوزته منشورات تحث على الارهاب كما قامت قوة اخرى من الجيش العراقي في مدينة الموصل و المتواجدة في مركز شرطة سومر بتفتيش جامع سومر والقت القبض على (5) اشخاص مشتبه بهم .

وفي منطقة المشتل في بغداد القت قوة من الجيش العراقي القبض على (27) ارهابياً و صادرت كمية من الاسلحة كانت بحوزتهم . اما في منطقة القرغول وسيد عبد الله ، فقد بلغ عدد الذين القي القبض عليهم من قبل الجيش العراقي (32) ارهابياً خلا فترة اليومين الماضيين.

واشار الى انه في حملة تفتيش كانت تقوم بها قوة من الجيش العراقي في منطقة المحمودية جنوب بغداد عثرت هذه القوة على (15) هاون 60 ملم و (16) رشاشة BKC و (74) صاروخ قاذفة و (200) قنبرة هاون و (7) RBG7 .

وفي نفس السياق القت قوة اخرى من الجيش العراقي القبض على (79) مشتبهاً به في منطقة منصورية الجبل و استولت على كميات من الاسلحة الخفيفة و الثقيلة و كميات كبيرة من الذخائر . كما تم اعتقال (محمد الجنابي) قائد الارهابيين في منطقة البوعيثه على ايدي عناصر من الجيش العراقي .

وعلى الصعيد نفسه اغتال مسلحون اليوم نائب قائد شرطة بغداد خارج منزله كما قُتل ثلاثة عراقيين في هجوم انتحاري بسيارة شرطة ملغومة عند مركز للشرطة .

وقال مصدر في الشرطة أن العميد عامر نايف قتل بالرصاص مع ابنه أثناء مغادرتهما منزل العائلة في منطقة الدورة بجنوب العاصمة العراقية بغداد. واضاف ان الانفجار الكبير الذي وقع عند مركز للشرطة في منطقة الزعفرانية الجنوبية أسفر أيضا عن إصابة ضباط من الشرطة مشيرا الى إمكانية ارتفاع عدد القتلى.

وقبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات العراقية صعد المسلحون من أعمال العنف لتعطيل أول انتخابات تجرى في البلاد منذ الاطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين في نيسان (ابريل) عام 2003 .

واغلقت منذ فجر اليوم الاثنين الى اجل غير مسمى الجسور الخمسة على نهر دجلة التي تربط بين جزئي الموصل (370 كلم شمال بغداد) وذلك غداة ارسال تعزيزات اميركية الى المدينة.
واغلقت قوات من الحرس الوطني وقوات اميركية الجسور في الموصل ابتداء من فجر هذا اليوم وتمنع مرور السيارات بالاضافة الى المارة فيما شوهد انتشار كثيف لنقاط التفتيش والحواجز في اجزاء واسعة من المدينة.

ففي منطقة الفيصلية والجزائر وسط المدينة وضعت القوات الاميركية نقاط تفتيش فيما قام عناصر من الحرس الوطني العراقي بوضع حواجز تفتيش في مناطق الحدباء والعربي (شمال) والمثنى والمصارف (وسط).

وقامت قوات اميركية بتطويق المنطقة الصناعية المسماة بوادي عكاب غربي المدينة بالاضافة الى منطقة شارع بغداد في الموصل الجديدة فيما انتشرت قوات التدخل السريع (المغاوير) في اجزاء عديدة من المدينة. وبدت الاسواق الرئيسية في المدينة مقفلة.

ووقع تبادل لاطلاق النار وسماع دوي العديد من الانفجارات القوية في المدينة طيلة الليلة الماضية حتى صباح اليوم واكد المسؤولون في مستشفي مدينة الطب والموصل العام اللذان يعدان من اكبر مستشفيات المدينة انهما لم يستقبلا اي اصابات.

وكان رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي اعلن الاربعاء الماضي انه ليس هناك اي خطط للقيام بعملية عسكرية واسعة في مدينة الموصل . وتشهد الموصل منذ نحو شهرين تصعيدا كبيرا في العمليات العسكرية التي تستهدف القوات الاميركية وقوات الحرس الوطني العراقية.
ويأتي هذا الانتشار بعد اسبوع واحد فقط من الاعلان عن وصول وحدة من الجنود الاميركيين الى المدينة لتعزيز الامن في هذه المدينة التي تشهد اعمال عنف قبل الانتخابات كما جاء في بيان للجيش الاميركي الذي اوضح ايضا ان جنودا من فرقة المدفعية 25 والقوة 81 وصلوا الى الموصل الاثنين "لتعزيز الامن والاستقرار تمهيدا للانتخابات واضاف ان قوة من اللواء السادس لفرق الكوماندوس في القوات الخاصة في الشرطة العراقية ارسلت ايضا الى الموصل.