تزامن انعقاد (ملتقي السليمانية ـ ديدارى سليماني ـ &Sulaimani Forum) هذه السنة مع الذكرى السنوية &للإبادة الجماعية في حلبجة, &وقصفها بالأسلحة الكيماوية من نوع (الخردل والسيانيد وغاز الأعصاب والفسفور) من قبل النظام البعثي البائد وبالتحديد في يوم 16/3/1988, والتي خلفت اكثر من خمسة آلاف شهيد واصابت الآلاف منهم بعوق وأمراض مستعصية ومزمنة نتيجة تاثير السموم التي امطرت عليهم في ربيع 1988 قبل (عيد نوروز) ... عيد الحرية وانتصار الخير والعدل والسلام ... اضافة الى تدمير المدينة من جميع نواحيها الحياتية والطبيعية...

ففي شهر اذار من كل سنة ينعقد( ملتقى السليمانية) &وباشرف معهد الدراسات الإقليمية والدولية في الجامعة الامريكية, ويشارك فيه العديد من الشخصيات السياسية الكردية والعربية والعالمية البارزة لمناقشة اوضاع العراق واقليم كردستان والمنطقة بشكل عام . &
وهنا لا اريد ان اتطرق الى اجتماعات الملتقى التي جرى فيها مناقشة الاوضاع والظروف الاقتصادية والسياسية والقضائية في العراق وبلدان الشرق الاوسط , والاسباب التي اددت الى ظهور داعش في العراق والشام &, و اوضاع العراق والمنطقة ما بعد داعش فضلا عن التحركات الاقليمية وحروب الوكالة والازمة الانسانية المصاحبة للحروب وتبعاتها , &ومواضيع مهمة اخرى طرحت في الملتقى , بقدر ما اريد ان اقول بان بدل التراشق وتبادل التهم بين (رئيس حكومة اقليم كردستان ورئيس البرلمان) , كان الاجدر على &رئيس حكومة الإقليم ورئيس البرلمان ان يعلنوا امام الجميع ويعاهدوا اهالي حلبجة والشهداء وفي الذكرى السنوية لقصف مدينتهم المنكوبة بالسموم القاتلة , يعلنوا ﻧﺒﺬ الحلافات الداخلية والحفاظ على تماسك الائتلاف والعمل الجاد من اجل الوطن والشعب , ويتفقوا على تفعيل البرلمان والمؤسسات الشرعية الاخرى في كردستان، ويقوموا بزيارة ميدانية وثنائية لاهالي حلبجة هذه المدينة المغدورة و التي اهتز لها ضمير العالم والانسانية في ذكراها السنوية المؤلمة ....&
نعم ...كان يتطلب على البارزاني كرئيس حكومة الاقليم, &ان يناقش أسباب الأزمة الاقتصادية الخطيرة ، التي يمر بها الإقليم وسبل معالجتها بدل ان يستفز الجانب الاخر ويضع اللوم عليه وينبش في جراح لم تندمل بعد... !!
نعم لم يكن من الضروري اطلاقأ ما طرحه رئيس &حكومة الإقليم السيد نيجيرفان بارزاني خلال كلمته وامام اكثر من 700 شخصية عراقية وعربية ودولية منها: &المبعوث الاممي للعراق ( يان كوبيتش) والامين العام السابق للجامعة العربية (عمرو موسى) &وعشرات الشخصيات الدولية.. لم يكن من الضروري اطلاقأ ما طرحه رئيس &حكومة الإقليم والذي زاد الطين بِلَّة – بكسر الباء , والذي قال : ان حب طرف لكسر هيبة طرف اخر وفرض ارادته ، كان سببا في فرط العقد السياسي في كردستان، والوصول الى هذا الوضع السيء، واوقع المواطن الكردستاني والمؤسسات في كردستان في وضع اسوء، وقد حاولنا جاهدين ان لاتصل الامور الى ما ألت اليه بين السيء والاسوأ، ولكن ورغم كل شيء حدث السيء....)&
اما كلمة رئيس البرلمان فجاءت مكملة للرد على كلمة السيد بارزاني &, حيث بين خلال كلمته المقتضبة &حجم وعمق المشكال بين ( الاخوة الاعداء ) & والذي قال نصأ : ( لايستطيع الشخص الجاهل ان يحكم أو يقوم بالاصلاح ) , وعليه حاول كل من السيد (هيمن هورامي وسيروان بارزاني) &، الرد على كلمة (يوسف محمد) &رئيس برلمان كردستان، الا ان الدكتور (برهم صالح) &تدخل و لم يسمح لهما بذلك , والحق يقال ,لو لم يتدخل السيد (برهم صالح ) &ويمنع قياديين من الحزب الديمقراطي من الرد على رئيس برلمان كردستان &لتحول الملتقي إلى حلبة المصارعة بين ( الاخوة الاعداء ) ...
رغم طغيان الحديث السياسي واحداثه التفصيلية في اهتمامات المواطنيين اليومية الا ان شعب كردستان واهالي حلبجة تحديدا لايهمهم ما قال الحاضرون في الملتقى &, لانهم سئموا من الاجتماعات والندوات والمؤتمرات والوعود الزائفة &و الخلافات والصراعات الداخلية والحزبية المقيتة بين ( الاخوة الاعداء ) , والتي تتفاقم يوم بعد يوم بالرغم من الجهود المبذولة من قبل الاصدقاء والحلفاء لضرورة الانتهاء من القضايا الخلافية بين الكتل والاحزاب الكردستانية وباسرع وقت وتحقيق الوحدة والسلام الكامل اللذين لا غنى عنهما لمواجهة الاوضاع الاقتصادية المزرية والسياسية المستجدة والتحديات الخطيرة .......&
& أقول مخلصأ .... كان من الضروري جدا ان يتم تطبيع العلاقات بين الطرفين ( الديمقراطي الكردستاني والتغيير ) اضافة الى &انهاء المشاكل الداخلية للاقليم ( الخلافات الكردية الكردية ) &قبل عقد ملتقي السليمانية , وقبل طلب حل الخلافات &والتقارب بين (اربيل وبغداد) , &لان ليس من المعقول ان نكون مشتتين ومتصارعين ومتحاربين ومتسلطين على رقاب بعضنا البعض في الإقليم &,ونطلب التقارب والتطبيع والوحدة مع &بغداد ؟&
ان ملتقي &السليمانية اثبت من جديد إن العمل الكردي المشترك سيظل قدره الفشل ، ما لم يكن نابعا من إرادة الشعب وعاكسا لرغبته وطموحاته, بعيدا عن (الوصاية الحزبية المقيتة ) &و التي أثبتت على مدى العقود الماضية أنها قصيرة النظر وأن ما يهمها هو كرسي الحكم وليس مصلحة الشعب …&
ان ( ملتقى السليمانية )ليس فقط &ادى إلى تشويش على الكثير من المفاهيم &الوحدة الوطنية , بل عقّد وعمق المشاكل الموجودة بين (الاخوة الاعداء ) , بدل العمل على حلها وعدم تكرار حدوثها ، كما (أعمى العيون بدل أن يكحلها ) ...
اختتم مقالتي بمقولة كردية شعبية في هذا الجانب قد تختصر كل المعاني وهي : ( لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ًمن جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس) .......
&