واستمر السيد (شيروان) بحماس في طرح أسئلته وقال: 
السؤال الاهم يا صاحبي هو: لماذا انتم وحدكم في الشارع؟ اين الاحزاب والحركات التي تحمل برامج يسارية تقدمية وتدعي بانها تدافع عن مصالح الشغيلة والفقراء والمهمشين و تناضل من أجل العدالة والمساواة وحقوق الإنسان و إرساء دولة القانون؟ اين دور ومشاركة منظمات المجتمع المدني في تنمية المجتمع؟ اين هي منظمان حقوق الانسان من انتهاكات حقوق الانسان في الإقليم؟ 
استمر البائع في حديثه قائلا: اسمع يا صاحبي نحن اليوم بامس الحاجة الى من يقود المجتمع، بحاجة الى من يدافع عن مصالح الفقراء والمهمشين داخل المجتمع، بحاجة الى من يرفع راية الحرية و المساواة والعدالة الاجتماعية وان يعمل على ارض الواقع لتغيير المجتمع و لتوعية الناس وتمكينهم من رؤية الخيارات الصحيحة التي ستغير حياتهم نحو الافضل، فللاسف كل ما نسمعه اليوم هو مجرد ( كلام وناقشات فارغة ) دون الرغبة الحقيقية للتغيير والاصلاح والنزول الى الشارع لأقناع الناس البسطاء بانهم القوى البديلة للاحزاب الفاسدة.
حاولت ان اقاطعه بحديثي, فقال لي ارجوك دعني أكمل حديثي من فضلك، ثم اطلق تنهيدة حارة وجلس على الرصيف وقال: 
ان أصل الازمة الاقتصادية والمالية التي يعاني منها الإقليم حاليا وجذورها الرئيسة هي اكبر بكثير من (الادخار الاجباري وتاخير الرواتب وتطبيق سياسة التقشف. 
الازمة الحقيقية اليوم تكمن في التمايز الاجتماعية واللامساواة وانعدام العدالة الاجتماعية، وخاصة بعد ان ضيعت الحكومة حقوق الشعب ونهبت قوته وأمواله.... نعم...الازمة الحقيقية تكمن في ثراء الاحزاب المتنفذة وفقر الشعب.
صمت السيد شيروان لحظات التقط خلالها نفسا عميقا ثم قال: باختصار شديد ان حكومتنا الرشيدة تطبق مقولة الكاتب والصحفي المصري الكبير الراحل جلال عامر: 
إذا أردت أن تضيع شعباً اشغله بغياب الأنبوبة وغياب البنزين، ثم غيِّب عقله واخلط السياسة بالاقتصاد بالدين بالرياضة )، في الوقت الذي كان عليها أن تقوم بحماية المواطنين وحرياتهم وقناعاتهم الفكرية.
وعليه يجب ان نسأل انفسنا ما الذي قدمناه لبناء الإقليم (بناء البشر قبل بناء الحجر ) منذ استقلاله الضمني عن بغداد، قبل نحو 25 عام؟ هذا هو السؤال الذي ينبغي على المواطن الكردستاني ان يفكر به، لان الأسوأ قادم لامحال؟ 
اخيرا...شكرت البائع على حديثه وصراحته وقبل ان اتركه قلت له: تخيل معي ( لو ) كنت رئيس حكومة الإقليم او وزير الثروات الطبيعية، لكنا نعيش اليوم كالملوك وننعم فى رفاهية تفوق بكثير ما كنا نحلم به، اضافة الى ذالك كنا نصدر الكثير من خيرات ارضنا الطيبة المعطاه الى جميع انحاء العالم.
وضع السيد شيروان يده على كتفي وقال مبتسمأ: ياويلي من كلمة ( لو).