مرة اخرى تكالبت قوى البغي والشر والعدوان والاستعمار الاستيطاني العراقي الايراني التركي وبضوء اخضر من امريكا التي تدعي زورا وبهتانا دفاعها عن الديموقراطية وحقوق الانسان لوأد القضية الوطنية الكوردستانية وحرمان شعب كوردستان من حقه المشروع في اقامة دولته الحرة فقد اجتاحت القوى المسلحة العراقية الايرانية كوردستان وقلبها النابض كركوك امام انظار العالم لتعيد فرض الوحدة القسرية الاجبارية العنصرية الكريهة بالقوة بدلا من احترام ارادة شعب كوردستان الذي خرج في تضاهرة سلمية ديمقراطية ليختار الاستقلال بنسبة (93%)
لقد كان ولايزال من الممكن احترام هذه الارادة لوضع اسس سليمة لبناء شرق اوسط ينعم بالامن والاستقرار والتعاون المثمر فتجاهل حقوق هذه الملايين الكوردستانية والتنكر الصارخ لها واللجوء الى العنف والقوة، كان سابقا وسيؤدي لاحقا الى المزيد من الدماء والدمار وعدم الاستقرار في عموم منطقة الشرق الاوسط وسيعيق اي تطور طبيعي فيها نحو بناء مجتمعات ديموقراطية مسالمة كما سيوفر الارضية اللازمة لنشوء حركات راديكالية جديدة فقد اثبتت احداث قرن من الزمان على ان محاولات اخماد لهيب الحرية في جبال كوردستان فشلت فشلا ذريعا في تحقيق اهدافها العنصرية القذرة وكلفت شعوب المنطقة ايضا ثمنا باهضا وانه لا سبيل لبناء الامن والاستقرار في المنطقة الا من خلال الاعتراف بحقوق شعب كوردستان واذا كانت الجرائم المقترفة بحقه قد استطاعت ان تعيق نضاله الوطني لفترة محدودة من الزمن فالاستفتاء الشعبي العام في كوردستان اثبت لكل الاطراف عقم محاولاتهم الرامية لصهر الشعب الكوردي في بوتقة العنصرية
اللذين يعتقدون انهم استطاعوا مرة اخرى القضاء على الحركة الوطنية الكوردستانية يعيدون تكرار نفس الاخطاء والجرائم التاريخية السابقة دون ان يحققوا ولو خطوة واحدة على طريق الغاء شعب كوردستان من على خارطة المنطقة ووجدانها وتراثها الحضاري ولا في انهاء هذه الحركة الانسانية الديموقراطية المشروعة ولم يحققوا اي انجاز لصالح شعوبهم الغارقة في التخلف والازمات والمشاكل البنيوية المستعصية
من المؤكد ومع التطورات والاحداث المتلاحقة التي تعيشها منطقة الشرق الاوسط والصراع الجاري بين القوى الاقليمية والدولية فان الحركة الوطنية الكوردستانية ستجد العديد من الاصدقاء وستستمر بقوة وتبتكر اساليب نضالية جديدة في الكفاح من اجل الحرية واغلب الضن ان سعادة وفرحة قوى الاستعمار الاستيطاني وعملائهم الخونة لن يطول كثيرا وستثبت الاحداث قريبا انه لا سلام ولا استقرار في منطقة الشرق الاوسط دون الاعتراف بحق الشعب الكوردي في الحرية واقامة دولته المستقلة كوردستان.

[email protected]