لندن: أفادت تقارير بأن القيادة السياسة والعسكرية في اسرائيل خلصت الى ان حرباً أخرى مع حزب الله في لبنان أصبحت مرجحة بصورة متزايدة رغم انها ستكون أخطر واشد فتكاً من حرب 2006.

ولاحظ مراقبون ان حدة التوتر تصاعدت على حدود اسرائيل الشمالية مع سوريا ولبنان في الأشهر الأخيرة بعدما أدركت القيادة الاسرائيلية ان حساباتها بالرهان على إنهاك حزب الله في نزاع مديد يغوص الحزب في مستنقعه الى جانب نظام بشار الأسد كانت حسابات خاطئة بعد ان تحول مجرى الحرب لصالح النظام السوري بأسرع مما كانت تتوقع اسرائيل. 

بدلا من ذلك يخرج حزب الله المدعوم ايرانياً من حرب سوريا قوة متمرسة في قتال الشوارع والحرب التقليدية على السواء وأعادت ايران رفد ترسانته بالصواريخ رغم عشرات الضربات الجوية الاسرائيلية التي استهدفت قوافل امداداته ومستودعاته. وفي هذا الاطار تأتي تهديدات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن اسرائيل ستتدخل لمنع أي جماعات مدعومة ايرانياً من تعزيز مواقعها على حدود اسرائيل الشمالية.

وتحدث قادة عسكريون وسياسيون اسرائيليون بالتفصيل عن شكل الحرب المقبلة حتى ان قائد سلاح الجو الاسرائيلي السابق الجنرال عامير ايشيل اشار الى ان لبنان سيتعرض الى قصف جوي مكثف في الأيام الأولى من الحملة متوقعاً وقوع خسائر كبيرة في الأرواح بين المدنيين نظراً لتمركز عناصر حزب الله واسلحته الثقيلة في مناطق سكنية. 

واعلن الجنرال ايشيل قبيل انتهاء مهام عمله "إذا اندلعت حرب في الساحة الشمالية علينا ان نتحرك بكل قوة من البداية وما كان بمقدورنا ان نفعله في 34 يوماً خلال حرب لبنان الثانية نستطيع الآن أن نحققه في 48 الى 60 ساعة". واضاف "ان نمو قوتنا لم يكن خطياً".

وحذر وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان في اكتوبر الماضي من ان اسرائيل ستنظر الى الجيش اللبناني على انه عدو الى جانب حزب الله متهماً الجيش اللبناني بأنه فقد استقلاله وأصبح جزء من شبكة حزب الله.

وأعلن ليبرمان "إذا اندلعت الحرب فعلينا ان ننطلق بكل قوتنا من البداية".

من جهة أخرى قال رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية هيرتسل هاليفي العام الماضي ان أي حرب مع حزب الله على حدود اسرائيل الشمالية "لن تكون بسيطة أو سهلة".

ويقدر خبراء ان لدى حزب الله الآن نحو 20 الف مقاتل متفرغ ومدَرَّب تدريباً عالياً و25 الف احتياط وزهاء 100 الف صاروخ وقذيفة صاروخية.

وتشير المناورات العسكرية الواسعة التي اجرتها اسرائيل في اطار التحضير لنزاع مرجَّح مع حزب الله الى ان أي حرب جديدة ستكون مختلفة تماماً عن الحرب السابقة باطلاق 1500 الى 2000 صاروخ في اليوم. وتتحسب اسرائيل حتى لمحاولة تغلغل مقاتلي حزب الله عبر الحدود لاستهداف مستوطنات داخل اسرائيل. 

ثم هناك السؤال الأوسع عما إذا كان بالامكان احتواء حرب محدودة دون جر اطراف أخرى اليها. وكان ديمتري ادامسكي استاذ الدبلوماسية والاستراتيجية في مركز الدراسات المتعددة في مدينة هرتسليا الاسرائيلية كتب في مجلة فورين أفيرز قائلا "ان المخططين الاستراتيجيين الاسرائيليين لا يضعون احتمال الحرب مع حزب الله موضع تساؤل لكنهم يتساؤلون كيف سيكون رد فعل روسيا ، رفيقة ايران وحزب الله في السلاح في سوريا ، على نزاع كهذا".

 

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط التالي

https://www.theguardian.com/world/2017/nov/11/israel-leadership-talks-up-another-war-with-hezbollah-lebanon