يوم حزين حلت فيه ساعة إجابة ، ككل يوم جمعة مبارك ينعم الله فيه علي عباده بها ، كما أكد لهم رسولهم صلي الله عليه وسلم.

المصلون مصلون اطهار تجمعوا في بيت من بيون الله يذكرونه ويسبحونه كثيراً ويحمدوه بكرة واصيلاً ـ ويسألونه الستر والعفو والعافية ، قلة منهم ربما سألته حسن الخاتمة والفوز بالنظر إلي وجهه الكريم ..

مصلون سمعوا النداء فلبوا مقبلين علي الصلاة شاهدين لله بالألوهية والتفرد بالعبادة ولرسولة بالنبوة وتمام الرسالة وإبلاغ الامانة ..

مصلون اصطحبوا ابنائهم واحفادهم وذويهم لكي يكون في الصف خلف الإمام كتفاً إلي كتف ، فإستشهدوا جنباً إلي جنب ..

المصلي ..

كانوا يطلقون عليه مسجد الروضة ، وتحول بين لمحة عين وانتباهتها إلي مسجد روضة الشهداء ..

كان صرحاً إسلامياً خالصاً لوجه الله ، وأصبح ملتقاً لكل من أسلم وجهه لله وهو شهيد ..

كان محراباً للتصوف والفناء في ذكر الله .. وتحول إلي ملاذاً للأرواح .. وشاهدا علي فظاعة الفعل الإرهابي في ابشع صوره .. وتغير وجهه من مركز للتوحيد إلي سجل يضم داخله وخارجه العديد من علامات الإشراك بالله والإنكار لسماحة لدين الإسلامي والدهس المتعمد لسنن نبيه العظيم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ..

المكان ..

" بئر سبع " قرية آمنة مطمأنة ، تسودها المحبة وأواصر القربي ووشائج الأصالة .. لكن فجأة وتحت جنح الظلام والإظلام ، جاءتها جحافل الشر والإرهاب متخفية في زي الإنسان .. عاش شياطين الأنس والجن بين ظهراني اهلها بضعة ايام .. يأكلون من مأكلهم ويشربون من آبارهم ، ويحيونهم بتحية الإسلام .. ويضمرون لهم الغل و الغدر ويخططون لجريمة إستحت منه الأبالسه ..

الشياطين لا تصلي لله .. ولا تعترف بدين ولا برسالات ولا بملائكة ولا بيوم نشور ولا بحساب وعقاب .. ولا تعرف قبلة المسلمين التى ىصلون إليها ، ولكنها تعرف كيف يستخدمون الفتل والترويع لقتلهم عندما يتوجهون إليها في يوم جمعتهم ..

إسالة الدماء وإزهاق الأرواح مطمعها في الحياة الدنيا ..

القتلة الإرهابيون التكفيرون ..

هم من فئة خوارج هذا الزمن ، المنكرون لقواعد الدين الإسلامي الحينف .. وقيادة كوادرها المارقة المتعدية للشرع الإسلامي القويم والسنن النبوية المظهرة .. وهؤلاء الذين يمدونهم بالمال والعتاد من قوي اقليمية وعالمية لتقويض الدين الإسلامي

والنيل من شريعته الغراء وسنة نبيه الكريم الراسخة .. وعقولهم الإرهابية التى تزين لهم ظلماً وعدواناً أن القربي إلي الله تبدأ بقتل الأبرياء وحماة الأوطان وسفك دماء المخالفين لهم وتنتهي بالصلاة خلف سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ..

كل هؤلاء ..

لن يرهبوا الشعب المصري .. ولن يكسروا ظهر ابنائه .. ولن يفرقوا بين مؤسساته الأمنية وقواته المسلحة ونسيج شعبه المتماسك منذ ألآف السنين .. ولن يشغلوا الدولة المصرية عن اهدافها العليا ومصالحها الوطنية ..

كل هؤلاء سيذهبون إلي بأس القرار .. وسبقي شعب مصر رافعاً لراية التوحيد الوسطية ساعياً إلي الإنماء والتطوير ، ما وجد إلي ذلك سبيلا ..

هذه العلاقة الوطيدة بين مؤسسات الدولة المصرية وابناء شعبها هي المستهدفة .. والسعي إلي فصمها لن يتوقف والعمل علي اثارة الفتن سيتواصل بلا هوادة ..

وفي مقابله ..

لا بد ان يتوافق الكل .. مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والأحزاب السياسية والجمعيات الحقوقية والناشطون السياسيون ، علي ضرورة العمل معا من اجل ان يصبح المواطن ومجتمعه المدني قوة موازية لمؤسساته الأمنية والعسكرية ..

إذ ، ليس بالعمل الأمني والعسكري وحده يواجه الإرهاب ويتصدي الوطن للقتلة وسفاكي الدماء ..

وليس بالمواجهات النخبوية والتثقيفية ودردشات الصالونات والغرف الإعلامية المغلقة والحديث للنفس ، تتراجع وتتوقف خطط القتل وسفك الدماء ..

علينا ان نتكاتف جميعاً معاً من اجل البدء فوراً في توسيع دور المجتمع المدني في كشف هؤلاء القتلة قبل لان يصلوا إلي اهدافهم .. لا بد من وضع نهاية حاسمة وقانونية للخوف الفردي من الشك في المشتبه فيهم وآثاره الجانبية .. لا بد من القضاء علي مقولة ان استباق الإبلاغ عن الخطر او التحذير منه " فتنة " .. لا بد من إجتثاث بقايا الخصومة من النفس وإستبدالها بحتمية الدفاع عن الوطن ..

لا بد من اعطاء المواطن الدور المنوط به للمشاركة الفعالة في حماية مجتمعه ، وفق الشعار الذي يقول " ان الحياة لنا جميعا فوق ارض مصر " .. علينا ان نبدأ بتوفير اطر التعريف بالتوعية المجتمعية .. وأن نطرح بلا تحفظ اساسيات التعاون المجتمعي للدفاع عن الحق في الحياة الأمنة والمستقرة ..

هذا هو السبيل الأكثر قوة لكي يحافظ الشعب المصري علي متانة العلاقة بينه وبين مؤسسات دولته كلها وفي مقدمتها المؤسسات الأمنية والعسكرية .. لأن تفكيك أواصر هذه العلاقة وتفتيتها ، هي التى يضعها الإرهابيةن والقتلة والتفكيريين هدفاً لنقلها من حالة الصلابة والمتانة إلي الحالة الرخوية القابلة للذوبان ..

[email protected]