أسامة مهدي: فيما اكدت رئيسة الوزراء البريطانية التزام بلادها بدعم القدرات الدفاعية والامنية للعراق، فقد اعلنت عن تخصيص 90 مليون جنيه استرليني لمكافحة الارهاب واعادة الاعمار ودعم الاصلاحات في هذا البلد وتدريب ضباطه في الاكاديميات العسكرية البريطانية.

وكشفت السفارة البريطانية في بغداد اليوم ان رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قد اكدت خلال مباحثاتها في بغداد امس التزام المملكة المتحدة بدعم العراق للتصدي لتهديد تنظيم داعش وزيادة التعاون الثنائي لمكافحة الإرهاب.

واضافت ان ماي شددت ايضا أن المملكة المتحدة ملتزمة بدعم الدفاع والأمن العراقي من خلال توفير تدريب لضباط عراقين بما في ذلك أماكن للطلاب العراقيين في دورات رفيعة المستوى في المملكة المتحدة في الكليات العسكرية وأكاديمية الدفاع، موضحة ان فرق التدريب البريطانية مستمرة في تدريب وتطوير المدربين العراقيين ودعمهم في تقديم دورات حول مواضيع مثل مكافحة العبوات الناسفة، والطبابة العسكرية، والتخطيط العسكري، والخدمات اللوجستية، وحماية القوة.

ماي التزمت بثلاثة تعهدات لمواجهة "داعش"

واضافت السفارة ان ماي قالت في حديثها الى القوات البريطانية فى العراق "إن نجاحنا العسكري ضد داعش يعني أنهم يفقدون سيطرتهم على الاراضي والموارد بصورة متسارعة، ولكن خلال وقت نجاحنا العسكري أصبحت داعش أكثر انتشارا وعضوية وشبكية".

واشارت الى ان رئيسة الوزراء قد التزمت في بغداد بثلاثة تعهدات محددة لمواجهة تهديدات داعش المختلفة وإدارة مخاطر عودة المقاتلين الأجانب العائدين إلى أوروبا اولها "تعميق علاقتنا بمكافحة الإرهاب مع العراق ، بحيث ستستثمر المملكة المتحدة 10 ملايين جنيه استرليني على مدى السنوات الثلاث المقبلة لبناء قدرة العراق على مكافحة الإرهاب لمواجهة التهديد الجديد وهذا يعني المزيد من الاشخاص العاملين مع وكالات مكافحة الإرهاب التابعة للحكومة العراقية ونشر موارد فرض القانون لتطوير مسارات قضائية فعالة وسيدعم ذلك الجهود الرامية إلى اكتشاف التهديدات الإرهابية التي يتعرض لها العراق والرد عليها، وبالشراكة مع قوات الأمن العراقية".

مواجهة انتشار المقاتلين

واوضحت السفارة في بيانها الصحافي الذي نقلته الوكالة الوطنية العراقية للانباء واطلعت "إيلاف" عليه ان ماي التزمت ايضا "بتكثيف العمل مع الشركاء في المنطقة لتطوير البنى التحتية الحدودية، وقوائم المُلاحقين، والقدرات البيومترية، لمواجهة انتشار المقاتلين الاجانب وسيساعد ذلك على ضمان التعرف على المقاتلين الأجانب وإيقافهم وتعطيلهم قبل أن يضروا الناس ومن ثم يمكننا إدارة موضوع عودة النساء والأطفال بصورة فاعلة.

وقالت كذلك "سنبذل المزيد من الجهد للتصدي لإساءة استخدام الانترنيت من قبل الإرهاب" مؤكدة ما قالته مؤخرا في الجمعية العامة للأمم المتحدة مع الرئيس الفرنسي ماكرون، رئيس الوزراء الايطالي جنتيلوني و70 دولة أخرى بضرورة ان تكون شركات الاتصالات الكبرى على مستوى المسؤولية، وإزالة المحتوى الارهابي في غضون ياعة او اثنتين من بعد نشرها حيث بدأت الشركات فعلا في الأستجابة بقيادة منتدى الإنترنت العالمي لمكافحة الإرهاب ولكنها بحاجة إلى الذهاب ابعد وان تكون أسرع في تحديد المحتوى وإزالته وفي النهاية منعه من النشر على الانترنت في المقام الأول.

ماي التقت بقوات بلادها في بغداد

واوضحت السفارة انه "كجزء من وجودها في بغداد فقد زارت رئيسة الوزراء القوات البريطانية وقوات التحالف والقوات العراقية في معسكر التاجي شمال شرق بغداد وهنأتهم على نجاح الحملة ضد داعش حيث يوجد 77 جنديا بريطانيا في هذا المعسكر وقد أتيحت لها الفرصة لرؤيتهم هناك جنبا إلى جنب مع نظرائهم من العراقيين والتحالف .
وقالت رئيسة الوزراء البريطانية متحدثةً من ارض العراق "لقد أدت قدرة داعش على نشر الاشاعات بسرعة إلى جذب الإرهابيين إلى العراق وسوريا من جميع أنحاء العالم، مما أدى الى موت آلاف عديدة من الأبرياء وتدمير البنى التحتية العراقية".

واوضحت "ان النجاح العسكري ضد داعش يعني أن داعش تفقد بشكل متنامي السيطرة على الأراضي والموارد والسكان التي سمحت لهم بأن يكونوا تهديدا استثنائيا للعراق والمنطقة وأوروبا كذلك.

وأضافت ماي "لكننا توقعنا دائما ان يتطور التهديد الذي تشكله داعش وفي وقت نجاحنا العسكري أصبحت داعش أكثر تشتتا وعضوية وشبكية"، مؤكدة "ان المملكة المتحدة ليست ملتزمة فقط بهزيمة داعش عسكريا بل أيضا التصدي لتشتت المقاتلين الأجانب من العراق وسوريا ".

50 مليون جنيه لاعادة الاعمار و30 مليون لدعم الاصلاحات

وكانت ماي قد تعهدت خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي امس بتخصيص 50 مليون جنيه إسترليني "حوالي 65 مليون دولارأميركي" لدعم العراق في مشاريع اعادة اعمار البنى التحتية واعادة الاستقرار في العراق. واشارت الى ان بلادها تعمل على تامين 20 مليون جنيه إسترليني (26 مليون دولار أميركي) لدعم حقوق الانسان وتقديم الخدمات في السنوات المقبلة كما تعمل على تامين 30 مليون جنيه أخرى (39 مليون دولار أمريكي) لدعم برامج اعادة الاستقرار ودعم الاصلاحات في العراق.

دعوة اقليم كردستان لاحترام وحدة العراق

وشددت على دعمها لوحدة العراق داعية إقليم كردستان الى احترام عراق موحد وتشجيع الحوار مع لحل الازمة الحالية. وقالت ان "المملكة المتحدة دعمت وستدعم العراق ضمن التحالف الدولي كشريك امني طالما احتاجت بغداد ذلك لبسط السلام في المنطقة ولبناء عراق موحد وجامع".

وشددت ماي على أن "بريطانيا تريد رؤية حل سياسي لا يوفر أرضية آمنة لداعش في سوريا والعراق".

من جهته قال العبادي ان العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت تطورا واضحا خصوصا في محاربة الارهاب وتدريب الجيش وتوفير الغطاء الجوي وتامين المعلومات الاستخبارية والدعم الوجستي للقوات العراقية واعادة الاستقرار في المناطق المحررة.

وكانت ماي قد زارت بغداد امس لعدة ساعات في زيارة هي الاولى من نوعها منذ تسلمها لمنصبها الحالي العام الماضي.
وتساهم بريطانيا في الحرب ضد داعش من خلال سلاحها الجوي فيما اعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون في الاول من ايلول سبتمبر الماضي أن بلاده سترسل كتيبة لقتال تنظيم داعش الإرهابي في العراق.

وأوضح فالون في تصريح صحافي أن الكتيبة ستدعم قوات "التحالف الدولي"، التي تقاتل تنظيم "داعش" في العراق.

وقال الوزير إن تلك الكتيبة ستعزز مساهمة بريطانية في مكافحة "داعش"، وستساهم في أداء بريطانيا لدورها الرئيسي في "التحالف الدولي".

وتابع قائلا "هذه القوات الإضافية ستدعم العمليات التي تقرّبنا من هزيمة داعش". وعن تفاصيل تلك الكتيبة أكد فالون إنها ستكون مكونة من 44 جنديا من كتيبة المهندسين الملكيين لمدة 6 أشهر في قاعدة الأسد الجوية بمحافظة الأنبار في غرب العراق بهدف بناء بنية تحتية، بينها ثكنات ومكاتب.

ومع نشر هذه الكتيبة يرتفع عدد الجنود البريطانيين الموجودين في القاعدة إلى أكثر من 300 جندي كما يرتفع العدد إلى نحو 600 جندي بريطاني في كل العراق.