ذكر (جون شتاينباخ) المؤلف والمؤرخ الأمريكي الراحل فى كتابه (شعب نووي) أن اسرائيل حلت محل بريطانيا لتصبح خامس دولة نووية فى العالم، وهي الآن تضاهي فرنسا والصين بحجم ونوعية سلاحها النووي، وتمتلك ما بين 200-500 قنبلة نووية بالاضافة الى مخزون كبيرمن الأسلحة الكيمياوية والبايولوجية (أسلحة الدمار الشامل). وتملك أيضا قنابل (نايترونية) التى تقتل البشر بأشعة (غاما) بدون تدمير للمنشئات والمباني. وتمتلك كذلك 3 غواصات نووية كل واحدة منها تحمل 4 صواريخ يصل مداها الى 1500 كيلومتر، وتزيد قوة الصاروخ الواحد على القنبلة النووية الأمريكية التى دمرت مدينة هيروشيما اليابانية قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية. كما ذكر شتاينباخ بأن اريل شارون كان قد صرح فى سنة 2002 بأن العرب يملكون النفط ونحن نملك الشخاط (عيدان الثقاب).

قبل أيام هدد مسئولون روس اسرائيل بأن روسيا ستجهز الدول المجاورة لاسرائيل بالأسلحة ردا على تجهيزاسرائيل لدولة جورجيا بالسلاح ومن ضمنه ثمانية أنواع من الطيارات بدون طيارين. وحصل الاجتماع فى بداية شهر آب/اغسطس 2008 بين بوتين والرئيس السوري بشار الأسد، وتم خلاله الاتفاق على ان تزود روسيا سوريا بصواريخ بعيدة المدى. وكان خبراء اسرائيليون قد دربوا الفدائيين الجورجيين فى سنة 2007، كما وجهزت اسرائيل جورجيا بأجهزة تفجير الألغام الأرضية.

ذكرت جريدة (هاآريتس) الاسرائيلية فى عددها الصادر فى 2/6/2008 بأن اسرائيل قد صدرت فى العامين 2006 و 2007 ما يعادل 10 مليارات دولار من الأسلحة، وعلى رأس قائمة المستوردين: الهند و تركيا، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية. وأهم الأسلحة المصدرة هي : منظومات الرادار والطائرات بدون طيارين وصواريخ مضادة للدبابات.
وتصنع اسرائيل أنواعا كثيرة من الذخائروالأسلحة الثقيلة والخفيفة والأجهزة الألكترونية المعقدة، وصنعت أفضل دبابة فى العالم.

بدأ الاسرائيليون الصناعات الحربية فى بداية العشرينيات من القرن الماضى عندما كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، حيث صنعوا القنابل اليدوية (الرمانات) وأنواع المتفجرات. وفى بداية الثلاثينيات أنشأت منظمة (هاغانا) الصهيونية الارعابية عدة مصانع لصنع الأسلحة الخفيفة، ثم تحولت تلك المصانع الى ما سمي ب (صناعات اسرائيل الحربية) بعد قيام دولة اسرائيل فى سنة 1948. وبعد حرب 1967 حولت (ورشة) لتصليح الطائرات كانت قد انشئت فى سنة 1957 الى مصنع لانتاج الطائرات الحربية، فأنتجت طائرة (كفير) التى حلت محل طائرات (ميراج) الفرنسية التى كانت تستوردها من فرنسا، وتوسعت هذه الصناعة وزاد عدد العاملات و العاملين فيها من 4 آلاف الى 14 ألف فى نهاية الثمانينات.

وبمساعدة الولايات المتحدة طورت اسرائيل أقمارها الصناعية من نوع (آموس) و (اوفيك). ويوجد اليوم فى اسرائيل أكثر من 150 مؤسسة ومصنع تستخدم ما يقرب من خمسين ألف عاملة وعامل، نسبة كبيرة منهم كانوا يعملون فى المصانع الأوروبية والأمريكية.

تقدم واشنطون حاليا مساعدات سنوية الى اسرائيل مقدارها 3 مليارات من الدولارت، ثلثيها على شكل أسلحة ومعدات عسكرية. وصرح باحث فى مبيعات الأسلحة فى معهد أبحاث السلام الدولي فى(ستوكهولم) عاصمة السويد بأن اسرائيل ما كانت ستصل الى ما وصلت اليه بدون مساندة الأمريكيين. وقال البروفيسور (ديفيد لويس) فى جامعة (رتجرز) الأمريكية بأن المساعدات الأمريكية جعلت الصناعات الحربية الاسرائيلية تتقدم أسرع من مثيلاتها فى أمريكا مثل (لوكهيد) و (بوينغ) و (هيوز).

لم يحصل كل هذا التقدم الصناعي العسكري فى اسرائيل بسبب المساعدات الأمريكية فقط، بل حصل بسبب التقدم والتطور العلمي والتكنولوجي فيها بشكل مذهل. ولو قارنا الدول العربية التى مجموع سكانها يزيد على 422 مليون نسمة ومجموع مساحاتها 14 مليون كيلومتر مربع باسرائيل التى يبلغ سكانها 7 ملايين ومساحتها تقرب من 21 ألف كيلومتر مربع فقط لعرفنا أسباب تفوقهم علينا. من تلك الأسباب:
- تنفق اسرائيل على البحوث العلمية ثلاثة أضعاف ما ينفقه العرب.
- علماء اسرائيل يبلغ عددهم عشرة أضعاف علماء العرب، باستثناء علماء الدين حيث يفوق عددهم فى البلاد العربية عدد الحاخامات اليهود بنسبة خيالية.
- تخصص رياض الأطفال فى اسرائيل جهاز كومبيوتر لكل طفل فيها.
- لدى اسرائيل 45 عالما حصلوا على جائزة نوبل بالفيزياء، و29 بالكيمياء، و 53 بالطب والفسلجة، بينما حصل 3 فقط من العرب عليها وهم : محمد أنور السادات، ومحمد البرادعي فى السلام، ونجيب محفوظ فى الأدب
- عدد مستعملى الانترنيت فى اسرائيل يزيد خمسين ضعفا على عدد مستعمليه من العرب.
- تصرف اسرائيل مبلغ 2500 دولار على تعليم الفرد فيها يقابله 340 دولارا تصرف على تعليم الفرد العربي.
- فى اسرائيل هناك 145 مهندس وفني لكل عشرة آلاف اسرائيلي، مقابل 85 فى أمريكا، و 70 فى اليابان، و 60 فى ألمانيا. ولم أعثر على احصائية لأي من البلدان العربية.
- براءات الاختراع فى اسرائيل تصل الى ألف ضعف من براءات الاختراع عند العرب.
- العلماء العرب يهاجرون بكثرة الى اوروبا وأمريكا (لأسباب يطول شرحها ولا تخفى عن القارىء الكريم)، يقابل ذلك تشجيع اسرائيل للعلماء الأوروبيين والأمريكيين على الهجرة والسكن فى اسرائيل. فى تقرير للجامعة العربية أن هجرة العلماء العرب كلفت الدول العربية ما لا يقل عن 200 مليار من الدولارات.
- تشجع اسرائيل المهندسين والعمال الماهرين من اليهود فى اوروبا وأمريكا على الاستيطان والعمل فى اسرائيل فى كافة المجالات ومنها الصناعات العسكرية.

هل سيستطيع العرب اللحاق باسرائيل فى المجالات العلمية والصناعية؟ لا أعتقد ذلك، لان العرب يفضلون العيش فى الماضى الذى فرقهم ومزقهم، وبدلا من العمل فانهم يفضلون الدعاء ليلا ونهارا متضرعين الى الخالق العظيم أن ينصرهم على أعدائهم من أحفاد القردة والخنازير!!!

لست من دعاة الحروب مطلقا، ولكنى أعجب لهؤلاء الذين يظنون أنهم ما زالوا يعيشون قبل أربعة عشر قرنا حينما كان الأجداد فى وقتها يحتفظ كل منهم بسيف فى بيته، واذا ما نشبت الحرب يخرج شاهرا سيفه وينظم الى باقى المجاهدين. وأعجب للقادة العرب الذين يشترون الأسلحة بالمليارات ثم تترك فى الصحراء لعدم وجود من يحسن استعمالها (الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمى! خير مثال لذلك). وأعجب أكثر للعرب الذين يهتفون لقادتهم - أحياء كانوا أم أمواتا- الذين زجوا بهم فى معارك فاشلة خربت بلدانهم وقتلت الملايين منهم، ويترحمون على الأموات منهم، ويقيمون لهم النصب والتماثيل، ولم يسترجع أي منهم ولو شبرا واحدا من الأراضي العربية المغتصبة، بل غادروا الدنيا مخلفين وراءهم شعوبا جاهلة جائعة مكبلة بالديون وخزائن أموال خاوية. ترى هل سيأتى اليوم الذى ننسى فيه الخيالات والأوهام ونلتفت الى واقعنا الأليم؟

عاطف العزي

كندا