تبدو قناة المستقلة أشبه بالمحل الصغير جدا والمعزول والذي عادة ما يمارس بيع البضاعة القديمة والكاسدة او في اقل وصف البضاعة التي لاتخضع لمعاير صحية عكس ما يحدث في المحلات والاسواق الكبيرة. وتبدو برامج المستقلة تبحث عن مايفرق ويشتت هذه الامة المسكينة، التي هي اصلآ تحمل من سمات التفرقة وسمات التشتت مايكفيها لقرون قادمة. وينقسمضيوف القناة الى أصناف شتى، بين حاقد يقطر الموت والخراب من جوانبه واخر طائفي مقيت سلاحه التكفير واخر مفلس من الوضع السياسي العراقي الجديد واخر فرح بخروجه على الشاشة ولايعرف لماذا والى اين ذاهب!! واخير من اتباع المقبور عدي .. وقد أصبح اليوم من رموز الامةالشعرية والسياسية. ووصلت الذروة ان يصبح صاحب القناة quot; داعية اسلامية quot; لكن بدون لباس شيوخ الدين.

وسؤالي الذي أوجه الى محمد الهاشمي ( ولااريد منه جواب ولاانتظر ) مالذي تسعى له من برامجك هذه!؟؟ مثلا وعلى سبيل المساجلة. ان يغير أبناء الشيعة والعرب منهم على وجوه الخصوص قناعاتهم بان quot; علي بن ابي طالب عليه السلام quot; لايستحق الامامة ناهيك عن الخلافة!؟

جواب قصدك هذا جدا بسيط ومختصر. ( لو قلبت الدنيا عاليها سافلها فان هذا الاعتقاد والايمان لايتبدل بل ان التمسك به والتمسك بحب أمير المؤمنين يكبر ويعظم ). لكن حب علي quot;عquot; لا يقابله كره الى عمر quot;رضquot; ولاعشق الحسين quot;عquot; وثورته على الظلم يقابله كره الى ابو بكر quot;رضquot;. أتشرف اني تربيت في بيت وبيئه شيعية في بلدي العراق وانا اصلا ابن الجنوب وتربيت في بغداد وكنت احضر وانا صغير مع والدي في مدينة الكاظمية المقدسة وفي منطقة quot; الشوصة quot; على وجه الخصوص للاستماع الى محاضرات الشيخ الدكتور المرحوم احمد الوائلي وهو الملقب بجدارة quot; عميد المنبر الحسيني quot; لكني لم أسمع يوما في بيتنا او المنطقة التي اسكنها او من عميد المنبر الحسيني، شتيمة واحدة الى خليفة او الى الصحابة، كما يدعي ضيوفك المساكين. اما القران المزعوم الذي تطلقون عليه quot; قرأن فاطمة quot; او quot; قرأن السرداب quot; كما تفوه بذلك احد ضيوفك الطائفيين في الحلقة رقم quot;11quot;، فمثل ذلك لايوجد الا في الخيال الطائفي الخصب. ففي بيتي وعلى سبيل المثال توجد ثلاث نسخ من القرأن الكريم احدها من الكاظمية المقدسة والثانية من النجف الاشرف وهي عندي منذ عقد الثمانينات اما الثالثة فقد حصلت عليها من صديقة اعلامية ومذيعة تونسية عند لقائنا في احدى البلدان الاوربية وهذه النسخة بالذات طبعة السعودية تلك التي قام بطبعها عاهل السعودية السابق فهد بن عبد العزيز. ولاارى اي فرق بين الثلاث نسخ الا في الوان الغلاف بين الازرق والاحمر والاخضر!! فمن اين لك هذا يامدير المستقلة!؟ اي بضاعة كاسدة وخطيرة هذه التي تقومون ببيعها الى المشاهد العربي، ولماذا كل هذا الاصرار والعزم على تغير بوصلة أهتمام المواطن العربي المسكين والمغلوب على أمره من مصائبه اليومية الى التشكيك بأمور تاريخية كبيرة وحساسة واختيارات أنسانية شرعها الله جل جلاله والقوانين الأنسانية.

لماذا لاتاخذ مثلا مصائب القدس والاقصى و مشاكل الضفة و حصارغزة ولو جزء يسير من جهد المستقلة ومديرها والا ليس من المعقول ان تكون هذه القناة لاهم لها سوى المذهب الشيعي ومحاولة النيل منه ومن الشيعة وخاصة العرب منهم. في وقت وصل نفق بني صهيون الى تحت المسجد الاقصى!! واكتمال نقص المعقول يزيد علامات استفهام عندما يكون الجزء الثاني من القناة والذي يطلق عليه quot; قناة الديمقراطية quot; لاهم لها سوى الشتم والتهجم على التغير السياسي الجوهري quot; والمنصف quot; في عراق اليوم. اتحدى من هذه الاسطر ان يقوم مدير ومالك المستقلة بعمل ولو حلقة واحدة عن الاوضاع السياسية في تونس، ومتى مثلا تنتهي quot; ولاية quot; الرئيس التونسي؟ وكيف؟ ولماذا؟ واتحدى من يدير المستقلة ان يعمل حلقة واحدة عن مسالة منع الحجاب ليس في فرنسا بل في تونس الخضراء!! كما اتحدى ان ينتقد مدير المستقلة اي نظام عربي رسمي، ويجعل لذلك الموضوع حلقة واحدة وليس عشرات الحلقات كما يفعل مع حلقاته التي تحرض ضد الشيعة!؟ بل أتحدى مدير المستقلة ان ينتقد أرهاب القاعدة في نيوريوك وبغداد والقاهرة والمغرب والجزائر والرياض.!!

بقي ان يعرف مدير المستقلة وروادها ان الشيعة باقون في مكانهم وهم يتشرفون بانتمائهم الى امة نبيها الامين محمد quot;صquot; وشرفهم الكبير ان يكون أئمتهم من هذا النسل الكريم. وان عقارب الساعة لم ولن تعود الى الوراء لا في العراق ولا في اي بقعة اخرى من العالم. واي افكار بالية ومستهلكة هي مثل بضاعة كاسدة لاتضر الا صاحبها.

محمد الوادي
[email protected]