لم تتاح لى فرصة رؤية فيلم quot; حسن ومرقصquot; للفنان الكوميدى المصرى عادل امام الا منذ ايام قليلة.. وبعد مشاهدتى هذا الفيلم الناجح الذى حاول بكل بساطة ان يقول لكل المصريين سواء كانوا اقباطا او مسلمين انهم فى نهاية الامر اخوة وابناء وطن واحد ومهما حاول البعض من رجال دين او سياسة تحريضهم ضد بعضهم البعض اوتمزيق وحدتهم واضعافهم فانهم حتما سيعودون كما كانوا فى القديم متحدين متماسكين مترابطين يسيرون فى الطريق معا ويزرعون الخير والحب بيد واحدة على ارض مصر المقدسة..
سالت نفسى بعد مشاهدتى هذا الفيلم العظيم : اذا كان من الممكن ان يعيش حسن ومرقص معا فى سلام على ارض مصر.. لماذا لا يعيش بقية خلق اللة ايضا فى سلام معا وخاصة فى منطقة الشرق الاوسط المليئة بالصراعات الطائفية والحروب شبة الدينية والمشاكل التى لا اول او اخر لها؟؟ ولماذا لا يعيش ايضا كوهين ومحمد وعبد المسيح فى سلام دون ان يرفض او يكفر او يتعالى او يسفك دم احدهم الاخر؟؟ اليسوا هؤلاء جميعا هم اولاد ادم وحواء؟؟ اليسوا هؤلاء جميعا هم من صنيعة وعمل اللة؟؟
لقد عشت فى مصرسنوات كثيرة من عمرى لم ارى سوى الخير والمودة من جيراننا المسلمين فى الحارة التى عشت فيها فى احد احياء القاهرة الشعبية. وعندما عملت فى بورسعيد ومحافظة الجيزة بعد تخرجى لم اجد سوى الاحترام والتقدير من زملائى فى العمل.
ولكن عندما بدا السادات يخلط السياسة بالدين كانت الكارثة والمصيبة التى حلت - ولاتزال - على مصر.
لقد زرع السادات بذور الكراهية والفرقة بين المصريين بدلا من زرع بذور المحبة والاخاء لانة كان ضعيفا يخشى حكم شعب قويا متحدا. لقد فرق السادات بسياساتة الخاطئة غير الحكيمة الشعب المصرى وافتقد خليفتة الرئيس مبارك الشجاعة لتصحيح اخطاءة وانما فضل السير على خطاة حيث وجد انة من الافضل والاسهل حكم الشعب وهو منقسم على ذاتة يصارع ويقاتل بعضهم البعض.
وفى بلاد المهجر عشت وسط اجناس عديدة من بينهم يهود من روسيا واسرائيل وبولندا فلم ارى منهم شرا او كراهية.
خلاصة القول اننى لا ارى انة من المستحيل ان يعيش كوهين ومحمد وعبد المسيح معا فى سلام اذا تخلى رجال السياسة عن اتباع سياسة فرق تسد وحرصوا بدلا من ذلك على مصالح شعوبهم وليس مصالحهم الشخصية اوالسعى وراء طموحات سياسية باطلة.
ونفس الحال ينطبق على رجال الدين فمن الواجب عليهم اعطاء القدوة بالفعل والعمل
والعظات فى المحبة الحقيقية ومخافة اللة والدعوة الى التسامح وقبول الاخر واحترامة.
اخيرا اننى على ثقة كبيرة اننا اذا اردنا ان يعم الهدوء والسلام وبصفة خاصة فى الشرق الاوسط فمن الواجب على الجميع من رجال سياسة ورجال دين ان يكفوا عن اللعب والخلط بين الدين والسياسة لان ما يحدث الان من صراعات وحروب وكوراث وخراب بيوت هو نتيجة مباشرة لهذا الامر.
صبحى فؤاد
استراليا

[email protected]