بصراحة مشروع وزير النقل الاسرائيلي يسرائيل كاتز بتهويد اسماء البلدات العربية في اسرائيل بدعوى ان تعدد اسمائها يربك السائقين هو من قبيل النكتة!

فلم نسمع أن سائقا واحدا في إسرائيل ضل طريقه إلى القدس مثلا لمجرد أن اسمها بالإنجليزية جيروزاليم وبالعربية أورشليم وبالعبرية يروشالايم. بل إن وجود أسماء عربية وعبرية وإنجليزية للبلدات العربية في إسرائيل على العكس يساعد السائقين العرب واليهود والأجانب.

طبعا مشروع الوزير كاتز هدفه الحقيقي محو اللغة والتراث والوجود العربي في اسرائيل في إطار خطة تحويلها إلى دولة يهودية. وهو ما يتعارض مع حقيقة أن إسرائيل أقيمت في عام 1948 على أرض فلسطين وأنها مازالت في حكم القانون الدولي سلطة احتلال في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.

بل يتعارض مع أن خمس سكان إسرائيل (مليون نسمة) من عرب 48 ومن حق هؤلاء الاحتفاظ بالأسماء الأصلية لمدنهم وقراهم التي سبقت وجود إسرائيل. كما يتجاهل أن اللغة العربية هي لغة رسمية في إسرائيل وكما قال وزير الاقليات الاسرائيلي افشاي برافرمان -الذي عارض اقتراح كاتز - فإن الأولى وضع لافتات في شوارع البلدات قبل التفكير في تغيير اسمائها!

بصراحة مشروع كاتز بتهويد اسماء البلدات العربية تمييز عنصري واضح ضد عرب 48 ولا يختلف عن مشروع حزب quot;إسرائيل بيتناquot; الذي يدعو لربط المواطنة الإسرائيلية بالولاء للدولة. كما انه امتداد لمشروع حكومة نتنياهو الذي يدعو للاعتراف باسرائيل دولة يهودية كشرط للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

هذه النوعية من المشروعات تهدد عملية السلام في الصميم، وتتعارض مع حل الدولتين الذي تتبناه ادارة الرئيس أوباما، وتحاول الدول العربية المعتدلة كمصر والسعودية البحث عن وسائل تنفيذه.

كنا نتمنى ان يقدم وزير النقل الإسرائيلي اقتراحا يساعد على تحقيق السلام والتعايش وتعزيز الحوار بين الفلسطينين والإسرائيليين؟! لكن كاتز الحاصل على الماجستير من الجامعة العبرية بالقدس وعضو الكنيست عن الليكود منذ عام 1996 ووزير الزراعة في حكومة شارون 2003 والمتهم بالتزوير من قبل الشرطة الاسرائيلية 2007 ووزير النقل في حكومة نتنياهو الحالية يرى ان تهويد اسماء البلدات العربية ضرورة ملحة!

وهو رأي لايختلف كثيرا عن آرائه الأخرى المثيرة للجدل كدعوته لاغتيال قادة عرب وقطع المواد الغذائية عن قطاع غزة ورؤيته للسلام بين اسرائيل والعرب باعتباره مجرد سراب!

باختصار اقتراح الوزير كاتز بتهويد اسماء البلدات العربية في اسرائيل ضربة جديدة لعملية السلام!

عبد العزيز محمود