سوريا تقول أنها ستعفو عن مقاتلي حزب العمال الكردستاني من الكرد السوريين وتمهد لهم الطريق للعودة الى ديارهم وأسرهم وذلك لتسهيل الأمر على لدولة التركية لكي تنجح في حل القضية الكردية في تركيا. هذه آخر مهازل النظام السوري. ثم يدعي النظام أنه لن ينتقم من هؤلاء فيما لو عادوا، وان الإنتقام ليس من شيمه.....ولكنه يومياً ينتقم من كل السوريين!.

هل فكر النظام ولو ليوم واحد في السبب الذي دفع هؤلاء الأشبال الى الصعود الى قمم الجبال مضحين بكل شيء حتى بأرواحهم؟. الدولة التركية فكرت في الأمر ملياً وتساءلت لماذا؟. وفهمت أن القضية هي حرية شعب، وأدركت جيداً أن إستعمال القوة العسكرية لا تجدي نفعاً ضد الكرد، بعد تجربة مريرة إمتدت الى ربع قرن من المعارك والمآسي والدماء.

الأولى بالنظام السوري حتى يكسب شيئاً من المصداقية أن يعفو عن السجناء السياسيين المعتقلين في السجون والمعتقلات لديه، من الذين ليس لم يرفعوا السلاح يوماً، بل لم يؤذوا حتى بعوضة في حياتهم، ومنهم من لا يعرف السلاح أصلاً. النظام خائف من هؤلاء المسالمين، فكيف نصدق أنه سيفتح صدره وبـ quot;إرادته وليس بأمر تركيquot; لمحاربين متمرسين في ساحات القتال والمعارك، الذين حاربوا أقوى جيش في المنطقة: الجيش التركي، العضو في حلف الناتو، ولمدة ربع قرن بالكامل...

حل هذه المعادلة/ اللغز تحتاج الى آينشتاين آخر ونظرية جديدة في الرياضيات.

المقاتلون هؤلاء لا يقبلون كلمة quot;عفوquot; من الدولة التركية، كونهم أصحاب القضية وروادها، وقد دفع رفاقهم الشهداء دماءهم قرباناً لها، والآن يتفاوضون للصلح لا quot;العفوquot;. فهل يرضى هؤلاء المقاتلون هذا quot; العفوquot; من نظام هو عبارة عن متفرج تدوربه تركيا من إجتماع الى آخر؟. البعض يشّبه النظام السوري بـ quot;ريموفد كونترولquot; في يد الدولة التركيةquot; والذي quot;أصبح عاقلاً منذ تهديدنا له بالإجتياح 1999 quot;حسب بعض الصحفيين الأتراك.

من هنا نستخلص أن الأمر برمته مفروض على النظام وهو ينفذ أوامر الدولة التركية. وهكذا يفضح النظام نفسه ممرغاً كرامة الشعب السوري في التراب.

الشعب السوري وبكل أطيافه لا يستحق هذا الذل والخنوع أمام العالم على يد من يدعون تمثيله. ما الذي يمكن أن يقدمه النظام لهؤلاء المحاربين في حال قرارهم العودة؟. لن يجدوا شيئاً آخرغيرذلك الذي يتعرض له أهلهم في الوطن من الظلم والطغيان والقهر....

القومجيون quot;المكرشونquot;على موائد النظام سيقولون: إنها خطوة حضارية تاريخية فحواها quot;العفو وعدم الإنتقامquot;، في دهاء سياسي نادر، ضاربين عرض الحائط كل شيء يمت الى عزة وكرامة الشعب السوري.

حبذا لو أقدم النظام وبمبادرة منه على الإنفتاح والتصالح مع شعبه لحل كل القضايا داخل الوطن، عندها لن يعود فقط جنود الحق والحرية، وإنما سنعود نحن السوريون جميعاً الى أحضان الوطن لبناء مستقبلنا بأنفسنا، وليعم بعدها الأمن والسلام المنطقة وشعوبها...

سنعود، ومعنا هؤلاء البنات والأبناء المقاتلين عندما تصبح الحرية ملكاً لكل السوريين....

د. بنكي حاجو
[email protected]