يسكنه النبات الضاري.
تعانقه خصلات للرّياح الملتوية.
تشقّه أصوات التزاوج الوحشيّ وغرابة اليمامة الناعقة.
من القدم تفوح منه رائحة الرقصات المخدّرة.
يشبه رأس آلهة مبللة بريق العابدة.
آلهة هجرت طقوسها وعبّادها والذبيحة المنتفضة.
رأس آلهة مخدوشة بأظافر المتأوهات الملاصقات لنعومة المطلق.
ملوّنة في عناء وحيرة تتقافز من رماديّ إلى رماد.
يشبه نهدا صخريّا تجمّد أمام خطى المتدحرج كلّ مرّة.
نهدا من الأرض الزرقاء.
الأرض المتنوّعة الحصى والخطى والحكايات.

السّفح هامة أمّارةٌ بالوقوف الطّويل قبالة المقبرة.
المقبرة ناقة جرباءٌ تبرك من أزل.
ناقة لا مفاصل واضحة لها.
السفح مظلّل للمقبرة في المنبسط.
يتراصّ كشيء خالد في تبدّد الرياح.
المنبسط حاجة النيام.
السفح مدينة المستيقظ وقد أطال الوقوف الغاضب أمام المقبرة.
هو متاهة الصعود وشراهة الهبوط.
هو من يغمرك أيّتها النّفس بنفَس الطيران.
هو ما يلهب قوّة تسلقك العبثيّ الشهيّ.
امسكي زجاجة الكون أيتها النفس.
تحفر ريح صحيفتك ووجدك على جوانب الحجر.
الحجر ورق السفح الصلب خدشته أيادي المتمسّكين بالوقوف الطويل.
السفح تفاحة المسافة المغرية.
يتحلّق حولها ذوو الشهوة الجبّارة.
ارقصي أيتها النفس في ضآلتك تحت ظلّه.
ارقصي أعلى السفح كلحاف متهدّل.
كعمامة الرعاة الضائقة بالنظر الساهي.
ارقصي أسفله مهزومة عامرة بأطياف وبقبور.

ارقصي سفحا ندّا.
ارقصي آلهة سفلى ترسل اللعنة على القافزين في ظلّ السفح.
يدميك أيتها النفس علوّه.
تحملك رياحه قشة إلى غير هدى.
تلهبك ألوانه وتسكنه حيرته.
أعلاه ترين المنبسط بوضوح.
ترين الواقف والقافزين
المتدحرجين والصاعدين بوضوح.
وترين المقبرة، تلك الناقة الغائمة بوضوح.
تونس