1.
تَناثَروا بيْنَ الحُفَرْ
وأوْسِعوا الطّريقَ مثْنىً وثُلاثاً كيْ نمُرّ
مِنْ هُنا نمُرُّ
في خِفّة طاعُونٍ
على أجْسادِكُمْ
نَأْتي الْبِلادَ تَحْتَ تَصْفيقِ الرّصاصِ
وَمِنَ السّماءِ نُؤْتي الْقَتْلَ جاذِبيّةً أُخْرى
وباباً أثَريّاً للْجحيم
كيْ تَرَى الْمَوْتُ الْجَميعَ
مِنْ جرادٍ أوْ حجرْ
فلْتفْتحوا أعْيُنَكُمْ
ولْتفْتَحوا أذْرُعَكُمْ
ولْتفْتحوا لنا الْممرّاتِ إلى أرْواحِكُمْ
حتّى تَمُوتوا مِثْلَما شِئْتُمْ وَدُودينَ
وَلِلتّذْكارِ تأْخذُُوا الصُّوَرْ
منْ سِوانا يقْصِفُ الأَرْضَ على رُؤوسِكُمْ
برْداً وسلاماً
ويدُكُّ الدُّورَ والأنْفاقَ والأنْقاضَ فوْقَكُمْ
ويدْعو الْبُومَ والغِرْبانَ تَتْرى.. لا مَفَرّْ
هي الْعَصا في الْحرْبِ
فاكْفُونا هَواها،
واشْكُرُوا مُوسى علَيْها،
وادْخُلوا في كرْنَفالِ الدّمِ
صاغِرينَ تهْدونَ إليْنا شِعْرَكُمْ في الْحُبِّ والسّلامِ
والنَّخْوةَ ما لمْ تحْتَضِرْ
والشَّمْسَ
والْهَواءَ
والرُّوحَ
وإِرْثَ الذّاكِـرهْ
2.
ماذا صَنَعْنا
أيُّها الْموْتى بِكُمْ
والخامِلُونَ حوْلنا كالْفُطْرِ
حتّى تكْرهُونَا فَوْق ما نَهْوى،
وتحْلُمون بالثّأْرِ غَدا؟
وفيمَ الأرْضُ لمْ تُنْبِتْ لَنا نبْتاً كريماً
واسْتَحالَتْ تحْتَنا صَحْراءَ؟
هلْ تِهْنا عَنِ الأرْضِ وأَخْطَأْنا
ـ معاذَ اللّه ـ فيها الْمَوْعِدا؟
ليْس لَنا وقْتٌ نُزَجِّيه سُدى
نخْرُجُ مِنْ حَرْبٍ إلى أُخْرى
نَفُتُّ الشَّرْقَ حتّى يَطْرُد الشّرْقُ الْعَمى عَنْ رقْصِهِ
ونَطْرُد الأَشْباحَ والأَشْرارَ مِنْ ردْهاتِهِ
ونأْمَن الأَمْراضَ واللّعْنةَ والْخَوْفَ سِنينَ نائِماتٍ عَدَدا!
حَتّى نَرى في حرْبِنا سَلامَكُمْ
يُخْرِجُ مِنْ تاريخِكُمْ ويْلاتِنا
ويَصْرِفُ الْكِتابَ عمّا كانَ منْ آياتِنا
ويُخْمِدُ الثّوْرات فيكُمْ
والنّوايا الْغادِرهْ
3.
ما منْ يدٍ طولى عليْنا
نحْنُ أَهْلُ الْحَلّ والْعَقْدِ،
ومصّاصو الدِّماءِ،والْمجانينُ العِصاميُّون،
والشُّذّاذُ في الآفاقِ،
لا يطالُنا النِّسْيانُ
والتّاريخُ منْ أبْوابِه نَدْخُلُ في زَهْوٍ
وَنُمْضي أَسْفَلَهْ
مِنْ قِصّةِ الشّتاتِ والْميعاد،
والصّابونِ والْعُقْدة..حتّى الْجلْجلة ْ!
فلْنرْفعِ الأَنْخابَ للأعْلى
ونهْتِفْ باسْمِ جَيْشِ السّفَلَة ْ
ولْيَهْنإِ الْعَمُّ يهُودا خَاطِراً
إِنْ لاحَ في منَامِهِ الغُرابُ
يأتي الْحَبَّ فِوْقَ رأْسِهِ
ويُضْحِكُ النّاسَ عليْه
ويُنادي في بَني جلْدَتِهِ:
برابرة ْ
برابرة ْ
برابرة ْ
ــ