طريق الشمس

على بُعد أمتارٍ من هنا، تصيرُ السماءُ سفينةَ الروح..
كانت الفكرةُ تلحُّ عليّ،
ربما أنا نفسي انسقتُ إليها دونما تفكير،
ولهذا أجدني خاملة بسببِ النسيان.
محاولاتي العديدة يمكن أن ينقصها المعنى.
لا طريق يقودني إلى الشمس،
ولست بأوّلِ الناجين..
يا للألم حين تجد نفسكَ بمعزلٍ عن العالم،
وأنت تحاولُ جاهداً ترميمَ فراغَ صوتك،
والحقيقة أن ما يغبطني هذه الخطوات النقيّة .
أريدُ أن أضيءَ كندفِ ثلجٍ كلّ شتاء،
لأستكملَ ما تبقّى من الأحلام.
غيوم سود
لأنَّ ما يحيطُ بنا ليس غير بحار،
تتحطّمُ ما أن تثورُ الأمواج.
فالسماءُ ليست كما عرفناها، لقد اعترتها العواصف
ستحملنا إلى السواحل لتصرعنا كجثث.
ماذا وعن أيِّ شيءٍ بعد ذلك نبحث؟
ما من نجومٍ مرئيّةٍ في الباحة؟
وحدها الأصواتُ التي ترتفع
غيومٌ سودٌ ستصحبنا حيثما تريد،
لتحمل الأرواحَ لا الأجساد
بعيداً حيث لا نرى سحابة.
في هذا المكان
هل أبدو بهذه السذاجةِ كي أجهلَ ما يدورُ من حولي،
فكلُّ مرّةٍ تعود كالخيال،
ففي هذه اللحظةِ في هذا المكان
أنا وربّما أنت أو أنت
أو لست أنت
أو مهما يكن،
سوف يحملُ كلّ منا صورةَ الضوء
فعما قليلٍ ستعمُّ الفوضى،
ما أ ن تعود إلى شخصكَ الثاني.
قتيل أخر
أذكرُ ذلك الطريق المدلهمّ، الذي كان يُغطّيه الرمل،
وكيف أنَّ العواصفَ قد جرفتِ المنازل،
فلقد كان الجوُّ غائماً
وفي خضمِّ هذه الوحشة المتكرّرة،
رأيتُ نفسي تنفصلُ عن نفسي
لتبدو اثنتين،
وكأنما تستعدُ لمعركةٍ حاميةِ الوطيس،
ورغم ذلك كنتُ لا أودّ أن أرى نفسي قتيلاً آخر،
أستبيح حرمةَ الدماء..
أيّتها السماءُ الخالدة،
انهضي لنعبر البحار.
* سلطنة عُمان