معجم الملابس العربية (1 ): تأليف: ر. ب. أ. دوزي
ترجمة وتحليل أ. د. عبد الجليل غزالة.
مقدمة:
رغم كثرة التطورات المهمة التي شهدها الأدب العربي في العصور الأخيرة، فإن علم المعجم لم يتطور بنفس الخطوات التي تطورت بها العلوم التاريخية والجغرافية. لذلك فإن الباحث مرغم هنا على الاعتراف بأن علم المعجم العربي لم يتجاوز ما كان عليه الأمر في زمن غوليوس. والحقيقة أنه لايمكن، في الوضع الحالي لهذا العلم، التفكير بصورة جدية وعميقة في وجود معجم عربي تام وشامل. فالمكتبات الأوروبية والآسيوية والأفريقية مازالت تحوي لحد الآن الآلاف من المصنفات المخطوطة التي نجهل عناوينها وموضوعاتها. كما أن الأعمال العربية المخطوطة الحالية لم يتم بعد فحصها بواسطة منهجيات دقيقة متخصصة واستشرافية، تقارنها ببعضها وتذيعها بين الملأ لتعم الفائدة.
لم يكن فن الخياطة معروفا عند العرب البدو في العصور الأولى لانتشار الإسلام. كما أن الحواضر العربية كانت قليلة الأهمية وبسيطة جدا في تلك المرحلة من التاريخ. كانت الملابس المنسوجة تتكون من قطعة واحدة معروفة آنذاك لأنها تقي الناس شر البرد والحر. لكن الأمر لم يكن يرقى إلى مستوى التفكير في صناعة ملابس راقية وزاهية بالنسبة للنساجين والحائكين، الذين يمثلون جوهر عملية الإنتاج في هذا المجال.
وجد العرب أنفسهم إبان الفتوحات الإسلامية يدخلون في علاقات ومبادلات متنوعة مع أمم مهزومة، تعيش في مناطق مترامية من آسيا وأفريقيا وأوروبا، الأمر الذي طور حضارتهم وجعلهم يهجرون شيئا فشيئا حياة البداوة القاسية والخيام والوبر ويستقرون بالحواضر فيشيدون الدور والعمارة المنيفة. لقد أدركوا حينها بأن عليهم ارتداء ملابس وأزياء راقية، تفوق في جودتها وجمالها تلك التي كانوا يستعملونها. لذلك فإنهم قد اقتبسوا كثيرا من أزياء شعوب الأمصار المغلوبة. يقول ابن خلدون في هذا الصدد: ((فضل في الحياكة والخياطة هاتان الصناعتان ضروريتان في العمران لما يحتاج إليه البشر من الدفء. فمن الأولى ينسج الغزل من الصوف والقطن سدوا في الطول وإلحاما في العرض وإحكاما لذلك النسج في التحام الشريد فيتم منها قطع مقدرة، فمنها الأكسية من الصوف للاشتمال ومنها الثياب من القطن والكتان للباس والصناعة الثانية لتقدير المنسوجات على اختلاف الأشكال والعوائد. نفصل أولا بالمقراض قطعا مناسبة للأعضاء البدنية ثم تلحم تلك القطع بالخياطة المحكمة وصلا أو حبكا أو تنيا أو تفسحا على حسب نوع الصناعة، وهذه الثانية مختصة بالعمران الحضري لما كان أهل البدو يستغنون عنها وأنما يشتملون الأثواب اشتمالا وأنما تفصيل الثياب وتقديرها وإلحامها بالخياطة للباس من مذاهب الحضارة وفنونها)) ( 2).
كانت الدولة العباسية في بغداد تشعر بقوة تأثير جيرانها وبعض أفراد مجتمعها المرموقين. لذلك فإن تطور الحضارة الإسلامية قد ساعد على ظهور صناعات ووظائف متنوعة، ارتكز معظمها في بغداد. كانت كمية أقمشة الحرير والديباج الجميلة تتزايد وتنتشر وتنفذ من الأسواق بسرعة. أما في بلدان الغرب الإسلامي، فقد حدث نقيض هذا؛ إذ اختلط العرب بالموريسكيين والبربر. كانت هذه الشعوب تعيش عيشة قاسية ومتقشفة، كما أنها كانت أقل ثقافة من ثقافة المنتصر. فالرفاهية والنعيم كانا لا يعرفان طريقا إلى حياتها ومجالسها. لكن اختلاطها بالعرب جعلها تأخذ عنهم بعضا من أزيائهم البسيطة والخشنة.
إن العرب قد استفادوا كثيرا، إبان الفترة الأخيرة من حياة إمبراطوريتهم بالأندلس، من أزياء الفرسان المسيحيين. يذكر ابن سعد (3) بأن (القباس)، الذي كان يرتديه عرب الأندلس يشبه القباس الذي كان موجودا عند المسيحيين. يقول المؤرخ ابن الخطيب نقلا عن محمد بن سعد بن أحمد بن مردنيش، الذي توفي في النصف الثاني من القرن السادس للهجرة: ((وأثر زي النصارى من الملابس والسلاح واللجم وسروج الخيل)) (4).
تعرضت الأزياء في بلاد مصر وسوريا إلى تغيرات وتطورات كبيرة جدا نظرا للاجتياح العثماني للمنطقة العربية.
لقد ظهرت نتيجة امتزاج العرب بالأجانب اختلافات وتنوعات كثيرة بين أزياء الشعوب التي كانت تشكل الإمبراطورية الإسلامية، المترامية الأطراف. لذلك فإنه يمكن التمييز بكل سهولة بين عربي ينتمي إلى مشرق العالم الإسلامي وآخر ينتمي إلى مغربه، من حيث الزي واللباس. يقول ابن إياس (5) نقلا عن المؤرخ الشهير ابن خلدون:((واستقر لما تولى القضاء وهو بزي المغاربة فعد ذلك من النوادر)). ينقل النويري (6) خبر وفاة الملك القاهر باب الدين أبو محمد عبد الملك المعتام، فيقول: ((وكان يلبس ملابس العرب ويتزي بزيهم ويركب كمركبهم ويتخلق بأخلاقهم في كثير من أفعاله))؛ أي أنه كان يلبس عادة ملابسا تشبه ملابس العرب البدو. نجد الأمر عينه عند أولئك الذين يعيشون في المدن لأنهم أقرب من بعضهم، حيث يرتدون ملابس مختلفة. عندما منع الملك فيليب الثاني الموريسكيين من ارتداء زيهم القومي، علق أحد الموريسكيين يدعى مارمول فرانسيسكو عن هذا الموضوع قائلا: ((إن أزياء نسائنا لم تعد موريسكية خالصة. إنها أصبحت عبارة عن أزياء ريفية، تشبه تلك الموجودة في قشتالة)). كانت الحلاقة والزينة والحلل والملابس الملونة والأحذية مختلفة جدا في بلدان أخرى من العالم الإسلامي. فهل يجب إنكار اختلاف زي النساء الموريسكيات بشمال أفريقيا عن زي النساء العثمانيات وعن زي نساء غر ناطة؟. إن زي الرجال بالأندلس يختلف عن زي إخوانهم بمدينة فاس وكذلك عن الزي الموجود بمدينة تلمسان ومدينة تونس ومدينة مراكش. نجد الأمر نفسه بالنسبة للإمبراطورية العثمانية وإمبراطوريات أخرى (7).
توجد أيضا اختلافات كبيرة بين أزياء الطبقات الاجتماعية التي يتألف منها المجتمع الإسلامي. لذلك فإنه يمكن تمييز رجل نبيل أو من الأعيان والوجهاء عن رجل من عامة الناس والرعاع وعن الجندي، من خلال طريقة وضع العمامة على رأسه ونوعية حذائه. كما يمكن أيضا معرفة الوظيفة أو المنصب الذي يشغله هذا الرجل، بناء على نوع الملابس التي يرتديها.
لكن بصفة عامة، لاينطبق هذا الأمر سوى على سكان الحواضر، أما سكان البوادي، فإنهم قد حافظوا تقريبا على الزي العربي القديم والتزموا أكثر من سكان المدن بتعاليم الدين الإسلامي في هذا الصدد.
كان النبي محمدا (عليه الصلاة والسلام) يلقي على أفراد أمته في بعض المناسبات عدة حكم وأمثال ودروس تتعلق بعدم الإفراط في زينة الملابس. لذلك فإن الفقهاء قد استخلصوا من هذه الحكم والأمثال والدروس نسقا من الآداب والتربية والقوانين المرتبطة باللباس والكساء. سنتعرض لهذا الموضوع، من خلال تقصينا لبعض الأعمال الاجتهادية، النابعة من المذهبين؛ الحنفي والمالكي.
نقرأ في ملتقى الأبحر (8) بأن الملابس تستعمل دائما لستر العورة واتقاء شر الحر والبرد ( 9). كانت الملابس العربية تصنع في أحسن الظروف من القطن أو الصوف، ولم تكن راقية جدا ولا بسيطة جدا. إن الأمر لايعد حراما أو كفرا عندما يتعلق الأمر بإبراز بعض خيرات الله سبحانه، التي أنعم بها علينا لأنها طريقة خاصة من العبادة والشكر والامتنان. لكنه محرم عندما يصدر عن سلوك منطلقه الخيلاء والفخر والمرح والزهو الشديد. كانت البساطة والتواضع مستحبين كثيرا بالنسبة للملابس التي يرتديها أكثر الرجال شهرة ووجاهة في شبه الجزيرة العربية وبلاد فارس.
يمدح النويري (10) أعمال البطل صلاح الدين الأيوبي ويثني على سلوكه، فيقول: ((وكان لا يلبس إلا ما يحل كالكتان والقطن والصوف...)). يضيف في نفس المنحى عند وفاة الأمير جمال الدين إيدغدي العزيز ((وكان مقتصدا في ملبسه يلبس ثياب القطن من الهندي والبعلبكي وغيره ما يباح ولا يكره لبسه))؛ أي النسيج المباح شرعيا. إن الحرير مباح للنساء ومحرم على الرجال. فلا يسمح اشتمال ملابسهم على أكثر من أربعة أصابع من الحرير في الأطراف. يرد في ملتقى الأبحر القول التالي: ((ويحل للنساء لبس الحرير ولا يحل للرجال إلا قدر أربعة أصابع كالعلم في لبس الخزبخاء وراء معجمتين، وهو ما سداه حرير ولحمته صوف مثلا على أقوال أشار إلى اثنين منها بقوله فأجيز وكره وصحح في القبس الأول واستظهر ابن رشد الثاني والثالث يحرم لبسه القرافي)). وهذا ظاهر مذهب مالك لقوله عليه الصلاة والسلام في حلة عطارد وكان يخالطها الحرير: ((إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة)). يستحب لبس الأبيض والأسود لقول سيد الورى: ((إن الله يحب الثياب البيض وأنه خلق الجنة بيضاء)) ويكره الأحمر والمعصفر. قال أحد المؤرخين الأفارقة عند مدحه للسلطان الأموي الأول بالأندلس عبد الرحمن الداخل ((كان يلبس البياض ويهتم به ويضع عمامة من اللون نفسه)) (11). كما أن ارتداء الثوب الأسود جائز لأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان يلبس جبة وعمامة من نفس اللون يوم فتح مكة. يذكر البخاري في (صحيحه) أنه يجوز استعمال إصبعين من الحرير فقط بالنسبة لملابس الرجال. يرى أتباع المذهب المالكي أن هذا الطرف من الحرير الذي تشتمل عليه ملابس الرجال يجب أن يكون أقل من إصبع واحد من حيث العرض (12).
أبرز الرسول (صلى الله عليه وسلم) شدة معارضته للباس الحرير، حيث قال: ((من لبس الحرير في الدنيا فلن يلبسه في الآخرة)). يجيز الحنفيون للرجال ارتداء الملابس التي تتخللها سلسلة أو قطعة من الحرير، لكن حياكتها من قماش آخر. أما عكس ذلك فلا يجوز إلا في الحرب، حيث تكون حياكة هذه الملابس من الحرير والسلسلة أو القطعة التي تتخللها من قماش آخر. يسود الاختلاف بين المالكيين بالنسبة لهذه القضية؛ فإذا كان بعضهم يجيز ارتداء الثوب الذي يسمى (الخز)، فإن أغلب الفقهاء يحرمونه.
يرفض الشيعة اللون الأسود. نقرأ في (أسفارغردان) (13): ((لا يلبس الثوب الأسود في الشرق، خاصة ببلاد فارس. إنه لون يرمز إلى الموت والخراب والتشاؤم والضياع والشناعة و رؤيته غير محببة. ينعته سكان المشرق بلون الشيطان)). أما اللون الأحمر والأصفر فغير مباحين ولا جائزين، ويجهل السبب، لكننا نعتقد أن اللون الأصفر غير مباح لأنه يعبر عن الكراهية والحقد والوهن والمرض. أما اللون الأحمر فإنه مرفوض، إذ يرمز إلى الدم والافتراس والضجايا الممزقة. مع كل هذا فإن المسلمين يرتدون في أغلب الأحيان ملابس صفراء وحمراء. يرى ابن جني والواحدي (14 (أن الفتيات يلبسن عادة ملابس حمراء. لايتم ارتداء الملابس الخضراء إلا داخل وسط الأشراف والأسياد والوجهاء وبعض الطرق الصوفية، أو الذين ينحدرون من أسرة الرسول (صلى الله عليه وسلم).
يظهر أن موضوع الملابس لا يشكل اختلافات كبيرة جدا بين الحنفيين والمالكيين والشافعيين. لكن يبدو أن المذهب الحنبلي الذي يتشدد كثيرا في القضايا الإسلامية قد توغل بعيدا في هذا في الموضوع. نقرأ في تاريخ مصر للنويري: (وفي هذه السنة فوض قضا قضاة الحنابلة بدمشق إلى شمس الدين أبي عبد الله محمد، حيث وصل إليه بتقليد القضا من الأبواب السلطانية في يوم الجمعة (15) ثامن صفر وقريءسس بجامع دمشق بحضور القضاة والأعيان وخرج القاضي شمس الدين المذكور من الجامع ماشيا إلى دار السعادة فسلم على نائب السلطة ثم نزع الخلعة السلطانية وتوجه إلى جبل الصالحية وجلس للحكم في سابع عشر صفر وما غير هيئته ولاعادته في مشيه وحمل حاجته ويجلس للحكم على مئزر غير مبسوط بل يضعه في يده ويجلس عليه ويكتب في محبرة من زجاج، ويحمل نعله بيده فيضعه على مكان وإذا قام من مجلس الحكم حمله أيضا حتى يصل إلى آخر الإيوان فيلقيه ويلبسه وهكذا اخبرني من أثق بأخباره واستمر على ذلك وهذه عادة السلف )).
إننا لا نعلم ما إذا كانت هذه البساطة الكبيرة موجودة عند كل أتباع المذهب الحنبلي أو أنها بارزة بوضوح عند قضاتهم فقط. نأسف لعدم تمكننا من فحص هذه القضية من خلال الضوابط والقواعد عند الحنابلة، كما أن الدراسات في أوروبا قليلة جدا بالنسبة لهذا المذهب الإسلامي.
لكي نأخذ فكرة واضحة عن التغيرات التي طرأت على الأزياء عند العرب، فإننا سنقارن بين لباس الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام) ورجل من الطبقة الراقية عاش في القاهرة إبان القرن السادس عشر؛ أي زمن الاجتياح العثماني للمنطقة.
كان النبي يرتدي قميصا من القطن الأبيض تتدلى أكمامه حتى الكوعين (16). يستعمل مع هذا القميص سروالا قصيرا أصله من القماش. يبدو أن الرسول لم يكن ينوع كثيرا في لبسه، حيث اشتهر بارتدائه لجبة طويلة منسوجة من الصوف ومطرزة بالحرير ومفتوحة من الأمام. كما كان لها كمان ضيقان. كان يستعمل أحيانا عباءة طويلة؛ ذات أزرار من الأمام، لكنه كان يرتدي في مناسبات معينة بدلا من هذه الملابس المعتادة، معطفا من القماش الغليظ، وهو ما يسمى عادة (بردة)، التي تصنع من نسيج صوفي سميك، لونه أسمر داكن مخطط. تغطي البردة الجسد كله. كان الرسول محمدا (صلى الله عليه وسلم) يضع على رأسه قبعة بيضاء يتدلى جزء منها إلى الخلف. أما حذاؤه فكان يتكون عادة من النعال، التي تستخلص من جلد الجمال. تربط بواسطة خيطين؛ أحدهما يمر فوق وسط الرجل والخيط الثاني يمر بين الإصبع الأكبر والإصبع الثاني. كما كان (عليه الصلاة والسلام) ينتعل خفين عاديين.
نلاحظ أن لباس النبي كان بسيطا جدا. إنه يشبه في أيامنا الحالية لباس سكان الصحراء. كان البدو لا يلبسون مثل الرسول سوى قميص متواضع من القطن وكساء طويل أو بدلا منهما يستعملون رداء من الصوف.
أما زي رجل عاش بالقاهرة في القرن السادس عشر، فإنه كان يتكون من عدة ملابس مهمة وراقية، مما يجعلنا نعترف عند المقارنة بالبساطة التي كانت تظهر على ملابس النبي وكذلك على ملابس البدو الذين يعيشون في الصحراء ويتنقلون بين فضاءاتها المترامية. يرتدي الرجل من القاهرة قميصا وسروالا قصيرا، يضع فوقهما قفطانا منسوجا من حرير تخترقه ألوان تمتزج ببعضها. يتوفر هذا اللباس على كمين واسعين. يربط القفطان بحزام عريض قد يصنع من الحرير أو من الصوف الخالص أو من بضاعة أخرى. نجد أيضا هذا الرجل يستعمل جبة أو لباسا طويلا مفتوحا من الأمام، بكمين قصيرين لا يصلان إلى الكوعين، بصورة تسمح برؤية الكمين الطويلين للقفطان، اللذين يتجاوزان الأصابع قليلا. كان هذا اللباس قصيرا شيئا ما من الإمام، أكثر مما هو عليه من الخلف. إنه يصنع من قماش أحمر أو ازرق أو اسمر داكن. يرتدي فوق الجبة رداء فضفاضا يسمى الفرجية، تكون عادة من الصوف أو من الوبر المبطن. أما لباس الرأس فتستعمل له قبعة أو طاقية صغيرة محاكة من ثوب قطني. كما نجد استعمال طربوش أو قلنسوة تنسج من ثوب أحمر. هناك من يضع عصابة طويلة، تقطع من نسيج موصلي شفاف، يتم لفه حول الرأس. يسميها بعضهم عمامة.. أما الأحذية الشائعة فكانت من النوع المغربي الأحمر، الذي يسمى المركوب.
تمنح نوعية الملابس الموجودة بالمشرق الإسلامي قيمة واحتراما وتقربا بالنسبة للشخص الذي يرتديها. إنها قد ترفع من شأن صاحبها أو تحط منه في المجالس واللقاءات والعلاقات وبين الكبار والوجهاء. نقرأ بالنسبة لهذا الموضوع في كتاب (وصف مصر): ((كلما نوع النبلاء والمرموقون في المجتمع من ملابسهم وأضافوا منها أشكالا جديدة مدهشة يضعونها فوق أجسامهم، إلا وزاد احترامهم والانقياد لهم. لذلك فليس الأمر غريبا عند المشارقة الذين يعتنون جيدا بملابسهم وأزيائهم وحللهم وعطورهم الجميلة)). نجد في كتاب الأغاني قوله: ((الملاءة أو الملاية المطيبة تكون معطرة)). ونقرأ في كتاب (تاريخ مصر) للنويري: ((لقد وجدت قطعة أثرية منزلية مصنوعة من خشب ومضوعة بالعنبر بين كنوز أحد الوجهاء. تشبه هذه التحفة شكل الإنسان، وهي معمولة على قدر جسده وبرسم ثيابه. توضع فيها ثيابه لتكتسب رائحة طيبة. يضعها في الأعلى لتنشر الرائحة بين ملابسه)). نجد في إحدى حكايات ألف ليلة وليلة قولا شعريا من بحر الكامل:
(( وتميس بين مزعفر ومعصفر
ومعنبر وممسك ومصندل
تمشي المرأة بطريقة راقصة، مرتدية بملابس معطرة بالزعفران والعنبر والمسك والصندل. كانت فاخرة مطيبة، تبخرها عند جلوسها. طارت شرارة فأحرقت طرفها)). يقول الوهابيون بمنطقة نجد أنهم يعطرون الكوفية أو العمامة. لكن الجزء الذي يعطر من يكون في الغالب حول الكمين والرقبة والإبطين. نجد في قصيدة من البحر الطويل لابن زيدون رواها ابن خاسان وفسرها الواحدي، قوله:
أتت زائرا ما خامر الطيب ثوبها
والكالمسك من أردانه تتضوع
ويروي ابن جني بيتا يحمل نفس المعنى ونفس البحر العروضي:
ألم تراني كلما جئت طارقا
وجدت بها طيبا وإن لم تطيب

هناك عدة شهادات تتعلق باستعمال ملابس التشريفات والمناسبات والمراسم والمناصب السامية. يعد هذا الموضوع قديما جدا ومهما في المشرق الإسلامي. يقول المقريزي في هذا الصدد: ((كان هارون الرشيد أول الأمراء المسلمين الذين استعملوا هذا الزي، حيث منحه لجعفر بن يحي البرمكي. يسمى هذا اللباس خلعة، وحاليا تشريفا. كان الأمير عندما يريد تشريف شخص معين ينزع لباسه المفضل ويخلعه على هذا الرجل)). كان الأمراء لا يمنحون إلا الحلل السلطانية الجيدة الخاصة والمميزة. يذكر النويري في كتابه (تاريخ مصر.(... أنعم على الأمير سيف الدين قلاوون بشربوش كان قد لبسه الحاكم نفسه)). يصيف هذا المؤرخ بأن الخلعة التي كان العباسيون يلبسونها للمنعم عليهم تنسج من ثوب فاخر جدا، لكنها متنوعة الأشكال، كما كان يفعل الخليفة العباسي المعتصم بالله، الذي أنعم على عدة أشخاص بملابس مختلفة (فرجية، أحزمة وأوسمة من حرير، جبة، طرحة، دراعة...
كان الأمير يمنح في أغلب الأحيان مع الخلعة سيفا رفيعا وحصانا وكمية من الذهب. لقد تميزت ملابس التشريفات العباسية الممنوحة لبعض المستحقين بهيمنة اللون الأسود.
للأسف لم يكن الهدف الوحيد للملابس في المشرق الإسلامي هو التشريف وإعلاء الشأن والمقام فقط، بل كان أيضا ينحو منحى الحقد والانتقام والقتل بطريقة وضيعة، ونفس الهدف نجده بالنسبة للملابس المسيحية في القرون الوسطى. يذكر النويري أن السلطان البويهي الملك المعظم كان يكن حقدا شديدا لقاضي القضاة الذي أقنع ست الشام بنت أيوب أخت صلاح الدين والمالك العادل بأن توصي بممتلكاتها إلى مؤسسات خيرية وكان لهذا السلطان نفس الوصية. ((بعث السلطان الملك المعظم رسولا إلى قاضي القضاة وهو في مجلس حكمه مع جماعة كثيرة من العدول والمتحاكمين فجاء الرسول وقال للقاضي إن السلطان يسلم عليك ويقول لك إن الخليفة سلم الله عليه إذا أراد أن يشرف أحدا من أصحابه خلع عليه من ملابسه ونحن نسلك طريقه وقد أرسل إليك من ملابسه وأمر أن تلبسها في مجلسك هذا وأنت تحكم بين الناس وكان الملك المعظم أكثر ما يلبس قباء أبيض وكلوتة صفراء. فتح الرسول البقجة فلما نظر القاضي إلى مافيها وجم. قال الشيخ شهاب الدين أبو شامة فأخبرني الرسول الذي أحضر هذه الخلعة والرسالة بذلك. قال وكان السلطان قد أمرني أن ألبسه إياها بيدي إلى أن امتنع أو توقف فأشرت عليه بلبسها وأعدت عليه الرسالة فأخذ القباء ووضعه على كتفه ووضع عمامته بالأرض ولبس الكلوتة الصفراء على رأسه ثم قام ودخل بيته إثر هذه الحادثة ورمى كبده ومات ويقال إن ذلك كان في يوم الأربعاء سابع وعشرين شهر ربيع الأول سنة تسع وسبع مائة)).
تذكر بعض المخطوطات الإسبانية أن ملك قشتالة دون إينريكي قد مات مسموما لان محمدا ملك غرناطة قد بعث إليه بعض القوارير المملوءة بالسم.
ترمز الملابس السوداء عند بعض القدماء إلى الحزن، حيث كان يرتديها الرجال والنساء. لكن بعض الجماعات تستعمل الملابس البيض في هذه الحال. لذلك فإن الملابس السوداء الخاصة بالحزن قد أصبحت مقتصرة في العصر الحالي على النساء دون الرجال لأنها مخالفة لقوانين الشرع بالنسبة للذكور. كما كان بعضهم يرتدي الملابس الحمر كدليل على الغضب. نقرا في كتاب ألف ليلة وليلة)، الجزء الثاني، ص 104 هذا القول: ((لبس بدلة الغضب وهي بدلة حمراء)).
لقد رتب. ر. ب. أ. دوزي (القاموس المفصل لأسماء الملابس عند العرب) ترتيبا أبجديا، حيث يورد أسماء هذه الملابس متسلسلة حسب الحروف الهجائية:
حرف الألف:
_ أتب أو مثبتة: يعرفه بأنه المشمل عند الجوهري. هو ثوب أو برد تلقيه المرأة على عنقها من غير جيب ولا كمين والبقيرة ودرع المرأة وما قصر من الثياب فنصف الساق أو سراويل بلا رجلين أو قميص من الديباج الرومي.
_ الأخر وق: يشبه التاج الصغير المكلل بالجواهر وبأعلاه ريش الطواويس.
_ أزار أو مئزر: هو لحاف كبير الحجم.
_ أنتاري: يذكر المؤلف أن هذا النوع من الملابس العربية غير موجود في جل القواميس العربية، رغم وروده ضمن بعض المصادر الألمانية والنحوية التركية واللغوية المصرية.
حرف الباء:
_ بابوج أو بابوش: غير موجود في القاموس.
_ باروة / باروات: لانجد له أي أثر في الفاموس.
_ بتات: يذكر الجوهري أنه لباس رجال الصوفية.
أنشد أحد المتصوفة بيتا شعريا من بحر الرجز بخصوص هذا الموضوع:
من يك ذا بت فهذا بتي
مقيظ مصيف مشتي
نسجته من نعجات ست
_ بردة: لباس غليظ. ورد ذكره كثيرا في السنة النبوية والأحاديث الشريفة
_ برقع: هو حجاب لستر الوجه يشبه اللفاع وجزء من الرأس.
_ بريم: تشده المرأة على وسطها وعضدها.
أنشد الأصمعي في هذا الصدد بيتا شعريا من بحر الطويل:
إذا المرضع العوجاء جال بريمها.
حرف التاء:
_ تبان: سراويل صغيرة.
_ تاج: يوضع على الرأس. كما يستعمل للزينة والحكم والسلطة.
حرف الجيم:
_ جبة: تكون من صوف بكمين ضيقين. يلبسها العرب البدو كثيرا. ورد ذكرها مرات عديدة في الأحاديث النبوية الشريفة.
_ جديل: ذكر التبريزي بأنه يعمل من قطعتين جليتين. تستخدمه الإماء، وليس النساء العربيات الحرات.
_ جزا ور: يقول المؤلف بأن هذه الكلمة غير موجودة في القاموس.
_ جلباب: يسميها بعضهم ملحفة وإزار. قالت امرأة من هذيل ترثي قتيلا:
تمشي النسور إليه وهي لاهية
مشي العذارى عليهن الجلابيب
_ جورب: لفافة الرجل.
حرف الحاء:
_ حريم وإحرام: مئزر.
_ حزام: يربط به الوسط. ورد في الجزء الأول من (ألف ليلة وليلة)، ص 409((ألبسه قميصا رفيعا وثوبا من ثيابه وعمامة لطيفة و حزاما رفيعا)).
_ محشاء: كساء غليظ ابيض صغير يتزر به أو إزار يشتمل به.
_ حللية: يقول الكاتب بأنه غير موجودة في القاموس
_ حائك: كلوتة، ملحفة.
حرف الخاء:
_ خرقة: قطعة من ثوب قصير. يسمى أيضا كل لباس قديم، كثر استعماله خرقة.
_ خف: لبسه الرسول كثيرا، كما ورد في صحيح البخاري. يقصر لأسفل من الكعبين. تلبسه النساء، حيث يكون مزركشا عند بعضهن بالذهب الأحمر ومرصعا بحاشية قصب وشريط لاعب.
_ خمار: يذكر الجوهري والفيروزبادي أن هذه الكلمة مشهورة جدا. إنها تمثل حجاب المرأة المسلمة. يستر الخمار الرقبة من الأمام وأعلى الوجه ويربط بعضه بأعلى الرأس أو بخلالة غير منظورة بطرفه الآخر.
حرف الدال:
_ درع: هو عبارة عن قميص يستر ويقي الصدر من كل ضرر أو أذى. نجد في كتاب (قلائد العقيان)، الجزء الأول، ص 8، بيتا من بحر الكامل:
إن نشرت تلك الدروع حنادسا
ملأت لنا هذي الكؤوس ضياء.
_ دروازة: هي كلمة من أصل فارسي، غير موجودة في القاموس: لباس الفقراء؛ بسيط ومتسخ كما ذكر ابن سعد.
حرف الذال:
_ ذيل: قميص خاص، كما ورد في القاموس وعند المقريزي.
حرق الراء:
_ رصافية: يجعلها ابن خلدون مرادفة لكلمة قلنسوة في عدة مواطن من (مقدمته)، وهي نوع من لباس الرأس.
_ ريطة: يعرفها الجوهري بأنها ملاءة من قطعة واحدة ولم تكن لفقين.
حرف الزاي:
_ زبون: غير موجود في القاموس ( 17 ).
_ زرمانقة: غير موجود بالقاموس ( 18).
_ زلحم: جبة من صوف.
حرف السين:
_ سبجة: كساء أسود في الغالب، وهو قميص للنوم.
_ سيداره _ سندس: نوع من العصابة والطاقية. يرد ذلك في هذا البيت الشعري من بحر الطويل:
وداريتها حتى شتت حبشية
كان عليها سندسا وسدوسا
_ سروال: لباس يغطي النصف الأسفل من الجسم. يرتدى من الحزام حتى القدمين. يتكررر ذكره كثيرا في المصادر العربية.
حرف الشين:
_ شد _ شاية: عصابة من الثوب توضع على الرقبة.
_ شربوش: تاج يوضع على الرأس. يقول المقريزي ج / 1، ص 351: ((وأما الخلع فإن السلطان إذا أمر أحدا من الأتراك ألبسه الشر بوش وهي شيء يشبه التاج كأنه شكل مثلث يجعل على الرأس بغير عمامة ويلبس معه على قدر رتبته)).
_ شربيل: زربون يوضع في رجل المرأة. نجد مثالا على ذلك في الجزء الثاني من (ألف ليلة وليلة)، ص 25 و 79: ((جعله في رجله زر بونا على عادة المماليك)).
_ شعرية: هو حجاب يستر العينين ويلبس فوق النقاب.
_ شاش: كلمة غير موجودة في القاموس. يقول ابن إياس في كتابه (تاريخ مصر، ص 16؛ أحداث عام 787): ((وفي رجب جرت حديثة وهي أن امرأة صالحة رأت النبي صلى الله عليه وسلم في منام وهو يقول لها قولي للنساء ينتهين عن لباس الشاش وكان شيئا قد اقترحته النساء ليلبسنه على رؤوسهن مثل سنم الجمل طوله نحو دراع وارتفاعه ربع دراع ويزخرف بالذهب واللؤلؤ وبالغوافي وكان بدعة سيئة من السيئات)).
حرف الصاد:
_ صدار: يذكر الجوهري بأنه قميص صغير يلي الجسد.
_ صدرية: كلمة غير موجودة في القاموس.
_ صولق: جيب أو جراب كبير من جلد. يذكر المقريزي في (وصف مصر، ج / 2، ص 350 و351): (كان السلاطين والأمراء والجنود يلبسون إبان حكم السلالة التركية (الشركسية) الصوالق وهي بلغاري كبار يسع الواحد منهم أكثر من نصف ويبة غلة معروز فيه منديل طوله ثلاثة أدرع)).
حرف الطاء:
_ طربوش: ورد ذكره بمعية الشاش والطاقية والقبعة والتاج وغيرها من ألبسة الرأس.
_ طرحة: ثوب يوضع على عمامة الرأس. كان يسمى قديما بالطيلسان. يذكر النويري في (تاريخ مصر، أحداث 716): ((فوض قضا القضاة الحنفية بمصر للقاضي سراج الدين عمر بن شهاب الدين بن محمود وخلع عليه بطرحة على عادة القضاة)).
_ طرطور: هو قبعة يلبسها أهل الأرياف في مصر. يعوض عند بعضهم الطربوش. إنه لباس رأس بسيط جدا. يلبسه الدراويش حاليا، كما يقول م. لان في كاتبه (المصريون المعاصرون، ج / 1، ص 369، ج / 2، ص 190).
_ طاقية: هذه الكلمة غير موجودة في القاموس
حرف العين:
_ عبروق: كلمة غير موجودة في القاموس.
_ عباءة: جبة. تختلف في اللون والمقاسات. ذكرت كثيرا في رحلات الغربيين وكتب الأدب والتاريخ.
_ عرقية: لانجدها في القاموس. لكنها ذكرت في بعض الكتب كمرادف للطربوش والعمامة والطاقية.
_ عصابة: تلف حول الرأس. طولها كبير. توضع على شكل أسنمة الجمال أو المثلث
_ عقال: لا تذكر القواميس هذه الكلمة. يسميها بعضهم كوفية.
_ عمامة: يضعها الرجال على رؤوسهم. تحمل عدة رموز وقصص تتعلق بالموت والقتل والطبقة والجاه والحظوة والتقوى في التراث العربي ودوائر الحكم والسياسة الإسلامية.
حرف الغين:
_ غفارة: هي نوع من أنواع القبعات النسوية. ذكر المتنبي هذا البيت الشعري من بحر البسيط:
نعج محاجره دعج نواظره
حمر غفائره سود غدائره
_ غلالة: هو لباس للنساء. نجد في (ألف ليلة وليلة، ج 3، ص 161): (فقالت له يا سيدي إخلع ثيابك وعمامتك والبس هذه الغلالة الصفراء واجعل هذا القناع على رأسك حتى نحضر بالمأكول والمشروب بعد ذلك تقضي حاجتك فأخذت ثيابه وعمامته ولبس الغلالة والقناع). نقرأ في (قلائد العقيان): بيتا شعريا من بحر الكامل:
لما تهلل في الظلام جبينها
لبس الظلام بها غلالة نور
ونجد بيتا شعريا آخر من بحر المنسرح ضمن كتاب (الذخيرة في أخبار الجزيرة) لابن بسام:
والشمس قد عصفرت غلائلها
والأرض تندى ثيابه الخضر
_ غنبار: هو ثوب يستر عند أهل بلدان المغرب العنق. يصنع أحيانا من الجلد.
حرف الفاء:
_ فرجية: لباس يشبه الجلباب، يكون عريضا ومتموجا، والكلمة من أصل تركي.
_ فرملة: هي صدرية مشهورة بطرابلس الغرب.
_ فوطة: تعوض السراويل. تكون من حرير أو ثوب ناعم.
حرف القاف:
_ قبقاب: هو حذاء مرتفع يكون مرصعا أحيانا ببعض الأحجار الجميلة.
_ قباء: يعوض عند بعضهم الجبة.
_ قرطق: هو معرب، أصله كرته عند الفرس. يشير الى قميص قصير.
_ قلنسوة: لباس رأس، تشبه الطربوش.
_ قناع: هو نوع من الحجاب والبرقع الساتر للوجه.
_ حرف الكاف:
_ كرسيه _ كرزيه: لباس للرأس عند أهل المغرب الأقصى، كما يذكر ابن جبير.
_ كساء: يصف كل ما يستر الجسم، وهو ذو معنى عائم.
_ كفوف: قفازين.
_ كمة: قلنسوة مدورة.
حرف اللام:
_ لبيبة: ثوب يشبه البقيرة والإتب.
_ لبدة: هو مثل الطاقية والطربوش.
_ لثام: يستر عند البدو أعلى الوجه.
_ لحاف: غطاء كبير يستر به المرأة جسمها. يسمى عند بعضهم الإزار أو البرقع الكبير.
_ لفاع: يحمل معنى الملحفة، وهو رداء كبير تتلفع به المرأة.
حرف الميم:
_ مار: هو كساء صغير له خيوط مرسلة وإزار للساق. يكون من الصوف المخطط.
_ مسح: هو لباس البراهمة. تتكون من الشعر.
_ ملاءة: تنتمي إلى الألبسة الكبيرة التي ترتديها النساء، مثل الشودرة والحبرة والإزار والملحفة والعباءة.
_ ملوطة: هي جبة أو فرجية.
_ منديل: يمسح به الوجه. يوضع عند الحر كعمامة وشاشة ورباط ضد الألم.
حرف النون:
_ نشير: مئزر.
_ منطقة: حزام.
_ نعل: حذاء للرجلين.
_ نقاب: هو حجاب للمرأة. يقدم بعضهم البرقع كمرادف له.
حرف الهاء:
_ هدون: هو لباس من الصوف.
_ هميان: حزام لربط النقود.
يقول المعتمد بن عباد في بيت شعري من بحر البسيط، عندما سجنه يوسف بن تاشفين سلطان المرابطين بأغمات. نجد بيتا شعريا في هذا الصدد:
غلطت بين همايين عقدن له
وبينها فإذا الأنواع أشتات
حرف الواو:
_ وشاح: هو حزام من جلد تلبسه النساء. يكون مرصعا بالأحجار الصغيرة
يقول المتنبي في بيت شعري من بحر الوافر:
ترفع ثوبها الأرداف عنها
فيبقى من وشاحيها شسوعا
_ وقاية: يذكر القاموس أنها توازي السيدارة، التي توضع تحت المقنعة والعصابة والطاقية.
حرف الياء:
_ يلك: كلمة من أصل تركي. تمثل صدرية توضع فوق القميص، وتكون طويلة 0
التركيب النهائي:
لقد قمنا بترجمة وتحليل بعض الموضوعات المبنية على الكلمات المعجمية، التي أوردها. ر. ب. أ. دوزي في كتابه المعروف ب (القاموس المفصل لأسماء الملابس عند العرب). يثير هذا العمل القيم في بعض مضامينه قضايا مهمة، تحتاج إلى دراسات جديدة استفزازية واستشرافية، مثل: معجم المأكولات والأطعمة العربية، معجم الهندسة العمرانية، معجم التجارة والصناعة، معجم الحيوانات والأنعام الأليفة، معجم الألوان، معجم مواد الزينة والتجميل عند المرأة العربية، معجم السياسة والحكم عند السلاطين والأمراء العرب، معجم الرحلات والأسفار، معجم التاريخ والجغرافيا للبلدان العربية، معجم أحوال الطقس من خلال كتاب (ألف ليلة وليلة)، التداخل في معجم الملابس العربية، معجم الملابس العربية والملابس التركية: دراسة مقارنة، معجم الملابس العربية في مشرق العالم الاسلامي، معجم الملابس في غرب العالم الإسلامي، معجم الحروب والمعارك عند المسلمين...
لقد عرض علينا الكاتب مادة ضخمة، جمعها من مختلف أمهات الكتب والمصادر والمخطوطات السمينة، لكنه لم يتبع منهجية دقيقة في التحقيق، حيث حرف ونقل أخطاء كثيرة تتعلق بأسماء بعض الشخصيات والملابس والفضاءات. نجده يزل كثيرا بالنسبة للجوانب التالية:
أ _ عدم استعمال منهجية دقيقة تنتمي إلى مجال الفيلوجيا PHILOLOGY، حيث تساعده على اتباع نظام دقيق في تحقيق النصوص والمقارنة بينها.
ب _ رجوعه إلى قاموس واحد واعتماده حجة قاهرة ومتسلطة.
ج _ إلغاء الرواية الشفوية.
د _ عدم الاهتمام بأدوات البحث العلمي كالملاحظة والتجربة ووضع الفرضيات بالنسبة للكلمات والموضوعات المعجمية الشائكة. كما تنعدم هنا الطريقة العلمية الرصينة لجمع المتنCORPUS المدروس وتحليل الكلمات المعجمية وتقديم نتائج العينة.
ه _ انعدام المنهجية العلمية بالنسبة للمقدمة: تحديد موضوع معجم الملابس، أهميته، صعوباته، المصادر القديمة التي عالجته، لغته الواصفة METALANGUAGEومصطلحاته، محتواه التحليلي...
و_ غياب الرأي الشخصي الذي يبث بعمق وحداثة في الكلمات النادرة أو غير الموجودة بالقاموس _ الحجة السحرية.
والحقيقة أن الكاتب قد أصدر أحيانا أحكاما جاهزة وعممها، دون أن تكون مطردة ومتواترة. كما أن بعض آرائه قد نبعت من دراسات هندوأوروبية وغربية متشتتة، مماجعله يغفل خصوصية اللغة العربية، التي تنتمي إلى عائلة اللغات السامية. فكانت بعض المواطن في (قاموسه المفصل) موسومة بالاستلاب والاغتراب وعقدة (0 أوروبا _ الأنا)) أو ((أوروبا _ المركز))، وهي عبارة قد أصبحت في خبر كان. كما يظهر كذلك جهله ببعض الفتاوى وآراء المذاهب الإسلامية الأربعة (المالكي، الحنفي، الحنبلي، الشافعي) بشأن نوع بعض الملابس ولونها وشكلها. نجده لايدقق في اختلاف معاني الكلمات الخاصة ب(المعجم الإسلامي) وتداعياتها المتنوعة، مثل: معركة = غزوة = فتح. كما يكثر من ترديد بعض النعوت والصفات التي يجهل دلالاتها الرمزية: بدو / بدوي، برابرة / بربري.
لم تتم مراجعة هذا العمل من طرف خبراء ومتخصصين ثقاة، مما جعله يسقط في كثير من الزلات والهفوات. نأمل أن يعاد النظر في هذا الإنجاز اللساني المغري بموضوعه لأنه متهافت في بعض جوانبه.
الهوامش:
(1 ) لقد ورد عنوان الكتاب في أصله الفرنسي بما يمكن ترجمته (بالقاموس المفصل لأسماء الملابس عند العرب). لكن يظهر هنا الخلط الكبير عند المؤلف بين مفهوم (قاموس) ومفهوم (معجم). كما أن العنوان الفرنسي ليس اصطلاحيا ولا متخصصا بتاتا. فالعنوان له سلطة على محتوى كل فصول الكتاب، وهو العتبة المرشدة أو المضللة بالنسبة لرحلة التلقي والتأويل.
( 2) يفضل الرجوع إلى (مقدمة ابن خلدون) أو (تاريخه) للمقارنة واستخلاص موضوعات ونتائج جديدة مفيدة.
(3 ) عبود المقري، تاريخ إسبانيا، ص 45.
(4) م. س. غيا نغوس، القاموس المفهرس، ص 186.
(5 ) ابن إياس، تاريخ مصر، ص 202.
( 6 ) المرجع نفسه، ص 270، حيث يتحدث المؤلف عن أحداث عام 676.
( 7 ) مارمول، متمرد المغرب، ص 38.
( 8 ) يشير المؤلف في الهامش إلى عدة إحالات متعددة الأرقام والاختزالات في الأسماء، نقلها عن الباحث مان.
( 9 ) ينظر كتاب (لوحة عامة للإمبراطورية العثمانية)، الجزء الثاني، ص 130لصاحبه موراجا دحسون.
(10 ) ابن إياس مرجع سابق، ص 254.
( 11 ) عبود المقري، مرجع سابق، ص 353.
( 12 ) ينقل الكاتب عن عدة كتب غربية، تحمل عناوين متشابهة تتعلق بالأسفار.
( 13 ) غردان، الأسفار، ج3، ص 69.
( 14 ) تعاليق على ديوان المتنبي، ص 33.
( 15 ) يرتكب الكاتب عند أخطاء جسيمة عند نقل هذا النص من اللغة العربية إلى اللغة الفرنسية، حيث يصبح يوم الجمعة هو يوم السبت، علاوة على تفشي الاخطاء الإملائية.
( 16 ) النويري، تهذيب الأسماء، ص 33.
( 17 ) يكثر المؤلف من تكرار هذه الجملة، دون استشارات ومقابلات وروايات عن أهل المعجم المعاصرين الثقاة.
( 18 ) لايفترض الكاتب أية افتراضات أو يطرح بعض التساؤلات عند تكرار غياب كلمة أو تغير شكلها ومعناها ضمن موطن أو مخطوط أو مصنف آخر.
البريد الإلكتروني: