من مجلس الشورى إلى وزارة الشؤون الاجتماعية

الدويحي: تصنيف الكتاب والأدباء ضمن الجمعيات الخيرية أمر غير معقول !
الحميدان: نظام الرابطة يشبه أنظمة الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني .
الشقحاء: لابد من وجود جمعية للأدباء السعوديين حتى يكون لنا صوت في اتحاد الكتاب العرب.

عبدالله السمطي من الرياض: لا شيء غير الحلم.. هكذا يمكن توصيف الحالة الثقافية للأدباء والكتاب السعوديين الذين يحلمون منذ سنوات بتأسيس رابطة لهم، أو اتحاد كتاب على غرار الاتحادات الموجودة في معظم دول العالم ومنها الدول العربية، فحتى الآن لا يوجد تمثيل ثقافي للسعودية في اتحاد الكتاب العرب، وبالتالي فهي لا تندرج ضمن الأنشطة الثقافية أو الرسمية لاتحاد الكتاب العرب، كذلك لا توجد للكتاب السعوديين مؤسسات ثقافية داخلية يمكن أن تمثل مرجعا رسميا لهم، وإذا كان البعض يتذرع بوجود أندية أدبية وثقافية، فإن هذه الأندية تكتفي بالأنشطة الثقافية فحسب، ولا تقدم ما يرتبط بحياة الأديب، ووضعه الاجتماعي والثقافي، أو تقدم له حقوقا ثقافية واجتماعية، وقانونية.
ومنذ ما يربو على الخمس سنوات تقدم مجموعة من الكتاب والأدباء لوزارة الثقافة بطلب تأسيس رابطة للكتاب، ومنذ هذا الوقت لم يتم البت في الموضوع، ثم أحيلت أوراق الطلب إلى مجلس الشورى منذ عامين، وتمت مجموعة من المداولات والمناقشات بشأن تأسيس اتحاد للكتاب والأدباء السعوديين ، وصدر القرار بإحالة الطلب إلى وزارة الشؤون الاجتماعية.
الثقافة المسكينة:

يقول الروائي أحمد الدويحي معلقا على ذلك:
حرام ان تكون في سيرة الكلمة وصولها إلى هذا الحد من التهميش والإلغاء والمصادرة، وألا يكون للكلمة عنوان من خلال إطار مؤسسي . ووزارة الإعلام والثقافة تعلم أن من أول عدد من صحيفة أم القرى ، أي منذ أكثر من ( 70 ) عاما كان هناك طلب لإنشاء جمعية أو رابطة للكتاب ، وإلى هذه اللحظة التي قطع فيها العالم شوطا كبيرا في إنشاء مؤسسات المجتمع المدني مثل: مؤسسات المهندسين والتجاريين، والأطباء، والصحافيين ، أن يأتي الكتاب والأدباء ويصنفون ضمن الجمعيات الخيرية والاجتماعية فهذا غير معقول.
مثلا بعد سقوط الشاعر محمد الثبيتي، ودخوله المستشفى ، كتبت ان الثقافة صارت مسكينة، الثقافة موجودة، ولكن المثقفين لا وجود لهم ، فهل المسألة مجرد استئجار مبنى ، وإنفاق ميزانية؟
وزارة الثقافة والإعلام ألغت تنظيما ثقافيا مهما هو quot; نادي القصة السعوديquot; وكان يفعل أنشطته الأديب خالد اليوسف ، الذي كان يقوم بدور مهم، في طباعة كتب وروايات ويتواصل مع المؤسسات الثقافية المحلية والعربية، و في معرض فرانكفورت الأخير كانت هناك كتب صادرة من اليمن عن القصة القصيرة السعودية بسبب تواصل نادي القصة مع المؤسسات اليمنية الثقافية. واختتم الدويحي كلامه بالقول: نحن نفتقد النظام الثقافي المؤسسي ، والمفروض وزارة الثقافة هي التي تسعى لإنشاء رابطة للكتاب والأدباء وليست وزارة الشؤون الاجتماعية .

ووقال الروائي: إبراهيم الناصر الحميدان : تم تحويل الطلب إلى مجلس الوزراء ، شعبة الدراسات، وقد طالب البعض بجعل نظام الرابطة يشبه أنظمة الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني، وأتوقع خيرا بإذن الله


ضيوف شرف:

وعن مصير هذه الرابطة بعد أن دخلت إلى أروقة مجلس الشورى، ثم انتقالها لأروقة وزارة الشؤون الاجتماعية قال الكاتب القاص محمد منصور الشقحاء وهو من أكثر المتحمسين لإنشاء الرابطة:

الأدباء وحدهم هم المسؤولون، فهناك تكاسل من قبلهم، وأنت تذكر عندما اجتمعنا وبعض الأدباء في أحد المقاهي بالرياض ومن خلال الحوارات مع الأصدقاء انبثقت فكرة جمعية الأدباء والمثقفين السعوديين الأهلية ، وعلى ضوئها كان في ملتقى المثقفين الأول الذي عقدته وزارة الثقافة والإعلام منذ سنوات تبنى المشاركون هذه الفكرة، وصدرت في البيان الختامي للملتقى .
الذي حدث بعد ذلك ، تم إرسال نسخ مصورة من اللائحة التي أعددتها واستقطبت مجموعة من الأصدقاء والزملاء من جميع مناطق المملكة حتى وصلنا إلى عشرة أدباء ، وتقدمنا بطلب التأسيس لوزارة الثقافة والإعلام، ثم وصل الطلب إلى مجلس الشورى بعد ذلك تمت مناقشة الطلب من خلال اللجنة الثقافية في مجلس الشورى ، بينما كان أثناء الحوار أن الجمعية هي جمعية أهلية، بينما مجلس الشورى يناقش القضايا الحكومية، وكان هناك تباين في الآراء بين أعضاء اللجنة الثقافية في مجلس الشورى ، إنما الذي يعلن بصدق : لم أجد التفاعل الكافي من الكتاب والأدباء لدعم هذه الفكرة وتنميتها، وأعتقد أن وزارة الشؤون الاجتماعية هي المختصة بإنشاء هذه الجمعية، لذلك أعلنت في مقال بالجزيرة أنني نفضت يدي من هذا الموضوع.
وعن أهمية الرابطة أو جمعية الأدباء يؤكد الشقحاء هذه الأهمية بالقول:
مهم وجود هذه الجمعية لأن المؤسسات المثيلة في الكويت، واتحاد الكتاب في مصر وفي المغرب واتحاد الكتاب العرب، وغيرها من الجمعيات في العالم العربي لا يوجد تواصل بيننا كمثقفين وبينهم، نحن عملنا فردي وليس جماعيا للأسف الشديد، وهذا ترسخ في ذهني من خلال تجربتي في النادي الأدبي بالطائف. لكن تجد أنه لا يوجد تفاؤل بالعمل الجماعي في النادي الأدبي، لا يوجد تكتل يناقش إجازة كتاب أو استضافة فلان، بشكل جماعي لا نشعر بوجوده في النادي الأدبي، وما يحدث من أنشطة هي بمثابة اجتهادات فردية. نحن كأعضاء مجالس إدارة زملاء وأصدقاء نقدر بعضنا بعضا، لكن لا يوجد تفاعل جماعي يعطي العمل الجماعي زخمه.
وأضاف الشقحاء: أشرت في صيغة لي أنه لابد من وجود جمعية للأدباء السعوديين حتى يكون لنا صوت في الجمعية العمومية لاتحاد الكتاب العرب.
كان اتحاد الكتاب العرب يجتمع في مصر، وقد استبعدت إحدى الروابط الأدبية في البحرين لا يوجد لها حق التصويت بسبب استقالة مجلس إدارتها، أما نحن فنحضر كضيوف شرف لا يحق لنا التصويت ، رغم أن الساحة الثقافية والاقتصادية والسياسية والإعلامية تشهد نهضة حقيقية، فنحن الآن بيت العرب ، كما أن الإنتاج الأدبي كبير ودور النشر كبيرة .