عبدالله السمطي من الرياض: تفاعل الأدباء والمثقفون السعوديون مع ما نشرته إيلاف حول القرار الصادر بخروج الشاعر محمد الثبيتي من مدينة سلطان للخدمات الإنسانية التي يعالج بها من تداعيات الجلطة التي أصيب بها في شهر مارس 2009 قبل أن يستكمل علاجه، كما تفاعلوا مع نداء نزار الثبيتي ابن الشاعر الذي دعا من خلال إيلاف إلى التئام المثقفين حول والده كي يستكمل علاجه، ودعوته إلى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة لتحمل مسؤولياته. وتجلى هذا التفاعل في رغبة عدد من المثقفين السعوديين في متابعة حالة الشاعر محمد الثبيتي، إذ يقول الشاعر محمد زايد الألمعي: سوف نأتلف لإصدار بيان يحدد مسؤولية وزارة الثقافة والإعلام لعلاج الثبيتي، وتحديد الأطر المستقبيلة لواقع الأدب والثقافة، فما حدث للثبيتي قد يحدث لبعضنا غدا، كما دعا الألمعي لعلاج الثبيتي في الخارج إذا لم تتحمل مدينة الخدمات الإنسانية إقامته.
وفيما عبر الروائي أحمد الدويحي والقاص طلق المرزوقي عن أملهما في شفاء الثبيتي ومداومة علاجه حتى يعود لحالته الطبيعية، فإن عدة مواقع تفاعلت مع الموضوع، ونقلت ما نشرته إيلاف بعنوان:quot; شاعر التضاريس محمد الثبيتي مهدد بالطرد من مدينة الخدمات الإنسانيةquot; إلى موقع الفيس بوك، وإلى موقع منبر الحوار والإبداع، وموقع جهات الشعر، وصحيفة السفير اللبنانية.
في الفيس بوك حظي الموضوع بمتابعة وتعليقات من عدد من الأدباء حيث علق الروائي أحمد الدويحي بالقول: نعم الشاعر الكبير يا (سعد) مهدد بالطرد.. ولعل مناشدة نجله الشاب (نزار) الثبيتي لمعالي وزير الثقافة وللمثقفين، تأتي أشد مرارة من الواقع نفسه.. لك الله يا ( أبا يوسف ) فأنت حتى وأنت في عز أزمتك تحضر ونحن الذين نغيب ُ.. فشق يا سيدي ماء البرك والله معك.. شكراً للعزيز السمطي. سعد أعرف أنك وحيداً تتابع أوراق علاج الشاعر الكبير وليس بيدك أكثر مما هو مطروح هنا. ونأمل أن تكون هذي الصرخة الموجعة مسموعة. كن بخير. في الشطان لاتروي العليل من الصدى.. فذهبت في بحر الجنون عميقا) gt;gt;{ محمد الثبيتي}gt;gt;..gt;gt; قالها يوما ابا يوسف وهو في كامل صحته وابداعه.. ماذا نقول نحن وهو الان ينتظر متى يطرد من مركز العلاج بالرياض.. هل كانت نبوءة شاعر.. ام انه كان يعرف نهاية الاديب والمثقف في بلادنا..... (ليتك كنت لاعب كرة). اسال الله لك الشفاء والعافية وان يتداركك بعنايته ورحمته... يا سيد البيد.
وعلق سعد الغامدي: إلهي أذهب البأس رب الناس، اشف و أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً..
إلهي..
إني أسألك من عظيم لطفك وكرمك و سترك الجميل أن تشفيه و تمده بالصحة و العافية..
وذكر حزام العتيبي : سأقوم بمهاتفة رجل فاضل في الديوان الملكي ضباح هذا اليوم وسيحل المشكلة ان شاء الله.
وكتب الشاعرعلي الرباعي: كنت أنوي التعليق بوجع،إلا أن حزام العتيبي بعث بارقة أمل فلننتظر وفاء الوطن من خلال رجل فاضل في الديوان الملكي لننتظر فعساك يا حزام فاتح خير.
كما شارك بالتعليق كل من أحمد التيهاني ناصر آل فرحان عبدالوهاب العريض محمد الطيب
وفي موقع: منبر الحوار والإبداعquot; كتب الشاعر علي الدميني : quot;كأننا لا نصدق مانقرأ أو أننا في حلم سريالي طويل الشاعر الكبير quot;محمد الثبيتيquot; الذي كسى سماءنا الثقافية ومشاعرنا الوجدانية بغنائه العذب والمتفرد عبر أكثر من ثلاثين عاماً، يطرد من مركز العلاج الطبي في مدينة الأمير سلطان الإنسانية؟؟
لو أن أبا يوسف يعي ما وعينا لقام من رقدته المقعدة وفر عارياً إلى الصحراء
ولقذفنا بكل ما تقع عليه كلماته من قسوة وعنف واحتقار
ولقال لنا : اخجلوا من أنفسكم أيها البشر
ولتخجل من جمالياتك ومرافعاتك و دعاياتك يا وطن quot; الإنسانية quot;
ولصرخ بنا : أنتم لا تستحقونني مغرداً أو صامتاً أو حتى ميتا بينكم
وأنني لأشهد فقط على ما تسيرون إليه من انحدار بشع ومخيف!إن كان الخبر صحيحاً فإننا في منبر الحوار والإبداع ندعوا مع المثقفين الصادقين إلى حملة للتبرعات لعلاج شاعرنا الكبير ولكن خارج هذا الوطن
الذي تنكر لشاعره في أقسى وأصعب حالات احتياجه إليه. وشكرا للأستاذ عبد الله السمطي أن نبهنا بعنف إلى معنى هذه الكارثة الإنسانية المفزعة.

ونقل موقع quot; جهاتquot; الذي يشرف عليه الشاعر قاسم حداد الموضوع كاملا وعنونه ب:quot; quot;جهة الشعرquot; تسأل : هل هذا صحيح؟ الشاعر محمد الثبيتي مهدد بالطرد من مدينة الخدمات الإنسانية
وتناول الموضوع نفسه في صحيفة :quot; السفيرquot; الناقد أحمد بزون في زاويته:quot; أشكالquot; بعنوان:quot; من ينقذ الثبيتيquot; حيث كتب يقول:quot; لا نعرف إذا كان الشاعر السعودي محمد الثبيتي قد طرد من المستشفى قبل صدور هذه المقالة، أم أن إدارة المستشفى رضخت للضغط، فتركت الشاعر يكمل علاجه، بعد غيبوبة أصابته إثر أزمة قلبية، استدعت نقله إلى مستشفيات مكة، فجدة، فمدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية في الرياض، حيث قرر الطبيب المعالج نقله إلى المنزل وهو لمّا يتماثل بعد إلى الشفاء، كما جاء في مقالة تضامنية لعبد الله السمطي في laquo;إيلافraquo;.
نستغرب كيف يُعامَل شاعر بقامة الثبيتي، أحد أبرز وجوه الحداثة الشعرية في السعودية، بهذا الاستخفاف، مع أن أمراً ملكياً قضى بعلاجه على نفقة الدولة. نخشى أن تكون جراح الصراع المرير بين شعراء الحداثة والتقليد قد امتدت إلى المستشفى، وأن هناك من يعاقب الثبيتي، وهو قعيد فراش المرض، يكاد لا يتحرك ولا ينطق، على خياره ومواقفه الشعرية. أو أن مسؤولين يستهترون بما قدمه الثبيتي للمشهد الشعري في السعودية، مع مَنْ رافَقَهُ مسيرة الحداثة الشعرية، بدءاً بسعد الحميدين وفوزية أبو خالد في السبعينيات، واستتباعاً مع عبد الله الصيخان وعلي الدميني ومحمد الدميني ومحمد جبر الحربي، وسواهم من الشعراء الذين تجرأوا كسر جدار التقليد.
لا بدّ هنا أن نخاطب الثبيتي بمقطع له: laquo;اسلم، إذا عثرت خطـاك، واسلم، إذا عثرت عيون الكاتبين على خطاكraquo;.