إيلاف ndash; بيروت: quot;هناك عراك في الخارجquot; للشاعر اللبنانية سمر دياب، quot;بالنقطة الحمراء تحت عينه اليسرىquot; للشاعرة العراقية منال الشيخ، quot;أتحرّك فقط كي يكنسوا الغبار تحتيquot; للشاعرة اللبنانية رولا الحسين، ثلاثة دواوين متميّزة صدرت لدى quot;دار الغاوونquot; في وقت واحد، لثلاث شاعرات شابات متميّزات يحفرن تجاربهن بهدوء وعمق بعيداً عن الضجيج الإعلامي.

سمر دياب
quot;هناك عراك في الخارجquot; هو ديوانها الأول. تتميّز هذه الشاعرة اللبنانية الشابة (مواليد 1976) برهافة جملتها الشعرية، رغم الضربات الحادّة التي تسدّدها بين مقطع وآخر على شكل صورة قاسية أو جملة نافرة، متمّمةً تلك الحيوية الفائضة في نصها الشعري، ومقدّمة نَفَساً خاصاً للتجارب الجديدة. من قصيدة بعنوان quot;أيتها المقبرة... يا طفلتي الهادئةquot; نقرأ:
quot;لستُ رمحاً في رأس أحدهم
أنا
لستُ أيضاً رمقاً واقفاً ينتظر آخره
لكني مع ذلك جميلة - جدّاً -
وأنا أتدلّى من فَرج الأرض
رأسي في الخارج يتأمّل العالم
وقدماي في الداخل تركلان أخوتيquot;.

جدير بالذكر أن سمر دياب رسامة أيضاً (لوحة غلاف الكتاب من توقيعها) وهي من مواليد جنوب لبنان، تحمل إجازة في الأدب الإنكليزي، وهذا الديوان هو الأوّل لها.

منال الشيخ

من اليمين: سمر دياب، منال الشيخ، رولا الحسين

quot;بالنقطة الحمراء تحت عينه اليسرىquot; هو الديوان الثالث للشاعرة العراقية الشابة منال الشيخ (مواليد 1971)، بعد laquo;انحراف التوابيتraquo; (1996) وlaquo;أسفار العزلةraquo; (2008). ثمة جاذبية شديدة في تركيب الجملة لدى الشيخ، وأناقة في خلق صورة لا يضيرها أن تكون حادة.
من قصيدة بعنوان quot;زيدان، ذو النونquot; نقرأ:
quot;لم يُبكهِ يوماً جوعه
ولم يذلّه صمته المُختار
يداعبُ نونهُ بصلواته الباردة
كي يسخّن ظهره في لحظة قرار
كان علقةً بريئةً نمت في أحشاء الظلام
ولد من دون نور على جيدهِ
ونسي المَلَكُ أن يفتح صدرَه
كي ينزع نقطةَ الالتقاء مع السماءquot;.

ومن قصيدة أخرى بعنوان quot;دميquot; نقرأ:
quot;حَلُمَ بالطيران كثيراً دمي
لكنه لم يعد خفيفاً
منذ استقرّ كمرساةٍ صدئة
في قعرِ غيابكquot;.

جدير بالذكر أن منال الشيخ من مواليد نينوى في العراق. حاصلة على شهادة بكالوريوس ترجمة إنكليزية من laquo;كلية الآدابraquo; في جامعة الموصل. تقيم حالياً في النرويج.

رولا الحسين
quot;أتحرّك فقط ليكنسوا الغبار تحتيquot; هو الديوان الثاني للشاعرة اللبنانية الشابة رولا الحسين (مواليد 1978). قصيدة رولا مشغولة بالتفاصيل اليومية، عذبة وشفّافة كتلك الفساتين التي تتحدّث عنها، مكتوبة بلغة رشيقة متخفّفة من كل أعباء البلاغة. من القصيدة المنشورة على الغلاف الخلفي نقرأ:
quot;ترفع فنجان القهوة
دون أن ترفع عينَيك،
ذبابة تحدّق مثلي
في يدك الحنطيّة
والشعر الخفيف الذي يغطّيها،
تضع يدك على ذقنك،
لم تحلق منذ يومَين
يعجبني ذلك... فلا تقطّب حاجبَيك،
تعتصرني الرغبة
وأنت تمرّر أصابعك
فوق شفتَيك بينما تقرأ،
أقوم وأقف على مسافة منك
بقدمَين حافيتَين
أُدير لك ظهري
حاجبةً عنك نور النافذة
الذي يخترق فستاني الأبيض
مُظهراً ظلَّ ما يُخفيه تحته،
... أعرف ذلك
فالذبابة لا تزال على يدك
التي تأكل خصري الآنquot;.

جدير بالذكر أن رولا الحسين من مواليد اللوبية بجنوب لبنان. خريجة معهد الفنون الجميلة (رسم وتصوير) 2003. صدر لها في الشعر: laquo;اترك ورقة باسمك وعنوانك ولونك المفضّلraquo; (2006).


لمراسلة quot;دار الغاوونquot; على العنوان الآتي
[email protected]