(1)
هل ارتوت دميتي من التحديق بوجه الموت؟
في القدم كان يطلقون عليها أجمل النعوت حين
كانت لا تكف عن البكاء عبر نافذتي، يمر شفق
الصبح، يولي غسق الليل وهي تهذي عن دلالها
المنسي
مجدها الذي رضعته من ثدي الضامر، دمية طالما
حكت لي قصصاً عن الندوب في مطلع وجهها،
كيف فقدت أصبعاً من يدها الصغيرة الضاربة في
جذور العزف والغناء، أيام المطر الموحشة، ودوي
القذائف.


(2)
السبل الكفيلة بموتي لا حصر لها، أتمدد على سرير
أرضي من القش، منتظراً عودتها، في الصيف المُكبل
بالأغلال، خارج الطبيعة، عندما تنزاح من وحدها طلاقة
النافذة، من أجل التنفس، أو لكي القي بجثتي عبر قضبانها
لن أتردد عن عناقها مع الغيم الذي ساقها نحو جزيرتي الخالية
من الدغل وأريج الأزهار المألوفة، كلا، لن تطلع الكلمات
من فمي قائلاً: آه وآه يا حبيتي أين كنتِ في غموض العصر،
في أقفاص الذبح المشرعة وقوانين الغاب، لا لن أتلقاها بأسئلة
خبيثة كهذه، دمية خفيفة تعرف كيف تحلق عالياً، دون أجنحة
ولا ريش يحمي ثقلها العاري:
حرية.

(3)
كلما تضاعفت قواعد اللعبة، كلما تجمد الحليب في ضرعي
أجل كان لي أصدقاء يجهدون لحفر الحقل، العناية بأعشابه
وجلب الأمطار الخفيفة فوق غصون تفاحه الملونة، دعوة
عصافير موغلة في الأزمان لكي تقاسمهم فتات الخبز، كانوا
يتقنون القواعد ولهم مهارة في مس الأعراف دون أغاضة
الحارس، أنا كنت مقعداً يلاعب دميته، يلبسها ويخلع عنها
ثيابها الزمنية، يجعلها تضحك من تحولات الطقس المفاجئة،
لذا تركوني في عزلتي، الواحد بعد الآخر، بالقرب من كومة
حصى كان علي ترتيبها لكي أحاور دميتي والجزيرة الخالية
من الدغل
وأريج الأزهار المألوفة، عند لحظة انسلالهم أراد رجل منهم
غلق الباب الذي ندخل ونخرج منه سوية، صرخت غاضبة
في وجهه
دميتي: دع الرياح العاصفة، بلا ثمن، ترقص
عاشقة في ظلال جسدي.