عبد الجبار العتابي من بغداد: أكد المخرج السينمائي الشاب عدي رشيد انه قام مع زميله محمد الدراجي بتأسيس المركز العراقي للفيلم المستقل، والذي اصبحت مقره بناية منتدى المسرح القديم الكائن في شارع الرشيد، موضحا ان المركز بدأ بالاستعداد لإنجاز عدد من المشاريع التي من شأنها ان تعيد الحركة لعجلة السينما العراقية.
وقال عدي: المركز العراقي للفيلم المستقل.. حلم شخصي قديم لي كسينمائي عراقي، وكيف نقدر ان نصنع مكانا مستقلا تماما عن اي جهة سياسية او جهة حكومية، ويكون مسؤولا عن صناعة وإنجاز الفيلم السينمائي المستقل للشباب، كتبت الفكرة وتكلمت فيها مع صديقي المخرج محمد الدراجي فتحمس للموضوع وباشرنا بكيفية تطوير الفكرة الى مديات اوسع، فالمشروع هو اول شراكة بيني وبين محمد الدراجي، فكنا بحاجة الى مكان جيد وواسع لان المركز ستكون فيه شعب عديدة ومكتبة سينمائية وغرف لإقامة ورش عمل السينمائي من تصوير وإخراج وانتاج وكتابة ايضا، وغرف للمونتاج والمكساج، وخلال هذه الفترة فرغ منتدى المسرح القديم لانه انتقل الى بنايته الجديدة، وتلك البناية نحن متعلقون بها عاطفيا، انا اول فيلم قصير سجلته هناك، وحتى فيلم (كرنتينة) صورته فيه، فحملت المشروع وذهبت به الى الدكتور شفيق المهدي المدير العام لدائرة السينما والمسرح وتحمس جدا للفكرة وبدعم مباشر من الفنانة الدكتورة عواطف نعيم والاستاذ نبيل طاهر نجحنا في ان يخصص المبنى للمركز لمدة ثلاث سنوات على ان نقوم نحن بإعماره وترميمه والمباشرة فيه، بعد هذا نشرت الخبر بين سينمائيينا الشباب ما بين طلبة ومن هو مقبل على تنفيذ مشاريع، ففي اقل من ليلة وجدت اكثر من (45) شابا متواجدا وكلهم متحمسون، وكان العنصر النسائي متوفرا وهذا شيء جديد علينا.
واضاف: طموح المركز بعيد المدى، لكنه سيكون النواة الاساسية لصناعة السينما الفنية في العراق، المركز مستقل تماما ولا يندرج تحت اي مسمى، ولكن في الوقت نفسهدائرة السينما والمسرح ووزارة الثقافة هم الراعي الاساسي عبر المكان والمعدات الموجودة لديهم دون التدخل في امكانياتنا وعملنا، والشيء المفرح في الموضوع ان كل مثقفي البلد وقفوا وقفة حقيقية مع هذا الموضوع فالكل يساعد بطريقته، ولكن هناك مشاريع لدينا، محمد الدراجي سيقوم بإدارة مشروع الافلام القصيرة، هناك خمسة افلام قصيرة سوف تنتج سينمائيا، وانا سأكون المسؤول عن انجاز فيلم روائي لشاب عراقي جديد، ومثلما تعرف انا ومحمد ننجز افلاما ولكننا بحاجة الى مخرجين اخرين، ونحن متعاونان ستكون لي كلمة بالافلام القصيرة وستكون له كلمة بالفيلم، وسيكون المركز عبارة عن خلية عمل، وأتوقع خلال السنة المقبلة المركز سينجز الاتي: اولا: فيلم روائي طويل، ثانيا: خمسة الى ستة افلام قصيرة، ثالثا: مجلة سينمائية شهرية، رابعا: اقامة عروض اسبوعية وندوات لمناقشة الافلام الفنية، خامسا: بناء حوار مع كل مؤسسات العالم واستضافة فنانين، الى الكثير من الفعاليات، كما لدينا الطموح الاوسع للمركز بإقامة مهرجان سينمائي في بغداد، ولكن مهرجان بأي شكل؟، اذن نريد ان نقيم مهرجانا سينمائيا عراقيا فيجب ان لايقل عن اي مهرجان على الاقل اقليمي، مقارنة مع مهرجان دبي او ابو ظبي او القاهرة او مهرجان استنبول، وهذا يحتاج الى الكثير من العمل والكثير من الاموال لانه قضية دولة ولكنه طموح اساسي، ونحن لم نتحرك بعد على اية جهة حكومية لطرح الفكرة لان الوضع السياسي الان مربك، ونحن ننتظر ان يصفو حتى نستطيع ان نعرف مع من نحكي.
وتابع عدي: لدينا الان حملة دعم ستبدأ قريبا، لدينا مستويان من الدعم، الاول الداخلي، دعم المؤسسات الثقافية والمدنية الموجودة في العراق والدعم الخارجي الذي هو من السفارات ومن الاتحاد الاوروبي، وهناك دعوم سينمائية من الممكن ان نحصل عليها ولكن ضمن معاييرنا الشخصية للمركز.
وفي ختام حديثه قال: ما يسعدنا هو الالتفاف الموجود حولنا من الشباب، ونحن نريد ان نضع اقدامنا على ارضية ثابتة بخطوة واثقة، نحن صبرنا كثيرا حتى نحصل على المكان، وكنا نستطيع ان نأخذ اية شقة صغيرة، لان الموضوع اختلف، ونتمنى ان نخطو الى الامام لتحقيق طموحاتنا في صناعة سينما عراقية.