يصعب القبض على الفراغ، حيث كل فشل هو فراغ أسود، قاتل لا حد له.
تباطأت ساعة الحائط وراح الواقعي يتحول إلى نماذجه السالبة، وإلى الأخيلة، ويتحول إلى رطوبة على الجدرانndash; رأى الرجل آن الأوان يقول: إصلاح هذه الساعة لم تعد تشير إلى الوقت! (لا أخطاء في هذه الجملة)
الرنين يسمعه كل ساعة يوقظه يشير إلى المدى الذي في داخله، تكتكة نظامية وسجل للصدى المرن الذي لا يهدأ.
يشرب الشاي على الرنين الخفي المتحرك، اهتزازات يولدها عمود البندول، كأنها تصلي- يقول- والصوت لا يسمع رنينه أحد سواه، نبض حياة يجري في عروقه.
الشاي الوجبة الرئيسية، هو الغداء- هل تأتي الى الغداء؟ يسكب الشاي ومعه خبز القمح الأسمر ويقول إن الخبز والشاي هما الحياة.
الظلام في الأمام، والنور في الخلف، فلا يسير، هناك هوة بالغة ومن الممكن إذا تقدم خطوة واحدة يسقط فيها،

***

يتردد العالم بين الماضي والمستقبل، الحاضر لا أثر له فهو مشغول وراء خطوات نسجها الخيال لإمرأة لا أدري من وضعها في مكانها ذاك البعيد وليست من الجنس الذي يسم نفسه بالأنثوي. جسدها الذي لا جنس له هو الوجود ولا يمت إلى ناحية الإغراء وعيناها الواسعتان وانحناءات الوجنة وهناك سرب من حمرة خفيفة وعند السحر يتلون عنقها بالبهجة ومعنى الحياة المدفوعة من ساعديها وهي بهذا القرب لا تدري أنها قريبة، فرؤيتها للعالم من خلال نفس بعيدة تكاد تكون غريبة مستهجنة ومرات أقول في نفسي متى خلقك الله ولماذا كل هذا البعد. تحضر فجأة حضورا كونيا حيث الوجود النفسي الذي أحمله في أنحائي هو وجودها ولا أكاد أدرك معنى الخلق من دونها وها انا أصارح نفسي، حولي وفي كل الأنحاء حتى الخيال لم يعد يوسوس إلا بها ndash; كأنها طلسم وسحر شعبي وضعته في طاسة وشربته في إحدى المرات.
من دونها أشعر بالخفة وحين تحضر يتأكد العالم ويثبت في حقيقته.
والبحث عنها يكاد يسلك طريقين مختلفين.
في تصور صامت لجسدها الذي يتحرك أمامي حين تدفعه الروح كي يدخل فراغات المادة.

[email protected]