يوسف يلدا ndash; سيدني: كان قبر إدغار ألن بو (1809 ndash; 1849) في بالتيمور يستقبل في التاسع عشر من شهر يناير كل عام، ثلاث وردات حمراء ونصف قنينة كونياك. غير أن الأمر لم يعد كذلك اليوم. فبعد 50 عاماً على زيارات الرجل الغريب، والتي أضحت تقليداً سنوياً، كان يحتفل فيه مع صديقه ، لم يعد (شارب نخب بو) يزور القبر منذ عام 2009. ومع غياب الزائر المجهول يسدل الستار على لغزٍ بقي من دون أن تفك رموزه، كما هو شأن روايات مبدع القصص الغامضة، التي من بينها، رواية (جرائم القتل في شارع المشرحة)، و(برميل الأمونتيلادو).
ومساء يوم الأربعاء الماضي كانت مجموعة من المتحمسين للكاتب الأمريكي الغريب، المولود في بوسطن، في 19 يناير 1809، قد تجمعت في مقبرة كنيسة ويستمنستر، في وسط بالتيمور، حيث توفي في 7 إكتوبر 1849، على أمل أن يظهر صاحب الوردات الثلاث ونصف زجاجة الكونياك ويتركها على قبر صاحب قصيدة (الغراب).
من ناحيته يؤكد جيف جيرونز، المشرف على المنزل ndash; المتحف الخاص بإدغار ألن بو في بالتيمور، على تعيين الحرس لمراقبة المقبرة منذ عام 1978، حيث شوهد الرجل الغامض، وعلى مدى سنوات عديدة، وهو يدخلها، مرتدياً عباءة سوداء، ووشاحاً بلون أبيض، وقبعة عريضة. لكن، في يوم 19 يناير من عام 2009، كان الفجر قد طلع دون أن يترك الزائر اللغز ورداته الثلاث، ولا نصف قنينة الكونياك.
أصل الحكاية
كما يبدو، أن هذا التقليد بدأ منذ أعوام 1940. وقد تمت الإشارة إليه، ولأول مرة، في إحدى الصحف المحلية في عام 1950. وفي عام 2007، إدّعى سام بوربورا، متخصص قديم في التأريخ، والتابع الى كنيسة ويستمنستر، أنه هو يكون ذلك الزائر الليلي، معلناً شروعه بهذا التقليد رغبة منه في إطلاق شهرة تلك الكنيسة، من أجل جمع أكبر كمية من الأموال. غير أن بعص تفاصيل رواية بوربور لم تكن تنطبق والحقائق التي تم التأكد منها. لذلك لم يؤخذ بها.
وكان قد عُثر على بو وهو في حالة هذيان، في شوارع بالتيمور بتأريخ 3 إكتوبر 1949، ونقل الى مستشفى كلية واشنطن، حيث فارق الحياة بعد أربعة أيام. ولأنه كان فاقد الوعي، لم يستطع أن يشرح ما أصابه، أو يعلل سبب إرتدائه ملابس غيره.
ولم يتم التحفظ على سرية نتيجة الفحص الطبي، إذ راحت الصحف تتحدث، في ذلك الوقت، عن (إلتهاب دماغي)، مصطلح شائع للوفيات التي يكون سببها غير نزيه، كالإدمان على الكحول.
ودفن إدغار ألن بو في المكان الذي دفن فيه جده، في مقبرة كنيسة ويستمنستر. وفي العام 1875 تم نقل بقايا جثمانه الى مكانٍ أفضل، في مقبرة مزخرفة كان قد دفن فيها بقية أفراد العائلة. وبعد عشرة أعوام نقلت بقايا زوجته فرجينيا التي كانت توفيت بسبب مرض السل، وعمرها لم يتجاوز 24 عاماً.