الياس توما من براغ: تشهد العاصمة التشيكية براغ معرضا فريدا من نوعه لا يتمكن زواره من مشاهدة أي صور أو لوحات أو مجسمات بل يغرقون في بحر من الظلام أثناء دخول القاعات التي يقام فيها.
الفعالية هذه أطلقت عليها تسمية quot; المعرض الغير قابل للمشاهدة quot; لأنه لا يمكن لزواره عمليا مشاهدة أي شيء فيه كون هدفه لا يتمثل في إظهار الأشياء وإنما في جعل الناس يجربون حياة فاقدي البصر وبالتالي تحتم عليهم العيش اعتمادا على حواس أخرى غير البصر.
ويقول المنظمون لهذا المعرض بان إقبالا كبيرا قد سجل على زيارته تمثل بزيارة أكثر من 10 آلاف شخص له منذ افتتاحه في نيسان ابريل الماضي وحتى الآن.
وأوضحوا أن الزيارة تستغرق 60 دقيقة لكل مجموعة من الأشخاص تضم 15 زائرا وان شخصا أعمى يرافقهم خلال زيارتهم حيث يتحدث لهم عن تجربته في كيفية التحرك في الشوارع المكتظة بالسيارات والناس والحركة أو كيفية دفعه ثمن القهوة التي احتساها في مقهى أو كيفية اختياره السلع والمنتجات التي يحتاجها في المحلات التجارية.
وأشاروا إلى أن المعرض يقدم لمشاهديه أوضاعا متطابقة تقريبا مع الأوضاع التي تواجه فقدي البصر في الخارج من حيث الأصوات والروائح لافتين إلى أن 80% من الأشياء يتعرف الإنسان عليها ويستوعبها عن طريق البصر ولذلك فان جميع الحواس الأخرى تعمل بشكل مكثف عندما يتم فقدان هذه الحاسة للتعويض عنها.
وتقول المرافقة يانا مورافتسوفا بان الناس يعيشون خلال زيارة المعرض كيفية التوجه والحركة بدون بصر مشيرة إلى أنهم يكونون في حالة مضطربة وتشتت قوية عند دخول لمعرض ثم تتراجع هذه الحالة تدريجيا لأنهم يبدأون تعلم تحسس الأشياء من دون رؤية كما يبدأون الشعور بان عالم الظلام الذي يتواجد فيه فاقدو البصر هو متنوع وفي بعض الأحيان ممتع ومثير.
وعلى خلاف جميع الأماكن الغارقة في الظلام فان الزوار يستطيعون في القاعة الأخيرة المضاءة بشكل كافي منه مشاهدة الأشياء التي يستخدمها فاقدو البصر في حياتهم أثناء تحركهم وتناولهم للطعام أو ممارسة القراءة وغيرها....