- تفوقت على السياب في مباراة شعرية بالبصرة!!
- بهرتني فاطمة رشدي في (كليوباترا)
- لم اخف من الشيخوخة ولا الموت
- في ايام الصبا والشباب كان الحب حافزا من الحوافز الكبيرة فيما كتبت من شعر!
- لو اردت ان احدد الاجمل من ذكرياتي لظللت اتقلب الليل كله!
- اكملت دراستي الابتدائية في بغداد والبصرة والنجف والموصل!!

مع السياب عام 1942

عبد الجبار العتابي من بغداد: رحل.. الشاعر خالد الشواف عن نحو 88 عاما، رحل.. بعد ان اتعبته الشيخوخة بالتأكيد، اتعبت جسده الذي يبدو انه بات لا يقوى على احتمال الوهن، وكنت اعرف انه روحه الخضراء الرائعة الطيبة لن تستسلم له، لكنها فاضت الى بارئها، وهذا أمر كان يعلمه جيدا، وللشاعر الاديب الشواف سيرة حياتية طويلة ومبدعة، خاصة انه اشتهر بكونه رائد كتابة المسرحية الشعرية في العراق التي لم يعد لها اي حضور في الواقع الادبي الان وحاول جاهدا ان يمسك زمامها ويعيد لونا مهما من الوان المسرح والشعر على الرغم من الصعوبة التي تكتنفه، على الرغم من القصائد الكثيرة التي له التي ضمتها دواوينه، ولكن يبدو انه مقل في النشر في الصحف، لكنني اهديت اليه واتصلت به هاتفيا ورحب بي حين زرته في منزله في حي القضاة (غربي بغداد) على مرمى حجر من (نفق الشرطة)، زرته اكثر من مرة وقد اعلنت له انني اريد تدوين (اوراق من دفاتر عمره)، وهو مشروعي الذي عملت عليه، كان لقائي الاول في شهر اذار / مارس من عام 2003، وتواصلت الاتصالات الى شهر آب / اغسطس من العام ذاته، حيث زارني في جريدة (الجمهورية)، لكن مجيء عام 2003 والتغيرات الكبيرة التي طرأت قطعت اواصر الاتصال بيننا خاصة ان الهاتف الارضي تجمدت اسلاكه ولم يعد له اي وجود، ولم اكن اعرف اذا ما ظل في بغداد او تركها ولكن يبدو انه لم يتركها حيث جاء خبر رحيله فيها، وما وجدت الا ان ألتفت الى اوراقه التي دونتها له واستعيدها وانا انظر صورته التي فيها احتضنت كفاه العصا.
وفي الاوراق التي سجلتها من دفاتر عمر الراحل الشواف تبرز حكايات كثيرة وصور ملونة عديدة تحكي تاريخا للعراق على امتداد قرن كامل، رحم الله خالد الشواف.

* ماذا نقرأ في هوية احوالك المدنية؟
- خالد بن عبد العزيز بن احمد الشواف من قبيلة قيس، ولدت في الكرخ في بغداد عام 1924.

* ما الذي ما زلت تتذكره من طفولتك؟
- ما زلت اذكر وانا ابن خمس سنوات اي سنة 1929 انني كنت اجلس عند شباك بيتنا الذي يقع بي محلتي سوق الجدي وشيخ بشار، وكنت اشاهد (المعارك) التي تحصل بين اهل المطقتين من الشباب حيث يتضاربون بالمقاليع والاحجار، وهذا هو نوع من الفتونة وكل واحد يستعرض قوته، واذكر ان امرأة سوداء كانت تعمل في بيتنا يكو واجبها تضميد الجرحى وتعمل لهم (عطابة) فتكون ممرضة في ساحة المعركة.

* اين كانت دراستك الابتدائية واية ذكرى تحملها عنها؟
- اكملت الصف الاول والثاني في مدرسة (تطبيقات دار المعلمين) الابتدائية النموذجية، ثم انتقل والدي الذي يعمل قاضيا الى حاكمية البصرة سنة 1933، فكنت في الصف الثالث في مدرسة (السيف) في البصرة، ثم نقل الى النجف ثم الى الموصل، وفيها اكملت الصف الخامس ثم اعيد الى البصرة سنة 1936 فدرست السنة النهائية في مدرسة (السيف) ذاتها!!!، واذكر حينما كنا في الموصل في مدرسة الفلاح عام 1935 صاف ان حلت فرقة تمثيلية تركية، وكنت احب مشاهدة التمثيليات مذ كنت في بغداد، حيث تقام في اخر كل سنة حفلة تقدم فيها تمثيلية، لذلك.. لما علمت بحلول الفرقة التركية طلبت مشاهدتها، فذهبت، وكان العرض باللغة التركية وهي مسرحية (هاملت) لشكسبير، ولم اكناعلم من هو شكسبير، ولكنني استمتعت بمشاهدة التمثيلية مع عدم فهمي للغة التركية، بعد سنوات حين قرأت المسرحية مترجمة الى اللغة العربية اخذت استذكر مشاهدا من تلك المسرحية التي عرضتها الفرقة التركية، وهذا من جملة الاشياء التي دفعتني للاهتمام بالمسرح.

* اين كانت دراستك المتوسطة، واية ذكرى ظلت في خاطرك منها؟
-في متوسطة (البصرة) في البصرة، واذكر وانا في السنة الاولى (1936 ndash; 1937) حضرت الى البصرة فرقة الممثلة الكبيرة فاطمة رشدي لتقدم عروضها على مسرح سينما الحمراء، وطلبت من والدي ان اشاهد العرض فاستجاب لي واصطحبني في احدى الليالي اليها فشاهدت مسرحية (كليوباترا) لاحمد شوقي بك، وقد بهرني العرض المسرحي لبراعة فاطمة رشدي في تقديم شخصية كليوباترا وكذلك بقية الممثلين،وبعد يومين اعلنت الفرقة انها ستقدم حفلة وقت العصر للطلاب باجور مخفضة، فقلت لوالدي: سأذهب لاشاهدها ولا داعي الى ان تصحبني، فذهبت وشاهدت مسرحية (مجنون ليلى) لشوقي بك ايضا، والغريب ان الممثلة الكبيرة فاطمة رشدي هي التي مثلت دور المجنون (قيس)، اما ليلى فقد مثلتها ممثلة اخرى لا اذكر اسمها، ومن هنا فقد ازداد اعجابي بالتمثيل وخاصة بالشعر المسرحي بحيث حينما نجحت في الامتحان وسألني والدي: ماذا تريد ان اقدم لك هدية بمناسبة النجاح؟)، لم اطلب منه ساعة يدوية او دراجة هوائية وانما طلبت منه ان يقتني لي مجموعة مسرحيات شوقي الكاملة، فقال لي: (بسيطة!!)، واصطحبني الى المكتبة الاهلية في (السيف) لصاحبها فيصل حمود وقال له: هل لديك المجموعة الكاملة لمسرحيات شوقي؟ فقال له نعم، فطلبها منه، وكل ظن السيد فيصل ان والدي يريدها لنفسه، لكن ابي قال له: هي لخالد، فتعجب السيد فيصل لما رآني وانا في حدود الثانية عشرة من العمر واطلب هذا الطلب، فوضع لنا المسرحيات الخمس في ظرف وسلمها لي، وكانت المسرحيات الخمس بدينار واحد فقط.

* واين اكملت دراستك الاعدادية؟
-

مع حقي الشبلي والمخرج كامل العزاوي
في ثانوية البصرة سنة 1941 ndash; 1942، وفي هذه المرحلة كان من زملائي بدر شاكر السياب ومحيي الدين اسماعيل، واتممت الدراسة في بغداد بعد ان نقل والدي الى قضاء بغداد، واذكر ان في نهاية السنة الدراسية للصف الرابع اقيمت مباراة شعرية حضرها عدد كبير من اولياء امور الطلبة وشخصيات من البصرة وكنت الفائز الاول في المباراة وكان صديقي الراحل السياب هو الفائز الثاني!!.

* صف لي نفسك وانت طفل؟
- لا اذكر انني كنت على شيء من الوداعة، فلم ان اشارك في العاب الاطفال خارج البيت وانما كنت امد يدي الى ما يقتنيه والدي من جرائد ومجلات، وكنت اميل الى سماع الاسطوانات التي كان يقتنيها عمي الذي كان يساكننا في البيت فأستمع اليها بواسطة (الغرامافون)، ولما تقدمت في السن وصار عمري في حدود العاشرة كنت اسحب بعض الكتب الادبية من مكتبة والدي واقلب فيها واسأل والدي عما يغمض عليّ فهمه.

* هذه الانتقالات العديدة بين المحافظات، ألم تؤثر عليك وانت طفل؟
- اطلعتني هذه الانتقالات على الكثير من احوال وطني وشاهدت خلالها انماطا من الناس وسمعت لهجات شمالية ووسطية وجنوبية لا تزال اصداؤها حية في ذاكرتي، هذه المشاهدات والمسموعات لا يمكن ان تكون قد مرت دون ان يترسب منها في وجداني ما يكون له صدى في حياتي الادبية فيما بعد.

* من أول من زرع في نفسك حب القراءة؟
- والدي..، اروي لك حادثة جرت سنة 1933، وكنت في السنة الثالثة الابتدائية، حيث قدم لنا معلم اللغة العربية مقطوعة شعرية للرصافي لا تتجاوز ابياتها العشرة وطلب منا ان نحفظها، فرجعت الى البيت، فلما اتممت قراءتها قال لي ابي: اكمل!!، قلت له: انتهت القطعة، قل: لا.. هذه قصيدة طويلة للرصافي، ثم جاءني بالديوان وقرأ لي اضعاف ما اعطاني المعلم، فطلبت منه ان يعطيني ما بعدها فحفظت خمسة او ستة ابيات، وفي اليوم التالي قرأتها امام المعلم مع المقطع الذي لم يعطه لنا فقال لي (يا واش.. يا واش!!)، من اين اضفت هذا المقطع؟ فقلت له ان ابي كتبه لي نقلا عن ديوان الرصافي، فقال لي المعلم: ماذا اعطيك اكثر من (عشرة على عشرة)، قلت له: كما تشاء، فقال: عشرة على عشرة وأحسنت، فأخبرت ابي بذلك ففرح كثيرا وقدم لي هدية هي ديوان الرصافي، وهذه اول هدية ادبية احصل عليها في حياتي، وما زال الديوان محفوظا لديّ وهو موشى باهداء والدي.

* ما هواياتك الاخرى؟
- اضافة الى سماع الموسيقى والاغاني، لديّ هواية التقاط الصور الفوتوغرافية وقد استعملت لهذه الهواية عدة كاميرات مختلفة الحجوم، وعندي مئات الصور لا تزال محفوظة لديّ، ومن هواياتي الاخرى مشاهدة الافلام السينمائية عصر كل يوم خميس حيث كنت انا وبعض اترابي من الاقرباء نقصد احدى دور السينما لمشاهدة ما كان يعرض انذاك من افلام صامتة ثم ناطقة، ومما اذكره عام 1932 اني وبعض اترابي قصدنا الى سينما (رويال) المقابلة لتمثال الرصافي حاليا، لنشاهد فيلما من الافلام، وفوجئنا بأن العرض ليس لفيلم وانما لمسرحية تقدمها فرقة يوسف وهبي التي حلت ببغداد منذ ايام، فتحيرنا: هل نقصد الى دار سينما اخرى او نشاهد العرض المسرحي، وانا ارغب ان اشاهد المسرحية، فوافق من اصطحبني ودخلنا فشاهدنا مسرحية (اولاد الفقراء) وهذه المسرحية احدى المؤثرات التي وجهتني الى المسرح والمسرحيات وعالم التمثيل.

* هل مارست العابا رياضية معينة؟
- مارست السباحة في نهر دجلة، وفي المدرسة كنت اميل الى كرة المنضدة، اما كرة القدم فلم العبها لانها لم تكن على ما هي عليه الان من استقطاب للجماهير.

* الى اين ذهبت بعد اتمامك الاعدادية؟
- قبل ان التحق بكلية الحقوق فكرت في ان اسافر الى القاهرةللالتحاق بكلية الاداب في جامعة القاهرة لعدم وجود كلية اداب في العراق انذاك، وعرضت الفكرة على والدي فهيأ لي مستلزمات السفر، وسافرت خلال العطلة الصيفية الى القاهرة وانا عازم على الالتحاق بكلية الاداب بجامعة فؤاد الاول، وفي القاهرة زرت الاديب المصري المعروف الاستاذ ابراهيم المازني الذي كنت قد تعرفت عليه في بغداد حين القيت قصيدة في حفل اقيم لتكريمه، وطلب مني ان ازوره اذا حضرت يوما الى مصر، حين زرته رحب بي فأخبرته بما عزمت عليه، فقال لي: (سيبك من الالتحاق بكلية الاداب!!) قلت له مستغربا: لماذا؟، فقال ) ان تخرجت من كلية الاداب وعدت الى بلدك فسوف تكون مدرسا في احدى المدارس الثانوية وتكرر المنهاج المفروض عليك سنة بعد اخرى.. فتتقولب وتجمد على ما يرهقك من اعمال الدرس والتصحيح ولا تستطيع الافلات من هذه الحالة لتنطلق حرا في الاجواء الادبية لانني عانيت من مثل هذه الحالة ولكنني استطعت ان اتخلص منها والحمد لله، لذلك انصحك وانت كما سمعتك في بغداد لديك موهبة شعرية ان تلتحق بكلية اخرى)، هذه النصيحة اثرت فيّ تأثيرا بالغا، فقلت له: سأعود الى العراق والتحق بكلية الحقوق، وحين اتخرج سأعمل نصف النهار كل يوم، محاميا كنت او موظفا، ولي بعد ذلك نصف نهار ونصف الليل ايضا اكرسه لهواياتي الادبية واهتماماتي الثقافية، وهكذا.. عدت الى العراق والتحقت بكلية الحقوق وتخرجت منها، فعملت محاميا فترة من الزمن وموظفا في فترات اخرى، فكنت مشاورا حقوقيا في مديرية من مديريات وزارة المالية وكنت مديرا عاما للثقافة في وزارة الثقافة والاعلام سنة 1964 حتى عام 1970، ثم صرت مشرفا تربويا اختصاصيا للمكتبات في الاعداديات والمعاهد من سنة 1970 حتى احالتي للتقاعد سنة 1979.

* لماذا اخترت كلية الحقوق دون غيرها؟

نهاية عام 2002
- انا تخرجت من القسم الادبي، ومن يتخرج منه فليس امامه (يومئذ) سوى دار المعلمين العالية او كلية الحقوق، ولما كانت دار المعلمين تخرج طلبتها ليكونوا مدرسين وهذا ما نهاني عنه المازني، فلم يكن امامي الا الالتحاق بكلية الحقوق لاسيما ان والدي من خريجي هذه الكلية وعمي كذلك، ولم يكن الجو الحقوقي غريبا عني.

* هل انت سعيد لكونك شاعرا؟
- لا اعتقد انني غير سعيد لكوني شاعرا،لانني كنت اشعر براحة نفسية وانا اكتب الشعر.

* ما الذي وهبك اياه الشعر؟
- المتعة التي استشعرها وانا اكتب الشعر تعدل عندي كل ما سألت عنه.

* ألم يكن للحب دور في كل ما جرى لك؟
- في ايام الصبا والشباب كان الحب حافزا من الحوافز الكبيرة فيما كتبت من شعر يومذاك.

* هل تتذكر حبك الاول؟
- والله.. الحب الاول.. كان وانا طفل!!، كنت احيانا حين اغادر دار السينما احس بأنني احببت من قامت بالتمثيل وفي عرض اخر اخر تستهويني ممثلة اخرى وهكذا دواليك!!، فهل تسمي هذا اعجابا او حبا طفوليا؟.

* انا اسألك عن الحب الواقعي؟
- الحب الحقيقي او الكبير.. ستجده مدونا في قصائدي المثبتة في دواويني الشعرية.

*متى دق قلبك لاول مرة؟
- منذ ان خلقت الى الان!!

* لا اقصد نبضة الحياة بل دقة الحب؟
- اكرر.. تجد هذه الدقة في دواويني المطبوعة.

* كم مرة تزوجت؟
- مرة واحدة، وهي ام اولادي: رغد، خريجة الادارة والاقتصاد وهي فنانة تشكيلية، واحمد.. مهندس ويعمل الان في الخارج، ووليد خريج الادارة والاقتصاد ويمارس الاعمال الحرة.

* ما الاغاني التي تسمعها؟
- اسمع لمن اعجبت بهم من خمسين عاما وما زلت معجبا بهم كالموسيقار عبد الوهاب مغنيا وموسيقارا، ورياض السنباطي ملحنا ومغنيا، وام كلثوم واسمهان، ومن العراقيين يعجبني من الراحلين القبانجي ومن الاحياء ياس خضر.

* واغاني هذه الايام؟
- اسمعها مكرها، والسؤال سأعيده عليك: ماالذي يعجبك فيها؟!!.

* اين تهرب اذا ما شعرت بالضيق او الضجر؟
- الى القرآن الكريم والى المأثور من الاحاديث الشريفة او الى الروائع من الكتب العربية والعالمية.

* متى يبدأ القلق عندك؟
- لا وقت للقلق، هناك عدة اسباب للقلق يستوي فيها الناس جميعا وانا واحد منهم.

* كم بلدا زرت وما الذي استهواك اكثر؟
- زرت من البلاد العربية سورية ولبنان ومصر والحجاز، ومن البلاد الشرقية تركيا، ومن البلاد الغربية انكلترا وفرنسا، ومن كل بلد بقي في ذاكرتي وفي شعري شيء، اعود فأقول كل ما بقي منه في ذاكرتي وانعكس في شعري تجده في دواويني.

* كم تقاضيت على كتابتك لقصة فيلم (نبوخذنصر) الذي اخرجه كامل العزاوي؟
- 120 دينارا، وكانت تعادل اكثر من ضعفي راتبي الشهري الذي اتقاضاه انذاك، اي عام 1960.

* هل كنت راضي عن الفيلم؟
- حين تم عرض الفيلم عرضا خاصا سألني المخرج هذا السؤال فأجبته: لا اقول انه اعجبني ولا اقول انه لا يعجبني، اذا اردت بالاصطلاحات المدرسية فأنني امنحه درجة 50 من 100.

* لماذا؟
- لان في ذاكرتي من مشاهداتي للافلام التاريخية الكبرى ما لايمكن ان اقيس به فيلم (نبو خذ نصر) وانا لا اجهل السبب في ذلك، فأن امكاناتنا الفنية ليست كأمكانيات شركات السينما العالمية التي تبذل من مال وجهود اضافة الى انني لم ارتح لبعض التغيرات التي اجريت على قصتي في بعض المواضع التي بررها المخرج: انها من مقتضيات العمل السينمائي، فسكت ولم اعقب بشيء!!.

* ايهما تخاف اكثر.. الشيخوخة ام الموت؟
- لا الشيخوخة ولا الموت مما يدعو الى مثل هذا السؤال، فهما حالتان مقضى على المرء ان يمر بهما بقضاء الله وقدره.

* ما اجمل ذكرى تحملها في حياتك؟
- لو اردت ان احدد لك الاجمل من ذكرياتي لظللت اتقلب الليل كله وانا استعرض ما مر بي من تلك الذكريات، فكل ذكرى جميلة هي البارزة في وقتها، وهي المحببة فيما ينقلب فيه الانسان من اطوار حياته.

* ما الرغبة التي ظلت لديك من الطفولة ولم تتحقق؟
- كثيرة هي الرغبات التي كانت تساورني في الطفولة، ولقد تحقق بعضها ولم يتحقق بعضها الاخر، كنت مثلا.. ارغب ان اكون طيارا فتعذر ذلك، وكنت ارغب ان اكون رساما ورسمت بعض الصور ولكنني مزقتها بعد حين، اذ لم اجدها شيئا، ثم استهواني الشعر الذي كان يطلب منا حفظه في مرحلة الدراسة الابتدائية، وتمنيت لو اصبح شاعرا،ولعل هذه الرغبة هي التي تحققت لي من رغبات الطفولة ولله الحمد.

* ما المكان الذي تحب ان تكون فيه دائما؟
- وكذلك هي الامكنة التي احب ان اكون فيها متعددة ايضا، كرغبات الطفولة،واليوم اجدني احب ان اكون حيث اخلو الى كتبي واوراقي، اقرأ او اكتب، سواء كان هذا المكان مكتبتي او حيقتي او غرفة نوي، فأنني اقرأ واكتب في كل هذه الامكنة، فكل منها يتيح لي ان اجد الجو الذي أؤثر ان اعيش فيه اليوم وانا في سن الشيخوخة، اقرأ او اكتب او.. اتذكر (والذكريات صدى السنين الحاكي) كما يقول شوقي.

* أي حيث يدور بينك وبين عصاك؟
- بيني وبين عصاي صداقة منذ عام تقريبا (عام 2002)، فلم اكن قبل عام مضى أتوكأ عليها، لكنني اصبحت اليوم لا استغني عنها كلما خرجت من البيت، فالعصا ما تزال حديثة عهد بي، لا تعرف عن ماضي حياتي شيئا، ومن هنا فهي لا تسألني الا عما يعرض لي اليوم، وانا لا اسألها الا ا تيسر لي نقل خطاي كلما خطوت لشأن من شؤوني، ولعلها.. بعد حين ان شاء الله، حين تألف كفي وحين تألفها كفي، لعلها تسألني ولعلي اسألها، ولعلها تحادثي ولعلي احادثها، وحين يتم ذلك.. تعال واسألني عما يدور بيني وبيها من حديث!!!.