زيورخ: تم أفتتاح المكتبة الألمانية الرقمية علي الشبكة العنكبوتية،وهذا يعتبر تقدم وإنجاز كبيرين في تقدم العلوم المكتبية في ألمانيا،فهي تتيح للزائر سهولة الاطلاع علي أمهات الكتب الألمانية وعلي كنوز المعرفة والثقافة في هذه البلاد .
يعتبر الشعب الألماني من اكثر شعوب العالم التي تقبل علي القراءة ،ورغم أن قراءة الكتاب المطبوع فيها ما زالت تقف في مركز صدارة مبيعات الكتب في العالم ، إلا أن المكتبة الرقمية الجديدة سوف تحدث ثورة في سهولة الاطلاع والقراءة علي كنوز المعرفة في مكتبات ألمانيا المختلفة .
لا يمكن مقارنة ذلك بعادة قراءة الصحف المطبوعة في ألمانيا ، فمن المنتظر أن لا يتخلى الألمان عنها فهي من عاداتهم اليومية الراسخة والتي لا يمكن فصلها عن نشاطهم اليومي .
ستتيح المكتبة الرقمية البحث ليس فقط عن الكتب ،أنما ستشمل الخدمة أيضا مشاهدة مقتنيات المتاحف والأفلام والأبحاث العلمية وقراءة الجديد فيها ، يطمح القائمون علي إدارة المكتبة كذلك إلى جعلها مكتبة متميزة للغاية تقوم بتقديم الإرث الثقافي الألماني بالكامل حيث ستتحول إلى مرآة للثقافة الألمانية بكل أنواعها ومحتواياتها عبر تسلل التاريخ الزمني لهذه البلاد
معروف عن الألمان انهم لا يترددون في استثمار أوقات فراغهم القصيرة التي تتخلل يوم عملهم في القراءة ،فالكتاب صديق ورفيق لهم علي الدوام . القراءة عندهم ليس لها وقت ولا مكان محدد فهم يقرؤون في المواصلات العامة والخاصة، في الحدائق والمتنزهات ،في وقات الانتظار في عيادات الأطباء وفي المتاجر وفي كل مكان يتيح الفرصة للقراءة.
من المعروف كذلك أنه قلما يخلو بيت من بيوت الألمان والأوروبيين من وجود مكتبة شخصية، حتي أن الكثيرين يعتبرون وجودها في المنزل كقطعة ديكور ثابتة تشير إلي ثقافتهم .
يرجع اصل هذه الثقافة الكبيرة في الاهتمام بالقراءة إلي اهتمام الدولة بإنشاء المكتبات ومن ثم المحافظة علي القديم منها ، فالمكتبات الشهيرة القديمة في ألمانيا وحدها يقدر عددها بألفي مكتبة تتنوع فيما بينها بين مكتبات عالمية وجامعية ومكتبات تابعة للكنائس والمتاحف والمدارس وأخري تابعة للولايات والمدن الكبيرة إضافة إلى المكتبات المتخصصة في العلوم أو الآداب
لهذا السبب ليس غريبا انطلاق هذه المكتبة الضخمة التي تضم حوالي 5,6 مليون مادة رقمية من 90 مؤسسة. وقد تم حتى الآن تسجيل حوالي 1900 مشارك بين مكتبة وأرشيف ومتحف ومكتبة إعلامية ومعهد علمي. سيقوم العاملون علي إدارة المكتبة مع العاملين في هذه المؤسسات من خلال التقنيات الرقمية.في العمل في مشروع مشروع سوف يستمر تنفيذه
ستقوم المكتبة بتقديم مجموعة هائلة من المعلومات للباحثين ، معلومات عن علماء، مؤرخون هواة، باحثون في أمور الأسرة، صحفيون، طلاب، تلاميذ، مدرسون، يمكنهم الاستفادة من وظيفة البحث بالألمانية أو بالإنكليزية، ليجدوا ما يسعون إليه. ومن أهم الميزات بالنسبة لمستخدمي بوابة المكتبة الرقمية انهم سيكونون متأكدين من صحة الوثائق التي سيطلعون عليها. أستطاع حتي الآن حوالي 3,6 مليون زائر من الدخول إلى المكتبة عبر الأنترنت، وتم الإطلاع وتحميل اكثر من 2,5 مليون ملف .
بصفة عامة المكتبات في ألمانيا يجمعها اتحاد يطلق عليه الاتحاد الألماني للمكتبات ومقره في برلين ، من أهم أعماله القيام بربط المكتبات بالمجلس النيابي الألماني والوزارات الألمانية المعنية وبالجهات العالمية التي تهتم بالثقافة،ورغم كل هذا الاهتمام بالكتب والمكتبات ومحاولة تحسينها وتوفيرها في المجتمع إلا أن المتحدث باسم رابطة الكتب والمكتبات يري بأن صورة المكتبات لدي الشعب الألماني في حاجة إلى التحسين والتطوير والتميز انطلاقاً من اهمية الدور الثقافي والعلمي الذي لايمكن الاستغناء عنه لدي أفراد الشعب الألماني.