بغداد:بعد غياب لمدة 30 عاما، يعود العراق ليشارك في مهرجان العود الدولي الذي سيقيمه معهد العالم العربي في العاصمة باريس خلال الشهر السادس المقبل، وستمثل العراق فرقة منير بشير للعود. وقال الفنان سامي نسيم: وجهت.. اخيرا دعوة لفرقة منير بشير للعود لحضور مهرجان العود الدولي في باريس في معهد العالم العربي، هذا المعهد العريق، الذي العراق عضو مؤسس فيه، ولكن نشاطاته متوقفة منذ نحو 30 عاما، وتشكل الدعوة علامة فارقة ومهمة في مسار العلاقة بين العراف والمعهد، فبهذه الدعوة تم تفعيل دور العراق المتوقف، كما تم طرح مسألة المستحقات المالية بين العراق والمعهد، حيث انها لم تقبل منه في السنوات السابقة لانه غير فاعل وليست لديه اية نشاطات في فعاليات المعهد، الان ما ان نزل موعد حفل مشاركتنا يوم 8 من الشهر السادس حتى تمت مخاطبة وإشعار وزارة المالية العراقية بدفع المستحقات وتفعيل دور العراق من جديد ليكون في هذا المحفل الدولي والثقافي والفني الكبير، وهو حدث مهم للعراق ليعود الى هذا المحفل العالمي المهم عن طريق فرقتنا الموسيقية، خاصة ان هذه المشاركة هي الاولى للعراق بعد 30 عاما، واعلمتنا السفارة الفرنسية في بغداد بموعد منحنا الفيزا، ونحن مطلوب منا ان نقدم 100 دقيقة عزف، وكل المنهاج الذي نعزفه منذ عشرة اعوام في المحافل الدولية سنعزفه ونزيد عليه بعض القطع الجديدة لمنير بشير وجميل بشير.

واضاف: هذا من جانب ومن جانب مشابه، كان لي في العام الماضي حفل في الصين، لكنه تأجل بسبب عدم الحصول على تأشيرة الدخول الى الصين التي لا يمكن اخذها الا من سفارتي الصين دمشق او عمان، وقد اعتذرت عن المشاركة لصعوبة ذلك، وقد اخذت ادارة المهرجان في العيد الوطني الصيني تصريحا مني بالمطالبة بمنح العراقيين الفيزا من بغداد وليس من عمان او دمشق، وقد استغرب الصينيون من اصحاب العلاقة ذلك، وفي جوابهم لي قال منظمو المهرجان الصينيون (يا للعار ان لا تكون لنا سفارة نحن الصينيين كدولة عظمى في مدينة مثل بغداد وفيها من الفنانين والمثقفين والتجارة والاقتصاد بين العراق والصين كبير)، السفارة الصينية موجودة في بغداد لكنها ما كانت تمنح الفيزا من بغداد بسبب مقتل احد الدبلوماسيين الصينيين قبل اكثر خمسة اعوام، وبسببه توقف منح الفيز للعراقيين من بغداد، ولكنها الان عادت بفعل التواصل الثقافي والفني، بفعل ما ذكرته للصينيين، اقول هذا هو دور الثقافة والفنون تمنحنا وجها حضاريا امام دول العالم، وجود العراق في المحافل الدولية من خلال فرقة منير بشير او غيرها مكسب للعراق ليعود الى مصاف الدول المطمئنة والتي يعم بها السلام والحرية.
وتابع: كان من الممكن ان نقيم في بغداد ملتقى العود الدولي الذي ناديت به وتحت شعار (بغداد والعود.. نغم بلا حدود)، وكنت قد فاتحت جهات وشخصيات فنية كبيرة بينها الفنان مارسيل خليفة والتركي مهمت متماز، فضلا عن عراقيين مثل نصير شمة واحمد المختار وخالد محمد علي وغيرهم، ولبوا الدعوة ولكن دائرة الفنون الموسيقية وأدت هذا الملتقى بحجج لا اعرفها على الرغم من ان رئاسة مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية رحبت بالفكرة.
وحول مشاركة الفرقة في فعاليات مهرجان بغداد عاصمة للثقافة العربية، قال نسيم: - نحن في الافتتاح الرسمي كنا جنودا مجهولين، نحن وراء الكثير من الدعوات للفنانين والموسيقيين الذين حضروا الافتتاح الرسمي، ولكننا اصدرنا البومين موسيقيين، الاول اسمه (بغداد والمطر)، والثاني (تجليات عود ) لفرقة منير بشير، بغداد والمطر خاص بمؤلفاتي الشخصية بينما تجليات عود لمنير بشير وجميل بشير وفرقتنا ومؤلفين اخرين، وايضا سيكون لنا دور في الشهر التاسع الذي هو شهر الموسيقى ضمن فعاليات المهرجان، وسوف يكون حضورنا واضحا حينها.
وحول طموحاته، قال: هناك طموح بتأسيس (دار العود العراقي)، طرح المشروع منذ عام على مجلس محافظة بغداد وتحول الى امانة بغداد وهناك بيوت تراثية رائعة تحافظ عليها امانة بغداد ووزارة الثقافة، ولكن للاسف تسكنها الجرذان، ابوابها مغلقة ولا تناط الفرصة لنا لنجعلها دارا للعود، بينما الفنان المبدع نصير شمة في القاهرة، اعطوه دارا تراثية اسمها (قصر الهراوي) وعمل منها صرحا كبيرا اسمه (بيت العود في القاهرة) وتم تصدير هذا البيت الى الامارات وليبيا والجزائر وتونس ومن المؤمل ان يكون في بغداد ونرحب بذلك، ولكن بغداد ببيوتها التراثية لم تستغل هذه الفرصة، نتمنى ان تفعل هذه الفرصة سواء لسامي نسيم او فرقة منير بشير للعود او لنصير شمة، لا ضير، وهذه الدار يمكن ان يدرس بها كبار السن، الفكرة موجودة ولكن ليست هناك بناية.
وختم سامي نسيم حديثه بالقول: منذ ثمانية أعوام وفرقة منير بشير للعود تعاني من الظلم و التعسف و يقف بطريقها الموتورون والحاقدون المتورمون بأمراض الماضي فيسعون بكل السبل لتحطيم مسيرتها أمام أنظار الجميع دون أدنى سبب سوى أيمانها بالحرية وبرسالتها الفنية، حاولوا منع سفرها عام 2004 للمشاركة في مؤتمر و مهرجان الموسيقى العربية، وكذلك في مهرجان تطوان الدولي عام 2011 في المغرب ومهرجان القرين الثقافي 2012 في الكويت و الكثير من المشاركات الدولية و المحلية.. و اليوم يعود غربان الشر لمنع سفرها الى معهد العالم العربي في باريس بحفلتها المقبلة، والتي بفضل هذه المشاركة عادت عضوية العراق لهذا الصرح العالمي في العاصمة الفرنسية.