القاهرة: نظم معهد المخطوطات العربية بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية وبيت السناري مؤتمرا متكاملا تحت عنوان quot;يوم المخطوط العربيquot; تكريما لرجاله، والتعرُّف على حمولته الثقيلة من الإنجازات العلمية، ورصد حكاياته الآسرة، وذلك عبر ندوات وجلسات، وحورات حيَّة وورش عمل، ومعارض وعروض، وأفلام وألعاب، وحكايات ومسابقات، وأنشطة ترفيهية للكبار والصغار، بلغة عميقة وبسيطة في آن واحد.

افتتح اليوم بافتتاح المعارض المصاحبة للفعاليات وضمت معرض مخطوطات منسية من صعيد مصر وحوي مجموعة من المخطوطات الأصلية في العلوم والمعارف العربية، منها الفقه المالي واللغة وغيرها، من مجموعتي الشيخين ldquo;أحمد عواجة، وعلي بودي، وقد كانتا منسيتين في قرية من قرى أسيوط بصعيد مر )قرية بني عدي(، إلى أن قام الباحث محمود زكي بتسجيلهما خال عمله في مشروعه للمسح الميداني ldquo;مجموعات المخطوطات الإسامية في مرrdquo;، بتمويل جزئي من منحة البحث العلمي من هيئة المخطوطات الإسامية )تيا( بكامبريدج. وقد تم إنقاذ المجموعتن لتنضا إلى المكتبة المركزية للمخطوطات الإسامية. وصاحب المعرض عرض تفاعي تعريفي. تنفيذ المكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية، معهد المخطوطات العربية.
المعرض الثاني نفذه مركز المخطوطات، متحف المخطوطات مكتبة الإسكندرية، وكان لنوادر المخطوطات العربية في العالم وضم مجموعة من اللوحات لأندر المخطوطات العربية المحفوظة في مكتبات العالم ومتاحفها، وهي مجموعة متنوعة الموضوعات والتواريخ، ذات ظواهر مختلفة في تقاليد الصناعة والنِّساخة.
المعرض الثالث جاء حول صناعة المخطوط: الآلات والأدوات وحوي المعرض مجموعة من الآلات والأدوات التقليدية التي وصلت إلينا، مع نماذج حديثة محاكية، إضافة إلى مجموعة أخرى متميزة من اللوحات والعروض الرقمية لأشهر المعروضات الأثرية والفنية في متاحف العالم ومكاتبها، يصاحبها عرض تفاع ي تعريفي. وهذا المعرض هو الحلقة الثانية من سلسلة معارض متنقلة، كانت محطتها الأولى بالعاصمة العُمانية مسقط في نوفمبر 2012، وهو تنفيذ مجموعة البحث العلمي صناعة المخطوط الإسامي، بالتعاون مع متحف الفن الإسامي بماليزيا.
المعرض الرابع عرض لمعهد المخطوطات العربية، بعنوان تراث الفلكيين quot;الآلة والمخطوطquot; وضم مجموعة من نماذج حديثة محاكية للاسطرلابات والأرباع وغيرها من الآلات الفلكية لقديمة، التي وردت في المخطوطات العربية، إضافة إلى مجموعة من لوحات المخطوطات حولها. وهو يتناول جانبًا من إسهامات الحضارة الإسامية في الفلك التطبيقي، وهو صناعة الآلات الفلكية،
والتي برع العرب والمسلمون في اختراعها وبنائها واستخدامها لتحقيق أدق النتائج، وتطوير النظريات
القديمة. وهو صناعة وتنفيذ أسامة فتحي وسمير العايدي.
أيضا نفذ معهد المخطوطات العربية معرض أعلام معهد المخطوطات وحوي المعرض لوحات لأهم أعام معهد المخطوطات الذين خدموا الراث كشفًا وتعريفًا وتحقيقًا ودراسةً، ومنهم: طه حسن، يوسف العش، صاح الدين المنجد، محمد رشاد عبد المطلب، محمد مرسي الخولي، عبد الفتاح الحلو، محمود الطناحي، عصام الشِّنْطِي، حسن نصَّار، عبد الله يوسف الغنيم.
أما معرض عصام الشَّنْطِي .. شيخ مفهرسي المخطوطات فضم مجموعة من كتب وأقوال ومقتنيات المرحوم عصام محمد الشَّنْطِي 1929 ndash; 2012 ونماذج من مسودات أعماله بخطه، وإهداءات الكتب، والصور الشخصية، وغيرها، إضافة إلى معرض رقمي وعرض تعريفي. والشَّنْطْي هو شيخ مفهرسي المخطوطات ومدير معهد المخطوطات الأسبق، تنفيذ: معهد المخطوطات العربية.
وعقب ذلك جاءت الجلسة الافتتاحية وفيها أكد د.عبد الله حمد محارب مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أكد فيها على أن هذا أول احتفال يقام بيوم المخطوط العربي، وأن المنظمة بدءا من العام القادم ستحتفل به سنويا في 4 أبريل من كل عام تواكبا مع مع افتتاح معهد المخطوطات العربية.
ورحب محارب بالشراكة مع مكتبة الإسكندرية في الاهتمام بالمخطوطات العربية، مضيفا أن الفترة القادمة من عمل المنظمة ستشهد قفزة نوعية في الاهتمام بالمخطوط العربي خاصة أن عدد المخطوطات العربية في العالم يتجاوز 3 ملايين مخطوط مما يفوق تراث أي أمة أخرى.
ولفت د.خالد عزب إلى أن إطلاق هذا اليوم يمثل صرخة استغاثة لانقاذ المخطوطات المهددة في العديد من دول المنطقة في موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد وأفغانستان والعراق وسوريا وغيرها والتي تتعرض فيها المخطوطات لمخاطر عديدة.
وقال د.فيصل الحفيان مدير معهد المخطوطات العربية أن المعهد يواصل تطوير أدائه وسفو يقوم في الفترة القادمة بتطوير موقعه الإلكتروني وإصداراته وتدريب دفعات جديدة من المهتمين بترميم وتحقيق وفهرسة المخطوطات.
وخلال اليوم تم تكريم شخصية العام التراثية عصام محمد الشَّنْطِي شيخ مفهرسي المخطوطات ؛ وذلك من خلال ندوة بعنوان quot;شخصية العام التراثيةquot; تحدث فيها د.حسين نصار، ود.عبد الستار الحلوجي، ود.كمال عرفات نبهان، ود.أحمد معبد عبد الكريم، ود.أيمن فؤاد سيد، ود.فيصل الحفيان، وأشرف عبد المقصود، ود.أحمد عبد الباسط، وبيسان جودة، ومحمد المعصراني. وبينت الندوة كيف استطاع عصام محمد الشَّنْطِي؛ مدير معهد المخطوطات الأسبق، أن يصبح رائد مدرسة في مجال فهرسة المخطوط العربي، ويؤسس منهجًا يحتذيه الآخرون. وعرضت الندوة أيضًا فيلم quot;شيخ مفهرسي المخطوطات عصام الشَّنْطِيquot;، وهو من إنتاج معهد المخطوطات العربية وتنفيذ قناة الندى الفضائية.
وكانت هناك جلسات ثقافية بعنوان quot;حكايات المخطوط العربيquot;، حيث إن المخطوط العربي يستدعي حكايات ألف ليلة وليلة ليس في ثرائها وغناها فحسب، ولكن أيضًا في غرائبها، الفارق أن حكايات المخطوط مشدودة إلى العقل الإنساني في أرقى عطاءاته: العلم والفن. ولأن المخطوط كائن تاريخي فإن هناك ثلاث حكايات إضافية: حكاية التاريخ، وحكاية العمل، وحكاية العصر.
يذكر أن يوم المخطوط العربي جاء تحت رعاية د.عبد الله حمد محارب؛ المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (جامعة الدول العربية)، ود.إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية. وأشرف عليه د.فيصل الحفيان؛ مدير معهد المخطوطات العربية بالنيابة، ود.خالد عزب؛ رئيس قطاع المشروعات المركزية بمكتبة الإسكندرية.
وشارك في اليوم مركز المخطوطات ومتحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، والمكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية (المجلس الأعلى للشئون الإسلامية)، والمكتبة المركزية الجديدة (جامعة القاهرة)، وبرنامج التوعية العلمية والمرصد الفلكي (الجامعة الأمريكية بالقاهرة)، وجمعية المكنز الإسلامي بالقاهرة، ومجموعة البحث العلمي quot;صناعة المخطوط الإسلاميquot;، ومتحف الفن الإسلامي بماليزيا، ومكتبة الإمام البخاري للنشر والتوزيع.