لاهاي: إفتتح معرض (رسوم كاريكاتورية من أجل السلام) يوم 14 أيلول/ سبتمبر الحالي في مدينة لاهاي الهولندية، والذي يشارك فيه العديد من الفنانين الرسامين الكاريكاتوريين من مختلف أنحاء العالم.إذ يحتضن متحف (جيمينت) في مدينة لاهاي في هولندا معرض (رسوم كاريكاتورية من أجل السلام) الذي فتحت أبوابه يوم 14 من الشهر الجاري، ويستمر حتى الثامن من ديسمبر/ كانون الأول المقبل، بمشاركة العديد من الرسامين الكاريكاتوريين من مختلف أنحاء العالم. وتنقسم الرسوم المعروضة إلى ثلاث مجموعات: الكاريكاتور والثورات، وحرية التعبير، وحقوق الإنسان.ولأول مرة يستقبل المتحف الهولندي في لاهاي، رسوم كاريكاتورية تندّد بالقمع وتحث على التسامح، ضمن معرض يتبنى مشروع (رسوم من أجل السلام) للرسام الفرنسي جا ن بلانتورو (بلانتو). وفي حديث له، خلال مؤتمر صحفي، قال الرسام الفرنسي quot;رسوماتنا تتأمل وتبحث، بصورة دائمة، عن السلام. وقد تزعج هذه الرسومات بعض الناس، غير أنها تؤدي إلى إلغاء التعصبquot;. ويؤكّد (بلانتو) على قدرة الرسوم الكاريكاتورية في إستشفاف المستقبل بخفة الحركة، موضحاً quot;لأننا نستطيع أن نعبّر في ثوانٍ معدودة ما يستغرق عند غيرنا وقتاً طويلاً لقوله، وبإمكاننا أيضاً أن نثير الجدل، وكذلك لنا القدرة على أن نتنبأ بما سيحمله المستقبلquot;. ويضيف (بلانتو) مؤكّداً quot;أن الرسامين المحترفين في الدول التي تعاني من الإرهاب، لهم القدرة على توجيه غضب المجتمع ضدّهquot;. وكانت ظهرت حركة (رسوم كاريكاتورية من أجل السلام) في يناير/ كانون الثاني 2006، عقب الإعتداءات المتكررة ضدّ عددٍ من الرسامين الكاريكاتوريين، والتي راح ضحيتها أكثر من 50 شخصاً في الباكستان، و11 آخرين في ليبيا.
وفي تصريحٍ لوكالة الأنباء الإسبانية (إيفي)، يقول مدير المعرض فرانز قيصر quot;هذه هي المرة الأولى التي نقوم فيها بتنظيم معرضاً للرسوم أرسلت إلينا بالطريقة الرقمية، وقمنا نحن بطبعها. وعادة ما يتمُّ إرسال الأعمال الفنية في المعارض، بنسخها الأصلية، لأنها تكون فريدة من نوعهاquot;. وفكرة إقامة المعرض في لاهاي في هولندا، كانت قد إنبثقت من (مركز أليانس فرانسيز الثقافي)، بمناسبة الذكرى 125 لتأسيسه والذكرى المئوية لقصر السلام، مقر (محكمة العدل الدولية) في الأمم المتحدة.
وينقسم معرض (رسوم كاريكاتورية من أجل السلام)، الذي من المتوقع أن يستمر حتى الثامن من ديسمبر/ كانون الأول المقبل، إلى ثلاث مجموعات: الكاريكاتور والثورات، وحرية التعبير، وحقوق الإنسان، ويحتوي على 99 رسماً توضيحياً، قام بتنفيذها 47 رساماً من جميع أنحاء العالم. ومن بين أعمال الفنان خاومي كابديفيلا (كاب)، والتي يشارك من خلالها في المعرض، رسماً كاريكاتورياً يمثل الرئيس السوري بشار الأسد في صورة ثعبان يحاول خنق مجموعة من الأشخاص، كان نشرها في صحيفة (لا فانغوارديا) الإسبانية، في أغسطس/ آب 2011.
وتبدأ المجموعة المكرّسة ل (الثورات)، برسم كاريكاتوري ساخر للفنان الجزائري علي ديلم، تظهر فيه شخصية الرسوم المتحركة (هومر سمبسون)، بلحية زرقاء اللون تشبه شعر زوجته مارج، إلى جانب جملة تقول quot;البلدان العربية من إكتشاف عائلة سمبسونquot;. ويبرز في المجموعة المخصصة ل (حرية التعبير) الرسام الكوبي أنخيل بوليغان، المقيم في المكسيك، من خلال رسم كاريكاتوري يظهر فيه شخص وقد تمّ خياطة فمه. ويعرب (بلانتو)، صاحب مشروع (رسوم كاريكاتورية من أجل السلام) عن إعجابه الكبير بالفنان الجزائري قائلاً quot;أن بوليغان بالنسبة لي يمثل غويا الزمن الحاضرquot;. بينما يقف في مقدمة مجموعة (حقوق الإنسان) رسماً كاريكاتورياً للفنان الروسي (زلاتكوفسكي)، ويظهر فيه الرئيس فلاديمير بوتين وهو يحرك الناس كالدمى. في حين تتجسّد الرؤية الأكثر أيديولوجية في ما ترسمه الفنزويلية رايما سوبراني، إذ يمثل عملها صورة الزعيم الأفريقي مارتن لوثر كنغ وهو يقول quot;لديّ حلم بالألوانquot;.