بعد نضال طويل مع مرض السرطان، رحل عنا، ظهر اليوم، الشاعر النبيل أنسي الحاج.
فمن موقفه الحر والجريء في منتصف ستينات القرن الماضي من حرية المرأة، إلى مقالاته الصائبة إبان الحرب اللبنانية، كان هناك خيط واحد يشد التأمل الشعري بالرؤيا اليومية ألا وهو لمحة الضمير. إذ كان أنسي يكتب ما يمليه ضميره، وبحرية كاملة، بحيث أصبحت كتاباته شهادة حيّة لتاريخ العصر العربي الحديث... ومرآة صادقة لأشياء كثيرة، بل كانت وستبقى مادة الهام لكثير من الشعراء الشباب.
لم يجر وراء الاحتفالات والدعوات التي لا يفوّت واحدة منها ذاك الدجال الكبير.
لم ينل أية جائزة، لأنه لم يلهث وراءها أي لم يتقلّب من أجلها.
بل بقي مرتكنا إلى عالمالشعر والقراءة؛ قراءةالكتاب الكبار الذين كان يحبهملصراحتهم واضافاتهم الكبرىلفهم الكائن البشري كـquot;بودليرquot;، quot;بروتونquot;،quot;ماركيز دي سادquot;....
كان يعرف متى يصمت، ليعود بكلام واضح وصريح.
بقي أمينا للقصيدة الحديثة بكل تجلياتها. كان ينام معها ويستيقظان معا بركانا من الصور والمعاني الثاقبة.
وهكذا أستطيع أن أقول إن آخر كبار الشعر العربي الحديث قد رحل... ولم يبق سوى كبار صغار يستجدون الشهرة حتى في شيخوختهم لأنهم يعرفون أن لا شيء حقيقي في كل ما انتجوه.
لذا لا يسعني إلا أن أعزي القصيدة العربية الحديثة: البقاء في حياتِك.

اقرأ مقالي عن quot;خواتمquot; أنسي الحاج

سطور من سيرته كما جاءت في موقعه:

ولد عام 1937. - ابوه الصحافي والمتّرجم لويس الحاج وامه ماري عقل، من قيتولي، قضاء جزّين. - تعلّم في مدرسة الليسه الفرنسية ثم في معهد الحكمة. - بدأ ينشر قصصاً قصيرة وأبحاثاً وقصائد منذ 1954 في المجلاّت الادبية وهو على مقاعد الدراسة الثانوية. - دخل الصحافة اليومية (جريدة quot;الحياةquot; ثم quot;النهارquot;) محترفاً عام 1956، كمسؤول عن الصفحة الادبية. ولم يلبث ان استقر في quot;النهارquot; حيث حرر الزوايا غير السياسية سنوات ثم حوّل الزاوية الادبية اليومية الى صفحة ادبية يومية. - عام 1964 أصدر quot;الملحقquot; الثقافي الاسبوعي عن جريدة quot;النهارquot; وظلّ يصدره حتى 1974. وعاونه في النصف الاول من هذه الحقبة شوقي ابي شقرا. - عام 1957 ساهم مع يوسف الخال وأدونيس في تأسيس مجلةquot;شعرquot; وعام 1960 اصدر في منشوراتها ديوانه الاول quot;لنquot;، وهو اول مجموعة قصائد نثر في اللغة العربية. - له ستّ مجموعات شعرية quot;لنquot; 1960، quot;الرأس المقطوعquot; 1963، quot;ماضي الايام الآتيةquot; 1965، quot;ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردةquot; 1970، quot;الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيعquot; 1975، quot;الوليمة quot;1994 وله كتاب مقالات في ثلاثة اجزاء هو quot;كلمات كلمات كلماتquot; 1978، وكتاب في التأمل الفلسفي والوجداني هو quot;خواتمquot; في جزئين 1991 و 1997، ومجموعة مؤلفات لم تنشر بعد. و quot;خواتمquot; الجزء الثالث قيد الاعداد. - تولى رئاسة تحرير العديد من المجلات الى جانب عمله الدائم في quot;النهارquot; ، وبينها quot;الحسناءquot; 1966 و quot;النهار العربي والدوليquot; بين 1977 و 1989. - نقل الى العربية منذ 1963 اكثر من عشر مسرحيات لشكسبير ويونيسكو ودورنمات وكامو وبريخت وسواهم، وقد مثلتها فرق مدرسة التمثيل الحديث (مهرجانات بعلبك)، ونضال الاشقر وروجيه عساف وشكيب خوري وبرج فازليان. - متزوج من ليلى ضو (منذ 1957) ولهما ندى ولويس. - رئيس تحرير quot;النهارquot; من 1992 الى 30 ايلول 2003 تاريخ استقـالته. - تُرجمت مختارات من قصائده الى الفرنسية والانكليزية والالمانية والبرتغالية والارمنية والفنلندية. - صدرت انطولوجيا quot;الأبد الطيّارquot; بالفرنسية في باريس عن دار quot;أكت سودquot; عام 1997 وانطولوجيا quot; الحب والذئب الحب وغيريquot; بالالمانية مع الاصول العربية في برلين عام 1998. الاولى اشرف عليها وقدّم لها عبد القادر الجنابي والاخرى ترجمها خالد المعالي وهربرت بيكر