تحل ذكرى وفاة غازي القصيبي الخامسة لتحرك كتاباته تلك المياه الراكدة من جديد في ذاكرة الجيل السعودي الجديد الذي رغم أنه لم يعرف القصيبي كجسد، إلا أنه فهمه كروح ستبقى تصدح بين السطور.&

&الرياض: في غيابه كما في حضوره، لم يغادر الكاتب والشاعر والوزير غازي القصيبي حياة السعوديين فبقي حاضرا في ذاكرة الجيل القديم الذي نقل ابداعات القصيبي الى آخر جديد. فرغم مرور أكثر من خمس سنوات على رحيله، ها هو غازي القصيبي (1940 – 2015) يعود إلى الأضواء مجدداً، مع ذكريات حرب الخليج التي حررت الكويت من الاحتلال العراقي آنذاك، حيث وصفت كتاباته آنذاك بمثابة حصى تُرمى في بركة راكدة.
الجيل السعودي الجديد قد لا يعرف القصيبي كسجد لكنه ما يزال يحاور تلك الروح التي بقيت في مؤلفاته. فكان كل سطر منها بمثابة تعريف لشخصية لم تعرف الاستسلام.
ان الوزير والشاعر والأديب الدكتور غازي القصيبي، الذي رحل عن عالمنا قبل خمس سنوات، كتابا مفتوحا لا غموض فيه، يحوي خبرة نصف قرن من التجربة الناضجة المفعمة بالبسالة والتحدي والإصرار.
غازي بن عبد الرحمن القصيبي، من مواليد الهفوف في 2 مارس 1940. قضى القصيبي في الهفوف سنوات عمره الأولى. انتقل بعدها إلى المنامة بالبحرين ليدرس فيها مراحل التعليم العام. نال ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة ثم تحصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا والدكتوراة في العلاقات الدولية من جامعة لندن والتي تناولت التاريخ السياسي والاجتماعي في فترة حكم الإمام أحمد.
ورغم معاناته مع المرض طيلة أكثر من عام ورحلة البحث بين المستشفيات عن العلاج فإنه كان يتواصل مهموما بالأحلام الكبيرة التي كان يحملها، وفي رحلته الأخيرة من الألم والمعاناة، كان رفيق دربه ومدير مكتبه هزاع العاصمي، خير دليل ليسرد تفاصيل هذه الرحلة.
الدكتور غازي يتسم بصفات قل ما تتوفر في غيره من الرجال، فهو رقيق الحاشية، يتأثر بأي منظر يراه عبر شاشة التلفزيون لمعاناة أحد مهما كان في أطراف العالم، فهو من الناحية الإنسانية يملك قلبا رطبا إلى أبعد الحدود، ويمكن لأي طفل صغير أن يستدر دمعته.
كتب في أميركا قصيدتين فقط، الأولى هي قصيدته حين بلوغ السبعين «سيدتي السبعون»، وقصيدة «السيف الأجرب» التي قالها بمناسبة انتقال السيف الأجرب من البحرين إلى المملكة أثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين للبحرين.
وقبلها من خلال مؤلفاته الأدبية سواء الشعرية أو الروائية بدأ من ديوان اشعار من جزائر اللؤلؤ، وديوان قطرات من ظماء، و معركة بلا راية، أو روايته الجنسية (شقة الحرية) أو الأخرى الغارقة في الممارسات الجنسية لمرضى البرمستانات (العصفورية) وتقريظه لرواية المتسكعات (بنات الرياض). ذلك هو غازي بن عبد الرحمن القصيبي الذي يقول في كتابه سيرة شعرية في الصفحة 27 (......و لا أظني بحاجة إلى القول بأن الشاعر، أي شاعر، كثيرا ما يجد نفسه في صراع مع بيئته و يزداد هذا الصراع كلما كانت بيئة الشاعر محافظة متزمتة).
للقصيبي مجموعة من المؤلفات الشعرية والروايات والكتب المتنوعة، منها، ورود على ضفائر سناء، للشهداء، الأشج،& سلمى، قراءة في وجه لندن، يا فدى ناظريك، واللون عن الأوراد، سحيم، رجل جاء وذهب، العودة سائحاً إلى كاليفورنيا، الخليج يتحدث شعراً ونثراً.
&