إيلاف- تونس: تقام الدورة الثامنة عشرة من أيام قرطاج المسرحية للفترة من 18 إلى 26 نوفمبر تشرين الثاني الجاري بمشاركة نحو 25 دولة من بينها مصر والعراق والجزائر والمغرب وسوريا ولبنان والكويت والإمارات والسودان وتوجو والكاميرون ورواندا ومالي وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبلجيكا والمكسيك وفنزويلا. تأسس هذا المهرجان المسرحي العريق في عام 1983 بمبادرة من الممثل والمخرج المسرحي التونسي الراحل المنصف السويسي (توفي قبل أيام قليلة من انطلاقة المهرجان) وكان يقام كل عامين بالتبادل مع أيام قرطاج السينمائية حتى تحول إلى حدث سنوي. دورة جديدة يؤكد منظموها التزامها بالتنوع الثقافي والمزج بين مختلف الخصوصيات الفنية عربية وإفريقية من خلال رؤية واضحة للإبداع المسرحي المعاصر في العالم العربي وإفريقيا. وقد خصصت الدورة الحالية حيزا هاما من برمجتها لمسرح شكسبير وتأثيره في المسرح العربي والإفريقي. وجاء هذا الاختيار تزامنا مع إحياء الذكرى الـ 400 لوفاته، وعلى هذا الأساس تم اختيار شكسبير موضوعا للندوة الدولية الكبرى التي يقيمها المهرجان بدعم من المجلس الثقافي البريطاني بتونس وبمشاركة أشهر المختصين في المسرح الشكسبيري. وعلى غرار كل بلدان العالم التي تحتفي هذه السنة بمرور أربعمائة عام على وفاة وليم شكسبير، حرصت أيام قرطاج المسرحية في دورتها الثامنة عشرة على تكريم هذا العبقري من خلال برنامج ثري يتكون من ثلاثة محاور:
أولا: ندوة دولية تهتم بآثاره الخالدة تحت عنوان” شكسبير بلا حدود“. وسيحاول هذا الملتقى الفكري أن يبين أن مسرح شكسبير لا يموت لأنه يتقبل كل أصناف والقراءات وجميع أنواع والتأويلات. وتتطلع هذه الندوة التي تمتد على مدار يومين (22 و23 نوفمبر) الى أن تكون مساهمة في تجلية بعض الجوانب من الأثر الشكسبيري على حركة المسرح في العالم الثالث عموما وعلى المسرح التونسي بشكل خاص. ويشارك في هذه الندوة مختصون من تونس والعالم العربي وافريقيا وأوروبا والولايات المتحدة.
ثانيا: ست مسرحيات من ضمنها مسرحيتان تونسيتان وكلها مستوحاة من أعمال شكسبير المسرحية الخالدة مثل روميو وجولييت وعطيل والملك لير وماكبث وهاملت.
ثالثا: برنامج تبادلي في شكل ورشة يحمل عنوان أكاديمية شكسبير (من 22 الى 27 نوفمبر) لفائدة 20 طالبا من 3 بلدان هي تونس وبلجيكا وألمانيا.
 
ماذا ستقول الندوة
ان وليم شكسبير حاضر حضورا قويا في حياتنا اليوم، وربما أكثر من أي وقت مضى. هو يحيط بنا في كل مكان عبر الميديا المعاصرة ووسائل الاعلام الحديثة والإنتاج السينمائي الباهض والمسارح الصغيرة في العواصم الكبيرة ومشاريع الطلبة التواقين لدخول عالم الفنون وحتى سيل الاعلانات والإشهارات الذي لا ينقطع. إنه صوت باق للأبد وأثر تعالى على الزمن وتسامى. 
تقول الورقة التقديمية لأعمال الندوة الفكرية هذه حول شكسبير بلا حدود انه لا نزاع في كونية شكسبير ولا جدال في أهمية أعماله، فهو جارنا وقريبنا الأبدي، وإن يبدو فنه المسرحي بعيدا عنا إلا أنّه في الحقيقة قريب جدا، إذ لا زال هذا الفن يخاطبنا ويسائلنا بقوة. ويقول منظمو الندوة ان مصدر هذه القوة هو قابلية الخطاب الشكسبيري على الدلالة اللامحدودة، تلك التي تجعل منها لغة عصرنا وراهننا. وإذا نحن حيال لغة ما فتئ شبابها يتجدد دائما وأبدا. 
ومن الطبيعي جدا أن تتكلم أيام قرطاج المسرحية بمفردات لغة الجنوب بما أنها مهرجان يهدف إلى الاحتفاء بمسارح العالم الثالث، وخصوصا بمسارح البلاد العربية والإفريقية. ولهذا فإن أهمية هذا اللقاء تكمن في تبادل وجهات نظر آتية من آفاق جغرافية وثقافية متباعدة ومتنوعة تسلط على أعمال شكسبير. إن ما تتطلع إليه هذه الندوة حسب منظميها هو أن تكون منبرا تتقابل فيه نظرات تأتي من الجنوب فتلتقي بنظرات قادمة من الشمال.
 
أعمال الندوة
في يومها الأول 22 نوفمبر ستكون الجلسة الصباحبة الأولى بعنوان شكسبير من الشمال نحو الجنوب يرأسها محمد المديوني ويحاضر فيها كل من: مارفن كارلسون (الولايات المتحدة الأمريكية) ببحث تحت عنوان شكسبير في الجنوب، وجاك نيفس (بلجيكا)، من التخيل إلى الروعة لدى شخصيات وِليم العظيم، ومحاضرة أخرى بعنوان شكسبير في الثقافة الشعبية: التناص المعاصر للباحثة لورا قوداي (فرنسا) بينما كلمة الناقد البريطاني غريغوري تومسون ستكون بعنوان شكسبير: أكثر هناك من هنا. 
الجلسة الثانية ستأتي بعنوان من الشرق نحو الغرب ويتحدث فيها مجموعة من الدارسين للفن الشكسبيري بمداخلاتهم ومقترباتهم النقدية على غرار جوهرة شكسبير تلمع أكثر أحمد خميس (مصر)، أيوجد نص في هذا الصف؟ ملاحظات نقدية حول تلقي شكسبير في مصر المعاصرة لحازم عزمي من (مصر). الملك لير بين المسرح والدراما التليفزيونية في الألفية الثانية - قراءات جديدة لنص شكسبيري في فضاءات مصرية بقلم إيمان عز الدين (مصر)، الشرق المميت: كليوبترا بين الشرق والغرب، للمسرحي التونسي حسن المؤذن. 
جلسة ما بعد الظهر الأولى سيرأسها د. حمدي الحمايدي من تونس تحت لافتة شكسبير وِجْهَة إفريقيا وفيها: ”التدريب على نصوص شكسبير في مرآة التعددية الثقافية”، لفاضل الجاف (العراق) و“ شكسبير يخاطب الأفارقة”، لدينيس كاكو كون (كوت ديفوار) بينما ستكون الجلسة الثانية بعنوان شكسبير في مغربنا ويديرها أحمد خميس من مصر وسنستمع فيها الى: شكسبير والمسرح العربي: من الملك لير إلى الحريق لقاسم محمد للناقد حسن تليلاني (الجزائر) “قبس شكسبير في المسرح الجزائري: خفوت وتوهج”، جميلة مصطفى الزقاي (الجزائر) شكسبير بصمة العين وبصمة اليد لسعيد ناجي من (المغرب).
في اليوم الثاني للندوة سيكون الجمهور المتابع على موعد مع جلستين. الجلسة الاولى سيديرها حسن تليلاني من الجزائر وفيها من الابحاث: “المسرح التونسي وشكسبير” لحمدي الحمايدي (تونس) محمد مديوني (تونس) ”شكسبير تونسيا”، شكسبيرنا (شهادة) لمحمد كوكة (تونس) “ تقييم للروح البدوية في مختارات من كتابات وليم شكسبير”، إيمان المزوغي (تونس). الجلسة الثانية ستحمل عنوان شكسبير في قرطاج وفيها: “تاريخ المعنى أو معنى التاريخ”، لفوزية المزي (تونس) “ اختبار الهوية على الأطلس الشكسبيري: تأملات في الكوسموغرافيا السرية ” لعبد الحليم المسعودي (تونس) ” يا بعيدا عني، يا قريبا مني، إليك عني” لمحمد مومن (تونس) ومسك الختام سيكون بشهادة للمخرج التونسي غازي الزغباني بعنوان “مغامرتي الشكسبيرية”.