برلين: ابتاعت المانيا البيت الذي كان يملكه توماس مان في ولاية كاليفورنيا وقررت تحويله الى مركز للحوار عبر الأطلسي بعد موجة من الغضب والاحتجاج بين الالمان والمعجبين بأعمال الكاتب الفائز بجائزة نوبل خوفاً من تهديم المنزل وبيع ارضه.&

وأُطلقت على الانترنت حملة جمعت تواقيع 3000 كاتب بينهم هيرتا مولر الفائزة بجائزة نوبل للمطالبة بانقاذ المنزل بعد ان عُرض للبيع بسعر 15 مليون دولار. وقال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينامير لصحيفة زوديتشة تسايتونغ ان المبنى "كان مأوى العديد من الالمان الذين عملوا من أجل مستقبل افضل لبلدهم ومهدوا الطريق لاقامة مجتمع منفتح وأرسوا أُسس قيم مشتركة عبر الأطلسي". واضاف "نحن نريد ان نجدد فيلا توماس مان بهذه الروح". &ومن المتوقع ان تستغرق عملية التجديد عامين".&

وكان مان هرب من المانيا مع عائلته في عام 1933 بعد مجئ هتلر الى الحكم منتقلا في البداية الى سويسرا ثم الى الولايات المتحدة حيث سكن في منزل ذي خمس غرف نوم في مدينة لوس انجيليس بُني حسب مواصفاته. وكتب توماس الى شقيقه هاينرش انه اشترى "عقاراً في ارضه سبع نخلات والكثير من اشجار الحمضيات". واستضاف منزل مان حشداً من الكتاب والفنانين والمثقفين الالمان المنفيين بينهم بيرتولد بريخت وبرونو فرانك. وكانوا يلتقون هناك وفي منزل ليون فويختفانغر القريب. وكان أحد زوار مان في المنزل فتاة في الرابعة عشرة اسمها سوزان سونتاغ التي حضرت مع صديقة لها في المدرسة لتناول الشاي عام 1947 وكتبت عن الواقعة في مجلة نيويوركر. &

ولاحظت سونتاغ اثناء انتظارها الشاي في مكتب مان "الطاولة المكتظة بأقلام ودواة وكتب وأوراق.... وكتب ، كتب في كل مكان ، كتب في رفوف من الأرض الى السقف تغطي حائطين من غرفة المكتب". وتحدثت سونتاغ عن شعورها بالاثارة لوجودها في غرفة واحدة مع توماس مان واعجابها بمكتبته. في عام 1952 عندما شعرت عائلة مان بنهاية الليبرالية الاميركية على يد المكارثية عادت الى اوروبا. &وتوفي مان بعد ثلاث سنوات في سويسرا. حين عُرض منزل مان للبيع في الصيف كتب الناقد اليكس روس في مجلة نيويوركر "ان "الفيلا الساحرة" كما تسميها الصحافة الالمانية كانت أكثر من بيت يسكنه كاتب عظيم. فهي رمز فترة مشحونة في التاريخ الاميركي، فترة منحت لاجئاً هارباً من النازية إحساساً بالديجا فو أو سبق الرؤية"، في اشارة الى الفترة المكارثية.&
&