&
تحت عنوان ( تحية الى صالح القرة غولي) ، اقامت جماعة ازاميل النحتية معرضها الاول على قاعة جمعية الفنانين التشكيلين العراقيين ببغداد بحضور ثقافي وفني كبير &.
حيّا العديد من الفنانين التشكيليين العراقيين روح زميلهم الفنان الراحل صالح القره غولي (1933 – 2003) الذي تفرد بأعماله النحتية والذي يصفه البعض بأنه (سيد نحاتي عصره)، بأقامة معرض نحتي نظمته مجموعة (ازاميل) النحتية في قاعة جمعية الفنانين التشكيليين في حي المنصور ببغداد ، وافتتحه المستشار الثقافي لوزارة الثقافة الدكتور حامد الراوي الذي اعرب عن اعجابه بالاعمال المشاركة بالمعرض التي جسدت مدارس مختلفة لم تلتزم بتوجه واحد ،مشيدا بالروحية المتجددة في الحركة النحتية في العراق ، متوسما بالنحاتين تنشيط وتقدم النحت العراقي الذي له الريادة على المستوى العربي الدولي.
فقد اكد الفنان هيثم حسن ،احد المؤسسين لمجموعة ازاميل، ان المعرض جاء لبث الروح في الحركة النحتية ، وقال :هذا المعرض يـأتي ضمن اهداف ازاميل في بعث روح الحياة في النحت العراقي بعد ان احس اعضاء المجموعة بنوع من الركود والجمود في الحركة النحتية العراقية لذلك كان هذا المعرض بمشاركة مجموعة من خيرة النحاتين في العراق. &
&
من وحي القره غولي
&اما الفنانة كريمة هاشم،مديرة معهد الفنون الجميلة للبنات، فقد اكدت ان المعرض هو عبارة عن افكار مستوحات من روحية الفنان صالح القره غولي باعنباره فنانا متفردا في استخدام الخامة المحلية، وقالت : اعمال المعرض عبارة عن افكار سومرية بطريقة حداثوية معبرة عن قدم الفكرة التي تتبنى الفكرة التي استوحاها الفنان من روحية صالح القره غولي.
&واضافت : استوقفتني عدة اعمال نحتية في المعرض ولكنني اود ان اشير الى عمل الفنان طه وهيب المتميز &وهو عبارة عن ثلاث نساء سومريات ، جسدت روح وافكار صالح بطريقة وخامة جديدة، وهناك عمل الفنان وليد البدري الذي كان خامة مختلفة،: عشتار والعالم السفلي ،وحين تسترجع اعمال صالح القرغلي تجدها في هذا العمل، اما الفنان علوان العلواني هو الاقرب من الناحية التقنية والخامة، كذالك الفنان رضا فرحان عمله يختلف من ناحية التنفيذ فقد ابدعه بشكل دفتري وهذا اعتقد لن ينفذه احد من قبل وجعل لكل صفحة عمل وفكرة قريبة الى واقع ومفردات صالح القره غولي، اما بقية الفنانين كانت اعمالهم بها الشيء القليل من روحيه صالح رغم ذلك كانوا موفقين.

وفاء لرمز عراقي
من جانبها اكدت الفنانة زينب الركابي ان المعرض تكريم لرمز من رموز العراق، وقالت : لقد قدمت هذه النخبة المميزة من النحاتين اعمالا غاية في الروعة والتي تميزت بالجرأة و الاتقان في هذه المعرض ، وقد اتجهت معظم الاعمال في خطابها الانساني نحو المرأة .. لكنها ليست جسدا بل قضية لعالم تتجسد فيه الجمال للبيئة المحيطة الارض و السماء الواقع و الحلم وبالوان و تكوينات و اختزالات مدهشة... لهذا نجد ان لكل عمل فني من هذه الاعمال هويته الخاصة التي تدفعنا الى تامله و اكتشاف ماهو مجهول .
& &واضافت : لقد قدر للفنان صالح القره غولي ان يكون رجل حداثة فهو عنوان لسيرة طويلة من الحداثة بدأت منذ امد بعيد حينما لم يكن النحت شائعا وباسلوبه الحديث والمواد التي استخدمها والتي تعتبر مدرسة فنية خاصة به سار عليها ودرسها وتعلمها العديد من طلابه لتكون اساسا لاتجاه فني جديد ساهم في اثراء المشهد الفني في ذلك الوقت&
وتابعت : ان هذا التكريم المتمثل بالاحتفاء برمز من الرموز المهمة في تاريخ العراق و الذي خلد لنا اعمال نحتية تنتشر في الكثير من المؤسسات الفنية لهو دليل على وفاء هذه النخبة من النحاتين المتمثلة بجماعة ازاميل&
&
قفزة نوعية&
اما الفنان التشكيلي معراج فارس &فقد قال :هو المعرض الأول لمجموعة ازاميل مع ستة ضيوف شرف وبعنوان &(تحية إلى صالح القره غولي) معرض ابتعد عن التقليدية اشترك فيه فنانون لهم أثر في النحت العراقي والعربي وبعضهم العالمي فكان قفزة نوعية بمواضيع وأساليب مختلفة ومتطورة وتغير جديد ومطر وح بوعي ورؤية مابعد الحداثة استخدمت فيه خامات مختلفة وقد أعطى امتداد للنحت العراقي المعاصر.&

رسالة فنية رائعة
الى ذلك قال الصحافي والناقد فائز جواد :معرض جماعة ازاميل النحتية هو الثاني والذي تضمن مجموعة اعمال نحتية تنوعت بمضامينها ومواضيعها وهذا ماميز المعرض الذي ضم اضافة الى ضيوفه مختلف الفنانين الذين تختلف المدارس التي يشتغلون عليها ومن مختلف الاعمار وبالتالي تمكنوا من البحث في اعمالهم المختلفة الاحجام وخاصة الاحجام الكبيرة التي افتقدناها بمعارضنا النحتية &تمكنوا من البحث والمعالجة التي تعبر عن الانفعالات الجمالية من صلب الواقع العراقي .
&واضاف: باعتقادي اوصلت مجموعة ازاميل رسالة فنية رائعة للمتلقي ومن مختلف اتجاهاته بان النحت العراقي مازال يستطيع ان يحرك الركود الذي اصاب النحت الذي كان متميزا الامر الذي تفاعل مع كل عمل الجمهور الذي اطلع على اعمال المجموعة التي حركت افاق جديدة في عالم النحت العراقي والعربي فالعالمي .
وتابع: نعم المعرض كان يتميز بالتنوع بافكاره والخامات التي اشتغلوا عليها وهو اي المعرض يؤكد ان الفنان العراقي والمثقف مازال يبحر في عالم الجمال رغم مايجري من احداث ومنغصات تعكر الشارع العراقي وان مثل هذا المعرض والنشاطات الفنية والثقافية تؤكد ان العراقي مازال معطاء ويحب الحياة والمعرض يواكب مايحققه رجالات العراق من الانتصارات على الظلاميين الذين يريدون بالعراق شرا والمعرض حقق نجاحا رائعا بكافة اعماله التي تميزت بالتنوع.
يذكر.. ان الفنان صالح القره غولي، الذي اقيم المعرض لروحه، &هو من مواليد بغداد محلة القره غول عام 1933 خريج معهد الفنون الجميلة بدرجة الشرف عام 1952 درس النحت على يدي رائد الحداثة الفنية في العراق جواد سليم في معهد الفنون الجميلة. بعدها غادر إلى باريس لينتسب إلى المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة (بوزار). لمن عرفه فإن حياته كلها كانت تقع بين سنتي 1954 و1960. هناك تعرّف على نفسه من جديد. زواجه من فرنسية دفع به إلى النظر بعمق إلى ذاته ولم يفصله عن حقيقة أنه ينتمي إلى ثقافة أخرى. وهو ما سينعكس إيجابا على فكرته عن الفن، النحت بالتحديد. كان النحت مناسبة لكي يقوي ارتباطه بالأساطير التي ابتدعها بناة حضارة وادي الرافدين،حصل على دبلوم عالي للفنون الجميلة باريس 1958 وعمل مدرسا لمادة النحت في معهد الفنون الجميلة منذ عام 1962.، توفي عام 2003 .
ومجموعة ازاميل بينوا بانهم لايدعون لاسلوب معين او مدرسة بذاتها وليسوا متحمسين لمادة معينة او مضمون او ايديولوجية خاصة، وانما هي تسعى جاهدة الى العمل بروحية المغامرة في كسر النمطيات المكررة في المشهد النحتي والانفتاح على المنجز الانساني العالمي والوقوف، في الاتجاه الاخر &في البحث الجمالي الشخصي. مشيرين الى انها ستكون حركة نحتية تليق برموزنا الذين وضعوا اسس متطورة وفعالة ومتفاعلة في حركة النحت لعالمي .&
ومن جانبه اشاد المستشار الثقافي لوزارة الثقافة الدكتور حامد الراوي
&