يقول الباحث السودي، د.محمود السيد الدغيم إن فهرسة مكتبة تُتيح رفع الحجاب عن آلاف المخطوطات التي تقبع على رفوف المكتبات.

تولى تركيا اهتماماً فريداً بالتراث خاصة التراث المعماري، وفي مقدمته: المساجد والجوامع، والزوايا والتكايا، وأسبلة المياه، وأضرحة رجال الدين والدولة، وتأتي مدينة اسطنبول في المقدمة من هذا الاهتمام، باعتبارها أشبه ما تكون بمتحف مفتوح، فحيثما يسير الإنسان يرى قِبابَ الجوامع، والمآذنَ الرشيقة التي تعانقُ عنان السماء، ولا تقتصر محافظة تركيا على التراث المعماري وحده، بل هنالك الاهتمام بالموروث المخطوط أيضاًحيث يشكل حضورا قويا، فالكتاباتُ العربية والعثمانية تًزيّنُ سُقوفَ المباني الأثرية ومداخلَها في الجوامع والقصور والتكايا والزوايا والحمامات؛ كما تُزيّن أسبلة المياه والجسور والأضرحة، ومقتنيات المتاحف.

ويعد مجمَّع السليمانية الذي أمر ببنائه الخليفة العثماني السلطان سليمان القانوني، ونفّذ الأمر المعمار العثماني النابغة سِنان، من معالم إستانبول، وقد شيّد بطريقة حضارية تراعي منافع الدنيا والدين، ففي وسط المجمّع يشمخُ جامعُ السليمانية بقِبابه المتناسقة، ومآذنِه الأربع التي تزينها عَشْرُ شُرُفات، وترمزُ كلُّ واحدةٍ منها إلى سلطان من سلاطين آل عثمان؛ من أوّلهم عثمان الأول؛ حتى عاشرهم سليمان القانوني، وحول الجامع ثمان مدارس، ومدرسة الحديث، ومدرسة القرآن، ومدرسة صبيان الكُتّاب، ودار الضيافة، والمشفى والكلية الطبية والحمّام، ومكتبة السليمانية التي تحتفظ بأكثر من مائة ألف مخطوطة معظمها باللغة العربية، وبعضُها باللغة التركية العثمانية، واللغة الفارسية، وغير ذلك من اللغات الأجنبية.

وصالة المطالعة مفتوحةٌ للباحثين منذ الساعة التاسعة صباحاً حتى الساعة الحادية عشرة ليلاً، وذلك طوال أيام الأسبوع السبعة. وفي صالة المطالعة يتمكّن الباحثون من الاطلاع على جميع المخطوطات والمطبوعات المحفوظة بالمكتبة بواسطة أجهزة الحاسوب الإليكترونية المرتبطة بشبكة خاصة بمكتبة السليمانية، ويوجدُ في صالة القراءة الكثير من الفهارس التي تساعد الباحثين على البحث عن الكُتُب التي يحتاجونها.&

ومِن أحدث الفهارس الموجودة في المكتبة: "فهرس المخطوطات العربية والتركية والفارسية في مجموعة السليمانية"، و"فهرس المخطوطات العربية والتركية والفارسية في مكتبة راغب باشا"، وهما من إعداد: الباحث الأكاديمي السوري الدكتور محمود السيد الدغيم، ومنشورات: "سقيفة الصفا العلمية" المسجلة في (لبوان – ماليزيا)، وتوزيع: "دار المنهاج" السعودية.

والدكتور محمود السيد الدغيم باحث سوري يهتمُّ بالتراث الحضاري الإنساني بشكل عامّ، والتراث الإسلامي بشكل خاص، والمخطوطات باعتبارها الوعاء الذي يحفظ خلاصة التجارب الإنسانية، والموروث الديني والدُّنيوية، وهذا ما دفعه إلى تكريس مُعظم وقته لخدمة التراث تحقيقاً وفهرسةً.

د.الدغيم نشأ في بيئةٍ عربية إسلامية في بلدة جرجناز السورية؛ الواقعة إلى الشرق من معرة النعمان، والتي افتخر شاعرُ الفلاسفةِ أبو العلاء المعريّ بها في كتابه "رسالة الصاهل والشاحج سنة 411 هـ/ 1020م، ونُشر الكتاب سنة 1395 هـ/ 1975م، ص:507"، وهي منطقة زاخرة بالآثار اليونانية والرومانية والعربية النصرانية ثم الإسلامية. وقد تعمّقت العلاقات بينه وبين التراث أثناء الدراسة الجامعية، ثم الدراسات العُليا؛ فقد كتب حول التراث في مجلة الفكر العربي حينما مُحرّراً فيها سنة 1982م، وأجرى حوارات مع مدراء مكتبات إستانبول ونشر في جريدة الميثاق في استانبول سنة 1984 م، ونشر الكثير في جريدة الحياة بلندن خلال الربع قرن الماضي ابتداء من سنة 1991م.

وقد حقق د.الدغيم كتاب "الإيضاح لقوانين الاصطلاح في الجدل والمناظرة"؛ لمؤلفه الشهيد يوسف بن عبد الرحمن ابن الجوزي 656 هـ/ 1258م، وقد حققه كجزء من أطروحته للماجستير، ونشرته دار مدبولي في القاهرة، وحقق كتاب بديع النظام الجامع بين أصول البزدوي والإحكام للآمدي، تأليف ابن الساعاتي 694 هـ/ 1294م، وقد حققه كجزء من أطروحة الدكتوراه في أصول الفقه الإسلامي وتاريخه حتى نهاية القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي.

وحول عزوفه عن التحقيق واتجاهه نحو فهرسةِ المخطوطات، قال د.الدغيم "لم أعزفْ عن التحقيق بل أعتبره ضرورةً مُلِحّة، ولكنّ فهرسة المخطوطات بشكلٍ أكاديمي أكثر ضرورةً نظراً لتخلُّف المفهرسين الكسالى، بالإضافة إلى أنّ الفهارس هي مفاتيح المكتبات، فتحقيق كتابٍ واحدٍ يتطلّب سنوات، بينما فهرسة مكتبة تُتيح رفع الحجاب عن آلاف المخطوطات التي تقبع على رفوف المكتبات، ولا يستطيع الباحثون العثور عليها جرّاء عدم وجود الفهارس الدقيقة".

وأضاف "بدأتُ بفهرسة مانُشر من تراث أبي العلاء المعري، وما كُتب عنه، وقدمتُ تلك الفهرسة إلى إدارة مجلة الفكر العربي سنة 1982م؛ للنشر، ولكن الحصار ثم الاجتياح الاسرائيلي لبيروت حالَ دون نشر تلك الفهرسة التي فُقدتْ، ولم أعدْ أعرفُ عنها شيئاً بعدما سُجنتُ في بيروت، ثم غادرتها إلى السجن في سوريا، ثم خرجتُ من سوريا سنة 1983؛ ولم أعُدْ بعد ذلك إلى سوريا أو لبنان. والفهرس الثاني الذي عملتُ به هو «فهرس المخطوطات العربية والتركية والفارسية في مكتبة الغازي خسرو بك » في سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك، فقد راجعتُ ودقّقتُ المجلد الأول من الطبعة الثانية، والرابع والخامس والسادس والسابع والثامن من الطبعة الأولى، ثم توقفتُ، وتابع الآخرون المشروع الذي أسَّسْتُهُ هناك، فبلغ عدد ما نُشر من تلك الفهارس: 18 مجلداً. والفهرس الثالث هو فهرس مكتبة الخالدية في القدس، فقد أعدّ ذلك الفهرس نظمي الجعبة، وأرسلوه إلى لندن، فحرّرته وحذفتُ أكثر من نصف الكلام الحشو الذي أرسلوه، ونشرتْ الفهرسَ مؤسسة الفرقان بلندن سنة 1422 هـ/ 2001م، وذُكر اسمي في الصفحة: 55 من الطبعة الأولى التي تمّ إتلافها بسببِ سوءِ الطباعة حيث لم تُطبع الأوراق الخاصة بالمخطوطات من الرقم: 321 حتى الرقم: 379، ومازلت أحتفظ بنسخةٍ من تلك الطبعة الرديئة.

أما عن علاقاته المخطوطات التركية فقال "سُجنتُ في سوريا مدة شهر شباط فبراير من أوله إلى آخره، وتمكنتُ من مغادرة سوريا إلى تركيا في تموز/ يوليو سنة 1983م، وأول مكان زرته في استانبول هو مكتبة السليمانية التي صرتُ أزورُها يوميا من الساعة الثانية بعد الظهر حتى السادسة مساءً، وحينذاك أجريتُ مقابلات صحفية مع مُدراء مكتبات التراث : معمر أولكر مدير مكتبة السليماني، وحسن دومان مدير مكتبة بايزيد العمومية، وعلي كونول مدير مكتبة نورعثمانية، وعبد القادر مدير مكتبة عاطف أفندي، وسِيْفِيْم خانم مديرة مكتبة راغب باشا، وقِيْمَتْ خانم مديرة مكتبة كوبرلو، وبعد ذلك أجريت مقابلة مع نوزت قايا مدير السليمانية سابقاً. وقد شجعتني المطالعة على التحقيق، ففي تلك السنوات حققتُ كتاب عُمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي، ونشرتْه دارُ السيد في إستانبول سنة 1407 هـ/ 1987م. ثم غادرتُ استانبول إلى لندن سنة 1990م من أجل الدراسة والعمل.

وأكد د.الدغيم إنه ملتزم بفكرة إحياء التراث الإنساني الإسلامي، وتعريف الناس به، بل يعتبر ذلك من الفرض على الكفاية. وهو الأمر الذي دفعه للبدء في فهرسة مكتبة السليمانية، وأوضح "التقيتُ مع بعض أعضاء إدارة مؤسسة سقيفة الصفا العلمية المسجلة في (لبوان – ماليزيا)، وحضرتُ معهم مؤتمر "مؤسسة تيما" في كامبريدج، وتباحثنا بشؤون وشُجون التراث، وعرضوا عليَّ مشكورين أنْ أتعاون معهم في مجالات إحياء التراث المخطوط، فاقترحتُ عليهم أنْ أبدأَ بفهرسة مكتبة السليمانية الأمّ، فوافقوا على ذلك، فغادرتُ لندن إلى استانبول وكان ذلك قبل سبع سنوات من الآن. وقد استغرق إعداد فهرس السليمانية مدّة سنتين، وصدر في ثلاثة مجلدات فاخرة من حيث الشكل والمضمون، وأرفقنا معه قرض مدمج (D.V.D) يتضمن أكثر من 15 ألف صورة من أوائل وأواخر المخطوطات التي يتضمّنها الفهرس. وبذلك كان "فهرس المخطوطات العربية والتركية والفارسية في مجموعة السليمانية" هو أول فهرس بهذا الشكل الوصفي التحليلي، وقد لاقى قبولاً رائعاً.
وحول اختياره لمكتبة راغب باشا دون غيرها من المكتبات، قال "امتازت "مكتبة راغب باشا" بميزات كثيرة، فصاحبها الصدر الأعظم راغب باشا؛ عالِمٌ أديبٌ؛ محدِّث مفسّر، كَتَبَ الشعِرَ باللغات الثلاث: العربية والتركية والفارسية، وقد عمِل والياً في حلب ودمشق والرقة والقاهرة، وعمِل موظفاً في بغداد وآذربايجان، وجمع المخطوطات من كل هذه البلدان، وشكل لجنة من العلماء بإشرافه لمقابلة مخطوطات المكتبة، فهي مُصحّحة، وتضمُّ الكثير من المخطوطات المكتوبة بأقلام المؤلفين وعليها الإجازات والسماعات.

وردا على كون عددَ المخطوطات المحفوظة في مكتبة السليمانية الأمّ قريبٌ من عددِ المخطوطات المحفوظة في مكتبة راغب باشا، في حين فهرس راغب باشا عشرة مجلدات، أي ثلاثة أضعاف فهرس السليمانية، رأى د.الدغيم أن الإنسان مفطور على حُبِّ التطوير، ولذلك تجد الفوارق الكثيرة ما بين أقدم الفهارس وأحدثها. وإنَّ فهرس مكتبة راغب باشا ليس فهرساً وصفياَّ تقليدياًّ، بل هو تحقيق وتحيل واستقراء؛ ودراسة مستفيضة لكلّ ما تحتويه المكتبة من مخطوطات؛ وعددها: 2538 مخطوطة. وأنا آمُل أن أكون قد وُفِّقت بتأسيس مدرسة جديدة مبتكرة في عِلم الفهرسة، أساسُها "فهرس المخطوطات العربية والتركية والفارسية في مجموعة السليمانية"، وأرجو أن يكون قد اكتمل بُنيانُها في "فهرس المخطوطات العربية والتركية والفارسية في مكتبة راغب باشا". وأدعو الله تعالى أن يوفقني للسير على هذا المنهاج في الفهارس القادمة.

وأضاف "على سبيل المثال: في فهرس مكتبة راغب باشا قد خصّصتُ المجلدين الأول والثاني للمقدمات والصور فقط؛ وأدرجتُ في المجلد الثاني المدخل المترجم إلى اللغات التالية: الإندونيسية، والفارسية، والتركية، والإنكليزية، والفرنسية، والإسبانية، والألمانية، والسويدية، والهولندية، والبوشناقية، والمجرية الهنغارية، والروسية، والأوكرانية، والصينية، بالإضافة إلى أصله باللغة العربية. وخصصتُ المجلدات من الثالث حتى التاسع للفهرسة الوصفية التحليلية المحققة لإيضاح هوية الكِتاب والمؤلف، وتبيين اسمه ومراحل حياتِهِ ودِينهِ ومذهبهِ، وسيرته العلمية، ونقدته نقداً موضوعياًّ أكاديمياًّ لإنارة السُّبُل أمام الباحثين، وخصصت المجلد العاشر للكشافات العِلمية وعددها: 25 كشافاً لا تستثني شاردة أو واردة في الفهرس إلا وبيَّنتْ مكانها في الفهرس.&

وحول المقصود بالفهرسة الوصفية التحليلية المحقَّقَة، أشار د.الدغيم "لقد ذَكَرْتُ في فهرس راغب باشا: العلاقات التي رَبَطَت الكثيرَ من كُتِبِ الْمُتُوْنِ بالْحَوَاْشِي والشُّروحِ والْمُخْتَصَراتِ، وسَلَّطْتُ الأضْوَاءَ على الكُتُبِ والْكُتّابِ، فقدَّمْتُ تراجِمَ للمؤلفين والْخَطَّاطين والْمُلاّك؛ مع إِحَالاتٍ على المصادِرِ والمراجِعِ الْمُعْتَبرةِ؛ وعَرَّفتُ بالكُتُبِ ومواضِيْعِها، وأماكِنِ تَواجُدِ مَخْطُوطاتِها، وأماكِنِ طِباعَةِ ما طُبِعَ منها في بِلادِ العَرَبِ والعَجَمِ على قَدْرِ الْمُسْتَطاع. وتجاوزتُ أساليبَ الْفَهْرَسَةِ الْقَدِيْمَةِ، وَلَمْ أُقلِّد المُسْتَشْرِقِيْنَ الأَعاجِمَ وأَتْبَاعَهُم، ولذلك تَوَسَّعْتُ في إِيْرَاْدِ أَوَائِلِ الْمَخطوطاتِ وأواخرِها؛ وذلك لإعطاء الصُّورةِ الواضِحَةِ عن أُسْلُوْبِ الْمُؤلِّفِ، وتَثبيتِ هَويّةِ الْمَخْطُوْطِ بِمَعلوماتٍ مُقتبَسَةٍ من مُقدِّمَتِهِ وخاتِمَتِهِ، وذَلك لِكَسْرِ الْجُمُوْدِ الّذِي اتَّسَمَتْ بِهِ مُعظم فهارسِ الْمَخْطُوْطَاتِ التَّقليديّةِ البِدائيّةِ التي كُتِبتْ في القُرُوْنِ الْمَاضِيَةِ، فَجَاْءَ هذا الفهرس المبارك أَشْبَهَ ما يكونُ بالتَّأْلِيْفِ المُحقَّق الْمَدْرُوْسِ في الْكَثِيرِ من مَقاصِدِهِ؛ بالإضافَةِ إلى ما تَضَمَّنَهُ من فهرَسَةٍ لِلْمَخْطُوْطَاتِ، وَذَلِكَ مِن أَجْلِ وَضْعِ أُسُسِ مَدْرَسَةٍ جديدةٍ رائدةٍ لِلْفَهْرَسَةِ الْعِلْمِيَّةِ النَّافِعَةِ التي نأملُ تعمَيمها، كما نأملُ من المؤسَّسات الحكومية تبنّيها ورعايتها في سبيل خدمة هذا التراث الإسلاميّ الإنسانيّ المخطوط.
&
ولفت إلى أنه خصص المجلد العاشر للكشافات التي بلغ عددها: 25 كشافاً. "فهي كَشافات عِلميّة بأسْمَاءِ المخطوطات، والأعلام، والبلدان، والمؤلِّفِين والنَّاسِخِين، والمالكين، والمُجيزين، والْمُجَازين، والمطالعين، والمدققين، والمستكتبين، وَغَيْرِ ذلك، والهدف هو: تسهيل مُهمّة البحث على الباحثين، وذلك بإتاحة المزيد من خيارات مداخل البحث عن المخطوط أو المؤلف أو الناسخ أو المالك، أو غير ذلك".

وكشف د.الدغيم أنه أضاف إلى الفهرس الورقي فهرساً إلكترونياًّ موضوعاً على قرص مدمج (.D.V.D) والقرص محفوظ في جيب خاصّ مُلصق بالغلاف، وهذا هو الفهرس الثاني من نوعه - في تاريخ الفهرسة - الذي يتضمّن مع الفهرس الورقي فهرساً إلكترونياًّ، فقد وافقتْ "سقيفة الصفا العلمية" مشكورةً على هذا الأسلوب في فهرس السليمانية الأمّ سابقاً، وها هي تكرّره في فهرس راغب باشا، ووجود الفهرس الإلكتروني يتيح للباحثين الاطلاع السريع على جميع صور بدايات المخطوطات ونهاياتها التي يتضمّنها الفهرس، وعددها أكثر من (20000) صورة إلكترونية، بالإضافة إلى نصوص الفهرس بصيغة وثيقة «وورد» التي تُمكِّّنُ الباحثَ من البحث عن أية كلمة من الكلمات الموجودة في الفهرس. كما توجد نسخةٌ من الفهرس الورقي بصيغة (بي دي أف P.D.F.) موزّعة وِفْقَ توزيع مُجلدات الفهرس الورقي العشرة، وهذه خدمة إضافية مستجدّة في عِلمِ فهرسة المخطوطات.

وعن مشروعاته بعد فهرس مكتبة راغب باشا، قال "لقد بدأتُ بفهرسة ثلاث مكتبات مرتبطة ببعضِها البعض، وقد وضع أُسُسَها شيخ الإسلام العثماني أبو الخير أحمد في جامع أمير المؤمنين السلطان سليم الأول، ثم تابعه حفيدُه الشيخ مُراد مُلاّ بن عبد الحليم؛ بِضَمِّ بعضِ تلك المخطوطات إلى (مكتبة دار المثنوي) في إستانبول، ثم أسس (مكتبة مراد مُلاّ)، وسار الشيخ محمد عارف على آثار أبيه وجدّه، بتأليف مكتبته الخاصة التي أضافها إلى مكتبة والده، فهذه المكتبات الثلاث مترابطة، وسوف تصدر تباعاً حسب التسلسل الزمني لتأسيسها الأقدم فالأقدم خلال هذا العام إن شاء الله تعالى.
وأُخَطّطُ أيضاً لفهرسة مخطوطات جامعة إستانبول، بعد الانتها من المكتبات الثلاث، وإذا فُسِح بالأجل، فسوف أفهرسُ بعض مكتبات أمهات وزوجات وبنات بعض السلاطين العثمانيين.
&